تحذير طبي من الافراط في تناول اقراص حموضة المعدة

حموضة المعدة او حرقة المعدة Heatburn، تحدث نتيجة وجود مشكلة الارتجاع المعدي المريئي التي يرتد فيها الحمض وافرازات المعدة خارج المعدة الى المريء، ما ينتج عنه حرقة في الصدر وشعور بعدم الراحة.

وتحدث الحموضة المعوية عندما ينتقل حمض المعدة، وهو عنصر حيوي لتكسير وهضم الطعام، نحو الحلق. وتتسبب الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة والمشروبات الحمضية، بتفاقم مشكلات حموضة المعدة.

ويحصل هذا بشكل خاص بعد تناول الطعام، ليظهر مذاق مزعج في الفم، وألم عند البلع، وقد تصيب اعراض حرقة المعدة أي شخص، ولكن تكرار ظهورها قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة صحية تستوجب العلاج الجاد بحسب ما جاء على موقع "ويب طب".

يلجأ الكثيرون لتناول اقراص حموضة المعدة بغية التخلص من هذه المشكلة المزعجة، لكن الافراط في استهلاكها قد تكون له تداعيات صحية حذر منها الاطباء وإحدى الدراسات الحديثة.

تداعيات الافراط في تناول اقراص حموضة المعدة على الصحة

كل دواء يتم وصفه من قبل الطبيب ضمن مهلة محددة، يعطي نتائج ايجابية ويساعد في علاج الحالة الصحية.

لكن الافراط في استهلاك هذا الدواء يترتب عليها اثار سلبية على الصحة، ومنها اقراص حموضة المعدة التي قد تعالج مشكلة الحموضة لبعض الوقت لكنها تتسبب بمشاكل اخرى في المعدة.

من هذه الادوية، ما يعرف باسم "مثبطات مضخة البروتون" التي يتسبب الاعتماد المفرط عليها في ارتفاع تشخيص متلازمة القولون العصبي بين المصابين بحموضة المعدة.

وبحسب الدكتور ريحان هايدري، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "يونيفرسيتي كوليدج" في لندن، فإن هذه الأدوية تعمل بشكل جيد للسيطرة على الأعراض الأولية للحموضة، لكن آثارها طويلة المدى يمكن أن تكون مضرة، بحسب ما أورد موقع "سكاي نيوز عربية".

واضاف د. هايدري ان 2 من كل 3 مرضى بمشكلة حرقة المعدة، قاموا بأخذ هذه الادوية لعدة سنوات وعانوا من مشاكل في الامعاء وانتفاخ البطن، معتبراً ان هذه المضاعفات ليست محض صدفة.

دراسة حديثة تحذر من اقراص حموضة المعدة

ذكر موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ان دراسة حديثة شملت 300 الف مريض، خلصت الى ان تناول مثبطات مضخة البروتون لعدة أشهر، ارتبط بزيادة خطر الإصابة ب اضطرابات البطن بنسبة 65%، وعلى رأسها الإسهال.

وتأتي نتيجة الدراسة كإضافة لمجموعة من الأدلة التي تشير الى ذات الإتجاه. وتكمن المشكلة هنا في كون هذه الحبوب تخفض نسبة الحموضة في المعدة والامعاء، فيما يحتاج الانسان لبعض الاحماض في الامعاء الدقيقة للتخلص من البكتيريا بحسب ما أكد د. هايدري.

وتابع ان استخدام مثبطات مضخة البروتون لفترات طويلة يعني أحماضاً أقل، لكنه يعني أيضا جعل الأمعاء الدقيقة أكثر ترحيباً بالبكتيريا، ما يسمح لها بالنمو عوضاً عن التحرك عبر الجهاز الهضمي.

والمعروف ان بكتيريا الأمعاء مفيدة بشكل عام، لكن الكثير منها يسبب مشاكل صحية.

وتقوم البكتيريا بالتغذية على السكريات الموجودة في الأطعمة التي نتناولها، ما يتسبب في عملية التخمر. ويؤدي الامر إلى إطلاق الهيدروجين وغاز الميثان، مسبباً الانتفاخ والتشنجات وأعراضاً معوية أخرى.

وحالة فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة هذه، تنتشر 7 مرات أكثر بين الاشخاص الذين يتناولون مثبطات مضخة البروتون بشكل متكرر، وفقا لتحليل أجرته كلية الطب بجامعة هارفرد عام 2013.