بلازما النقاهة هل تقلل من وفيات فيروس كورونا الجديد

تعتمد تقنية العلاج ببلازما النقاهة (بلازما الاجسام المضادة) على استخدام دم الأشخاص الذين تعافوا من المرض من أجل مساعدة الآخرين على التعافي.

وفي خضم أزمة كورونا والبحث عن علاجات ناجعة للمصابين به، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام بلازما النقاهة مع مرضى فيروس كورونا (كوفيد 19)، وسمحت الإدارة باستخدام هذه الطريقة في بدايات الجائحة لعدم وجود علاج معتمد لكوفيد 19.

يحتوي دم الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد 19 على أجسام مضادة للفيروس المسبب للمرض. ويعالج الدم المتبرع به من أجل إزالة خلايا الدم، فيبقى الجزء السائل (البلازما) والأجسام المضادة. ويمكن بعد ذلك إعطاؤهما لمصابي كوفيد 19 لتعزيز قدرتهم على مقاومة الفيروس.

وبحسب ما جاء على موقع "مايو كلينيك"، فقد يتم إعطاء بلازما النقاهة لمرضى كوفيد 19 الذين تتطلب حالتهم الإقامة في المستشفى. كما أنها قد تساعد في التعافي وتخفف من حدة المرض ومدته.

ومؤخراً، سادت حالة من التساؤل حول ما إذا كانت بلازما النقاهة تقلل من الوفيات في صفوف المصابين بفيروس كورونا، وجاءت دراسة دراسة من "مايو كلينيك" لتحسم الجدل.

بلازما النقاهة تقلل من وفيات فيروس كورونا الجديد

دراسة جديدة اكدت انخفاض وفيات كورونا بين المصابين بعد تلقي بلازما النقاهة

هذا ما كشف عنه باحثو مايو كلينك والمتعاونون معهم، مؤكدين وجود رابط قوي بين إعطاء بلازما النقاهة التي تحتوي على أجسام مضادة عالية وانخفاض معدلات وفيات المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الخاضعين للعلاج بالمستشفى والذين لا يستخدمون أجهزة التنفس.

ونشرت نتائج دراسة "مستويات الأجسام المضادة في بلازما النقاهة وخطر الوفاة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)" في 13 يناير 2021 في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين".

وكان ذلك تحليلًا مسبق التخطيط للعلاج وبيانات النتائج تم إجراؤه على 3,082 مريضًا حسب عدد الوفيات لمدة قدرها 30 يومًا من تلقي جرعة واحدة من البلازما، حيث تم تقييم جرعات البلازما على أنها تحتوي على أجسام مضادة منخفضة ومتوسطة وعالية مضادة لفيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم (السارز).

ثم جُمعت هذه البيانات من المرضى المسجلين على مدار ثلاثة أشهر حتى 4 يوليو الماضي، كجزء من برنامج الوصول الوطني الموسع لبلازما النقاهة.

تفاصيل الدراسة

تعتمد بلازما النقاهة على استخدام دم الأشخاص الذين تعافوا من المرض

لم تكن كمية الأجسام المضادة في العلاجات معروفة وقت العلاج وقد حُددت لاحقًا. وسجلت مجموعة المرضى الذين تلقوا مستويات بلازما منخفضة الأجسام المضادة، أعلى معدل وفيات ومقداره 29.6٪. بينما كانت نسبة الوفيات بين من تلقوا بلازما نقاهة متوسطة الأجسام المضادة 27.4٪. وسجلت بلازما النقاهة عالية الأجسام المضادة أقل معدل وفيات ومقداره 22.3٪.

كما سجلت الدراسة نتيجة أكثر إيجابية للمرضى الذين تلقوا البلازما في غضون ثلاثة أيام من دخول المستشفى. ولم يكن هناك أي تأثير على معدل وفيات المرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي.

وكان عمر المرضى المختارين لتلقي بلازما النقاهة 18 عامًا أو أكثر، حيث أُدخلوا إلى المستشفى مصابين بفيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم، وكانت حالتهم تتطور، أو تطورت بالفعل، إلى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الحاد أو الذي يهدد الحياة.

وجاءت مجموعة المرضى من 680 مرفق رعاية للحالات الحادة في جميع أنحاء البلاد. وتألفت المجموعة من 61٪ من الرجال و39٪ من النساء. ومن المجموعة البالغة 3,082 مريضًا، لم يخضع 2,014 منهم للتنفس الصناعي قبل نقل بلازما النقاهة.

ويشير الباحثون إلى أن النتائج الصادرة كانت محدودة بسبب الأرقام المنخفضة لبيانات الأجسام المضادة، واستمارات جمع البيانات المختصرة، والتفاصيل غير الدقيقة عن العلاقة بين استخدام الأدوية الأخرى ونقل البلازما، والبيانات المفقودة بسبب طبيعة السجل الوطني.