تطوير كمامة قادرة على قتل الفيروسات

مع اقتراب فيروس كورونا المستجد من العام الاول لبدء ظهوره وتفشيه من مدينة ووهان الصينية الى مختلف انحاء العالم، ومع اقتراب اعداد المصابين بالفيروس التاجي الى 46 مليون شخص، يبقى الاهتمام بالوقاية العنصر الاساسي في الحيلولة دون الاصابة بمرض كوفيد-19 الذي حصد اكثر من مليون و190 الف وفاة حتى الآن.

ومنذ ظهور مرض كوفيد-19، جاءت الكمامة الطبية واقنعة الوجه في صدارة الاجراءات الوقائية الفعالة لتجنب الاصابة بفيروس كورونا الجديد، على الرغم من تضارب الآراء حول فاعليتها بين مؤيد ومعارض.

لكن حتى وبعد الغاء او تخفيف اجراءات الاغلاق، بقي استخدام الكمامة العامل الاساس لتجنب الاصابة بفيروس كوفيد-19، وقد عمل باحثون على تطويرها بحيث تساعد في تحييد الفيروسات بغية التخلص منها لاحقاً.

فما هي تفاصيل هذه الكمامة؟ هذا ما نستعرضه سوياً اليوم كما جاء على موقع "العربية.نت".

كمامة مطورة تعمل على التخلص من الفيروسات

عمل باحثون في جامعة "نورت ويسترن الامريكية" على تطوير مفهوم جديد للكمامة، من خلال حقنها بمواد كيميائية مضادة للفيروسات، قادرة على تعقيم الرذاذ المصاحب للزفير الناتج عن مرتديها.

وقد وجد الباحثون ان أقمشة الكمامات العادية غير المنسوجة التي استخدموها بابتكارهم، قد نجحت بشكل جيد في إثبات المفهوم الذي يعملون على تحقيقه.

وبالرغم من أن الكمامات العادية قادرة على منع أو إعادة توجيه رذاذ الجهاز التنفسي المرافق للزفير، إلا أن جزءا كبيرا من الرذاذ والفيروسات العالقة به تبقة تتسرب خارج الكمامة، ما دفع فريق البحث للعمل على تحييد الفيروسات بشكل كيميائي بغية تعطيلها بسرعة أكبر.

واستخدم الفريق الذي قاده البروفيسور هايوي هوانغ، طبقة من بوليمر البوليانين تحوي مادة حمض الفوسفوريك وملح النحاس، لتدعيم الكمامات بطريقة تمكنها من التخلص من الفيروسات.

وبنتيجة التجارب، تبين ان المواد الكيماوية لم تنفصل عن الكمامة، ولا يمكن استنشاقها، ما يجعلها آمنة للاستخدام. كما تعمل الطبقة الكيماوية على مهاجمة الفيروسات المصاحبة لرذاذ التنفس، وتعطيل عملها قبل عبورها إلى الجهة الآخرى من الكمامة.

كذلك، كشف فريق الباحثين أن الابتكار قادر على تعقيم 82% من الرذاذ التنفسي المنفلت عبر الكمامة، ما يحد من فرص نقل العدوى للآخرين بشكل كبير.

كيف تحمي الكمامة من الاصابة بفيروس كورونا؟

تبين ان معظم حالات عدوى فيروس كورونا تم رصدها في الاماكن المغلقة، الا ان الخبراء يؤكدون ان وضع الكمامات الواقية في الاماكن المفتوحة مبرر ايضاً، نظرا لاحتمال انتقال الوباء في الفعاليات التي يقف خلالها الناس بجانب بعضهم البعض لفترات طويلة كالحفلات مثلاً.

وما يزيد من حالات الاصابة بالعدوى سواء في الاماكن المفتوحة او المغلقة، هو عدم الالتزام بارشادات التباعد الجسدي، ما يصعَب عمل الكمامة في الوقاية من العدوى.

لكن البيانات الصادرة حتى الآن، تشير الى ان التواجد في الهواء الطلق اكثر سلامة من الاماكن المغلقة، بالنسبة لنفس النشاط ومسافة التباعد، حسبما اعلنت مجموعة من العلماء والمهندسين والاساتدة من جامعات أميركية وبريطانية وألمانية.