مشكلات عصبية تواجه المتعافين من فيروس كورونا الجديد

مشكلات عصبية تواجه المتعافين من فيروس كورونا الجديد، ويبدو ان كوفيد-19 وبعدما كان يسبب الالتهاب الرئوي الحاد الذي يؤدي لدخول العناية المركزة والوفاة في كثير من الحالات، باتت لديه مضاعفات صحية تجاوزت الجهاز التنفسي ووصلت الى الجهاز العصبي.

وهذه المضاعفات تلازم المتعافين من فيروس كورونا الجديد حتى بعد الشفاء من المرض، ما يستدعي الشعور بالقلق والحاجة لمتابعة هؤلاء المرضى حتى بعد تعافيهم من مرض كوفيد-19.

فما هي المشكلات العصبية التي تواجه المتعافين من فيروس كورونا الجديد، وما حجم تأثيرها على صحتهم وحياتهم؟ هذا ما نكتشفه سوياً اليوم.

مشكلات عصبية تواجه المتعافين من فيروس كورونا الجديد

السكتة الدماغية او التهاب الدماغ من تداعيات فيروس كورونا العصبية

تقارير ودراسات طبية عدة، كشفت عن الأثر السلبي الكبير الذي يخلَفه فيروس كورونا الجديد على الجهاز العصبي للمصابين به حتى بعد تعافيهم.

وفي تقرير نشرته مجلة Scientific American، أفيد ان أحد المتعافين من فيروس كورونا الجديد، واسمه باتريك ثورنتون ويبلغ من العمر 40 عاماً، عانى من مشاكل كبيرة في الكلام وقام بتطوير تلعثم ثقيل بعد التعافي من فيروس كورونا.

وبحسب ما نقل موقع "الكونسلتو" عن "روسيا اليوم"، فقد ثورنتون صوته أثناء اصابته بالفيروس، وأفاد ان بعض الكلمات باتت غير صائبة في فمه، بمعنى أنه يتلعثم عند نطق بعض الكلمات.

وحتى الآن، لا يعرف الخبراء كيفية تسبب فيروس كورونا الجديد بمشكلات عصبية، لكن إحدى النظريات ترجح انه قد يؤدي الى استجابة التهابية تؤثر سلباً على الكلام.

ووفقاً لما قاله سو إيون تشانغ، عالم الأعصاب بجامعة ميشيغان، في التقرير المذكور اعلاه، فإن "الكلام هو أحد سلوكيات الحركة الأكثر تعقيداً التي يؤديها البشر"، مقترحاً أن الفيروس يمكن أن يتداخل مع دوائر الدماغ.

وأضاف تشانغ ان حوالي 400 عضلة متضمنة في الجهاز العصبي، يجب أن تعمل بتنسيق وعلى نطاق زمني بالمللي ثانية، لذا فهو إنجاز مهم يعتمد بشكل أساسي على دماغ يعمل بطريقة جيدة.

فيروس كورونا الجديد ينتج أجساماً مضادة ضارة

يعاني بعض المتعافين من فيروس كورونا الجديد من التلعثم في الكلام

من جهته، اعلن توماس بولاك، أخصائي علم النفس العصبي في جامعة كينغز كوليدج لندن، عن وجود احتمال وراء المشكلات العصبية الناجمة عن فيروس كورونا الجديد، مفاده ان الفيروس يقوم بإنتاج اجسام مضادة ذاتية وضارة، تعمل على الارتباط بالبروتينات وتضر بقدرتها على العمل، او تعمد لإطلاق هجوم مناعي على الخلايا.

وفي حديثه لمجلة Scientific American، قال بولاك ان كوفيد-19 يعمل على الاضرار بالجهاز المناعي، مع ارتفاع ملحوظ في وسطاء التهابات مختلفة.

وكان بولاك وفريقه، عملوا على إجراء مسح ودراسة قبل طباعة التقرير، ووجدوا ان حوالي ثلث مرضى فيروس كورونا يعانون من أعراض عصبية. وقال بولاك للمجلة: "من الواضح وجود طيف واسع من المظاهر العصبية لكوفيد-19، بعضهم مدم تماماً مثل السكتة الدماغية او التهاب الدماغ، والبعض الآخر أكثر دقة".

فيما اقترح ويليام بانكس الذي يعمل في نظام "بوجيه ساوند" للرعاية الصحية التابع لإدارة شؤون المحاربين القدامى، أن المشكلات العصبية المزمنة الناجمة عن الوباء قد تسبب أزمة كبيرة في الصحة العقلية.

مضيفاً: "يمكن أن يتضح في النهاية - بقدر ما هو مروع من معدل الوفيات، مع وفاة واحد من كل 1000 أمريكي - أنه قد يكون هناك هذا الإرث الذي يؤثر على ما يصل إلى واحد من كل  10 اشخاص. وربما يكون متجذراً في المناعة العصبية".