هل يمكن للانسان تلقي اكثر من لقاح ضد فيروس كورونا المستجد

التحصين ضد فيروس كورونا حيث أن هل يمكن للانسان تلقي اكثر من لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، طرح البعض هذا التساؤل في خضم ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا الجديد وآخرها في البرازيل، والتخوف من عدم قدرة اللقاحات المتوفرة حالياً على مكافحة هذه التحولات في الفيروس التاجي.

ويتزاحم الناس لتلقي اللقاح للحماية من عدوى فيروس كورونا، فيما ان عدد اللقاحات المتداولة حالياً لا تتجاوز 8 لقاحات، ابرزها لقاح "فايزر-بيونتيك" و"موديرنا" و"أسترازينيكا-أكسفورد" و"سبوتنيك في" و"سينوفارم" بحسب ما جاء على موقع "اندبندنت" عربية.

ترتكز معظم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد على تلقي جرعتين، فيما ان لقاح "جونسون أند جونسون" الذي حصل على موافقة من الادارة الامريكية للاستخدام الطارئ هو الوحيد الذي يشمل تلقي جرعة واحدة.

لكن نقص الامدادات من لقاحات كورونا الحالية وتحولات الفيروس، قد تدفع بعض الدول لإعطاء مواطنيها أكثر من لقاح، وهو ما نستعرضه سوياً.

هل يمكن للانسان تلقي اكثر من لقاح ضد فيروس كورونا المستجد

يتزاحم الناس حول العالم لتلقي اللقاحات للحماية من فيروس كورونا المستجد

لا بد من التركيز على الناحية الصحية والفائدة التي يمكن جنيها من تلقي اكثر من لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، خصوصاً ان اللقاحات المتاحة تعتمد تقنيات مختلفة، وبالتالي فإنها قد لا تعمل بكفاءة في حال تم إعطاؤها لنفس الشخص في ذات الوقت.

تحذير من خلط عدة لقاحات في آن واحد

ونظراً لعدم وجود تجارب كافية على فاعلية المزج بين اللقاحات، فقد حذرت المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها في ديسمبر الماضي، من مغبة خلط لقاح "فايزر-بيونتيك" مع لقاحات أخرى مضادة لكوفيد-19.

فيما عمدت هيئة الصحة العامة البريطانية الى وضع ضوابط شديدة على عملية تلقي لقاحين مختلفين مؤكدة ان استخدام جرعتين مختلفتين من اللقات يجب أن يتم على أساس استثنائي، في حال عدم توفر النوع ذاته من اللقاح اثناء تلقي الجرعة الثانية.

وتؤكد ارشادات الهيئة البريطانية على عدم وجود دليل على إمكانية تبادل لقاحات كورونا، وبالتالي يجب بذل جهد كبير لضمان مطابقة الجرعتين الاولى والثانية.

اللقاح المعزز هل هو فعال

لا توجد أدلة كافية على صحة وفاعلية تلقي اكثر من لقاح ضد فيروس كورونا المستجد

إلا ان البعض يتحدث عن مفهوم "الجرعة غير المتجانسة" المعروف في علم المناعة، وتشير دراسات عدة الى ان مزج عدة لقاحات قد يعد طريقة فعالة لتصميم نظام مناعة أقوى.

وبحسب هيلين فليتشر، أستاذة علم المناعة في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، فإن "هذه الخطوة المنطقية التالية في تطوير لقاح لكوفيد-19، إذ إن التحضير بنوع واحد من اللقاح وتعزيزه بنوع آخر هو استراتيجية شائعة لزيادة مستوى الفاعلية ومدتها ضد الأمراض المعدية".

فيما أشار أليساندرو سيت، الأستاذ في مركز الأمراض المعدية وأبحاث اللقاحات لدى معهد "لا جولا لعلم المناعة" في كاليفورنيا، الى إنه في الحالات التي يتخوف فيها من فقدان اللقاح فاعليته، فإن الإجراء المعتاد هو الحصول على مادة معززة، كون الجسم يعمل على تكوين ذاكرة مع الجرعة الأولى، بينما المعزز يحفز المزيد من الاستجابة.

وليس مؤكداً بعد من ان استخدام انواع مختلفة من لقاحات كورونا، سيحث الجهاز المناعي على الاستجابة الاقوى ضد الفيروس. وأشارت ريان باركر، استاذة البيولوجيا وعلم المناعة والفيروسات في جامعة درو في نيوجيرسي الامريكية، الى انه في حال وجود لقاحين مختلفين يستخدمان أجزاء مختلفة من الفيروس، فإن خلطهما سيؤدي لعمل استجابتين مناعتين مختلفتين بدلاً من تعزيز الجرعة الاولى من أي لقاح، بما فيها لقاح "جونسون أند جونسون" ذو الجرعة الواحدة.