ما هو مصير كورونا بعد تحقيق المناعة الجماعية

التلقيح ضد فيروس كورونا الجديد المسبب لمرض كوفيد-19 والذي تعدت اصاباته 92 مليون شخص ووفيات قاربت على المليونين، يهدف بشكل أساسي الى تعزيز ما يعرف بالمناعة الجماعية او مناعة القطيع.

وتسعى كافة الدول التي بدأت حملات التطعيم وغيرها ممن ينتظرون وصول اللقاحات، لتحصين اكبر عدد من مواطنيها ضد عدوى فيروس كورونا ما يسهم في إمكانية عودة الحياة لطبيعتها بعد مرور ما يقرب من عام وشهرين على أول ظهور للفيروس التاجي في مدينة ووهان الصينية.

وهو ما يطرح السؤال التالي: ما هو مصير كورونا بعد تحقيق المناعة الجماعية؟ هل سيختفي هذا المرض أم سيصبح أقل وطأة مع اكتساب الناس الاجسام المضادة التي تحميهم من العدوى؟

ما هو مصير كورونا بعد تحقيق المناعة الجماعية

التحدي المقلق هو اصابة الاطفال الصغار بفيروس كورونا

نقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن تقرير اعدته صحيفة "نيويورك تايمز" من ان فيروس كورونا المستجد باق معنا لا محالة، وهو لن يختفي بشكل نهائي كما يخيل للبعض مهما تقدمت حملات التلقيح وزادت.

إلا أن كوفيد-19 لن يبقى يشكل خطراً مهدداً وسيصبح شبياً بنزلة البرد العادية بعد أن يصبح أغلب الاشخاص البالغين محصنين ضد المرض بحسب ما اوردت مجلة "ساينس" العلمية.

كما ان الوضع الصحي المتأزم حالياً نتيجة الضغط المستمر عليه بسبب جائحة كوفيد-19، لن يظل على هذه الحالة في حال توسع نطاق المناعة الجماعية وتعافى الكثيرون ممن أصيبوا بالفيروس. وبالتالي فإن شراسة المرض ستشهد تراجعاً ملحوظاً.

لكن التحدي الجديد يكمن في مسألة الاطفال الصغار، الذين لم يصابوا بعد بالفيروس التاجي. ما يعني ان العدوى ستكون بمثابة التحدي المقلق فقط في حالة الاطفال الذين تقل اعمارهم عن 5 سنوات.

إلا ان الجيد في هذا التحدي، هو ضآلة الاعراض التي يسجلها الاطفال المصابون بفيروس كورونا، والتي قد تتلخص في سيلان الانف او عدم ظهور الاعراض نهائياً.

المدة التي نحتاجها لتحقيق المناعة الجماعية

التطعيم ضد فيروس كورونا سيخفف من شراسة المرض

بحسب جيني لافين، الباحثة في جامعة ايموري بولاية جورجيا الامريكية، فإن تحديد المدة التي يحتاجها العالم لبلوغ مرحلة المناعة الجماعية الكاملة ليس أمراً سهلاً. مضيفة ان بلوغ هذه المرحلة يرتبط بشكل اساسي بسرعة انتشار العدوى حالياً وسرعة التطعيم.

وللوصول لهذا الاستنتاج، قامت لافين وزملائها باعتماد 6 نماذج من فيروسات كورونا البشرية، 4 منها تسبب اضطراباً صحياص مشابهاً للزكام، اضافة الى فيروسي "سارس" وميرس".

وعمل الباحثون على إجراء مقارنة بين الفيروسات الستة وبين فيروس كورونا الجديد.

ولا تسبب الفيروسات الأربعة التي تمت دراستها في الوقت الحالي سوى بعض الاعراض المتوسطة بالرغم من انتشارها بشكل واسع. في حين ان فيروسي "سارس" و "ميرس" يسببان المرض الشديد لدى المصاب بهما، على الرغم من عدم انتشارهما بشكل واسع حول العالم.