اهمية لقاح الانفلونزا الموسمية في ظل جائحة كوفيد-19

موسم الانفلونزا يعود من جديد مع عودة فصل الخريف وقرب قدوم فصل الشتاء الباردين بشكل عام، حيث تكثر الاصابات بالانفلونزا الموسمية خصوصاً بين الاطفال وكبار السن والاشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.

وتتزامن الانفلونزا الموسمية هذا العام مع جائحة كوفيد-19 وعودة أرقام الإصابات للارتفاع من جديد، مع تخوف المعنيين وعامة الناس من تأثير الانفلونزا الموسمية الحادة على القطاع الصحي الذي يعاني من حدة اصابات فيروس كورونا والحالات الصعبة التي يتطلب بعضها العناية الفائقة.

لهذا تقوم الحكومات والمؤسسات الطبية والصحية، بالتشجيع على أخذ لقاح الانفلونزا الموسمية للتخفيف من عدوى وخطورة الانفلونزا بنوعيها A وB.

وحالياً، يتوجه الكثيرون في دولة الامارات لأخذ لقاح الانفلونزا الموسمية لحماية انفسهم واحبتهم من هذا المرض التنفسي. فما هي اهمية هذا اللقاح، خصوصاً في ظل أزمة مرض كوفيد-19؟

هذا ما يجيبنا عليه الدكتور عثمان اللبان، استشاري طب العائلة ورئيس القسم في مستشفى الزهراء دبي.

تداعيات الاصابة بالانفلونزا وكوفيد-19 في الوقت ذاته

بحسب د. اللبان، فإن مرض الأنفلونزا الموسمية ومرض كوفيد-19 لهما أعراض متشابهة، وأبرزها السعال والحمى. لذا فإن المصابين بالإنفلونزا ممن يشتبهون في الإصابة بكوفيد-19 يسعون لإجراء الكشف، مما يشكل ضغوطاً على المستشفيات والموارد المخصصة لمكافحة كوفيد -19، ما يؤدي إلى تعقيد العمل لبرنامج تتبع ومراقبة المخالطين لمرضى كوفيد-19.

ويضيف د. اللبان ان مرض الإنفلونزا بحد ذاته، قد يكون مرضاً قاتلاً يتسبب في مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي البكتيري والتهابات الأذن والجيوب الأنفية.

وبما أن هناك احتمال الإصابة بالمرضين معاً، هنا تكمن الخطورة بالنسبة لمضاعفات المرضين معاً، حيث يحذر د. اللبان من أن أي شخص يصاب بعدوى الإنفلونزا وفيروس كورونا معا قد ينتهي به المطاف إلى المعاناة من "حالة مرضية شديدة".

فالذين يصابون بالإنفلونزا قد يتعرضون لمضاعفات أكبر إذا ما أصيبوا بكوفيد-19 في ذات الوقت، خصوصاً أولئك المصابون بأمراض مزمنة، مثل السكري والربو وأمراض القلب،  ناهيك عن كبار السن والحوامل والأطفال الصغار بحسب د. اللبان.

اهمية لقاح الانفلونزا الموسمية في ظل جائحة كوفيد-19

يشير د. اللبان ان التطعيم ضد الإنفلونزا يمكن أن يساهم في تخفيف معاناة الناس من وباء كورونا الفيروسي، المعروف باسم كوفيد- 19 عن طريق تقليل فرص الاصابة بالأنفلونزا الموسمية، مما يساعد بالتعرف بسرعة على المرضى المشتبه اصابتهم بمرض كوفيد19 واجراء الفحوصات اللازمة عليهم لعزلهم بسرعة والحد من انتشار المرض.

لماذا يؤخذ اللقاح سنويا؟

يقول د. اللبان ان لقاح الإنفلونزا يؤخذ مرة كل عام لسببين:

•    الأول، أن الفيروس يتحور مما يؤدي الى تغيير بالسلالات الشائعة كل عام.

•    الثاني، أن المناعة التي يوفرها اللقاح تقل تدريجياً مع مرور الزمن، ولا بد من تنشيط المناعة عن طريق إعطاء جرعة لقاح سنوي.

بعض الناس يمتنعون عن أخذ لقاح الانفلونزا بحجة إنهم ليس بحاجة إلى اللقاح لأنهم لا يصابون بالإنفلونزا، أو أنهم يصابون بالمرض رغم أخذهم للقاح. لكن الباحثين يرون أن تلك الرؤية خاطئة، وأن من يصابون بالإنفلونزا رغم أخذ اللقاح، يصيبهم المرض بشكل خفيف.

وينصح الباحثون الناس بأخذ لقاح الإنفلونزا في بداية موسم الانفلونزا وهم أصحاء، وليس أثناء الإصابة بالمرض لان اللقاح يحتاج فترة زمنية لتوفير حماية كاملة .

و يؤمل أن تقيد الناس بالإجراءات الوقائية من كوفيد-19، يساعد في الحد من إصابات الإنفلونزا من جهة وكوفيد-19 من جهة أخرى، بحكم أنهما مرضان ينتقلان بذات الطريقة عبر الرذاذ من شخص الى اخر.

هل من آثار جانبية للقاح الانفلونزا الموسمية؟

الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا طفيفة، منها الشعور بالألم في مكان الحقن، والصداع. لكن هذه الآثار الجانبية لا تستمر عادة لأكثر من يومين فقط، يقول د. اللبان.