دراسة: المناعة ضد فيروس كورونا قد لا تدوم طويلاً

منذ الظهور الاول لفيروس كورونا المستجد وتفشيه حول العالم اواخر العام الماضي، فإن موضوع المناعة ما زال يثير الكثير من التساؤلات خصوصاً للمدة التي تبقى فيها هذه المناعة بعد الاصابة بالفيروس.

لهذا عمل الخبراء على دراسات عدة لتبيان ما اذا كانت فيروسات كورونا التي تصيب الافراد بشكل متكرر وتسبب نزلات البرد، يمكن ان تكون مناعتها قصيرة ام طويلة الامد.

وفي دراسة جديدة نشرت نتائجها في مجلة Nature Medicine الشهر لماضي، تبين للباحثين ان المناعة ضد الفيروس الجديد المسبب ل مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأمد بالمثل.

المناعة ضد فيروس كورونا قد لا تدوم طويلاً

قام العلماء وعلى مدار 35 عاماً، بمراقبة 10 افراد لتحديد عدد المرات التي أصيبوا فيها بفيروسات كورونا الموسمية الأربعة المعروفة. كون هذه الفيروسات المعروفة باسم HCoV-NL63 وHCoV-229E وHCoV-OC43 وHCoV-HKU1 -  تتسبب إما باعراض خفيفة لنزلات البرد أو لا تسبب أي أعراض على الإطلاق، فقد قام الفريق بفحص دم المشاركين بشكل دوري بحثاً عن الاجسام المضادة، بغية اكتشاف حالات جديدة من العدوى.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن "لايف ساينس" ان اظهار عينات الدم زيادة في عدد الأجسام المضادة التي تستهدف فيروساً معيناً مقارنة بالعينات السابقة، معناه أن الجهاز المناعي للشخص يقاوم عدوى جديدة. ونجح الباحثون في تحديد ان مدى حدة هذا التحول في مستويات الأجسام المضادة لتشكيل عدوى مؤكدة، وليس تقلباً عشوائياً.

وبحسب البيانات الجديدة، فإن المناعة ضد فيروسات كورونا تميل الى ان تكون قصيرة العمر، بسبب حدوث العدوى المتكررة في كثير من الاوقات بعد حوالي 12 شهراً وقبل ذلك في بعض الحالات، كما أشار الدكتور فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة  (NIH).

كما وجد معدو الدراسة أن العدوى حدثت في حالات قليلة، في وقت مبكر يصل إلى ستة أشهر وتسعة أشهر بعد الإصابة السابقة.

تفاصيل الدراسة

قام العلماء بإعداد بحث عن عدوى فيروس كورونا، وتحديداً البحث عن الاجسام المضادة التي تعمل على استهداف جزء معين من القفيصة النووية لكل فيروس، وهي القشرة الصلبة للبروتين الذي يحيط بمواده الجينية المعروفة باسم RNA.

وتوصل الباحثون لنتيجة مفادها ان كل مشارك أصيب من 3 إلى 17 إصابة بفيروس كورونا خلال فترة الدراسة، مع تكرار العدوى مرة أخرى كل ستة أشهر إلى ثماني سنوات وتسعة أشهر. كما حدثت الإصابة في بعض الحالات مرة أخرى بفيروس كورونا بعد نحو عام من الإصابة السابقة.

وكتب الباحثون في نتائج البحث ان حالات العدوى الطبيعية، يمكن ان تحدث لجميع فيروسات كورونا الموسمية الأربعة، ما يؤشر لوجود سمة مشتركة بين جميع فيروسات كورونا البشرية، بما فيها SARS-CoV-2.

وعلى الرغم من أن الباحثين لم يدرسوا SARS-CoV-2 في بحثهم، لكنهم يجادلون بأن الاتجاه الملحوظ بين فيروسات كورونا الشائعة، ما يزال يمتد إلى الفيروس الجديد. موضحين أن جميع فيروسات كورونا الشائعة متميزة وراثياً وبيولوجياً، بالرغم من انتمائها للعائلة نفسها.

لذا فإن أي سمات مشتركة بينها قد تكون ممثلة لجميع فيروسات كورونا البشرية، بما فيها SARS-CoV-2. ومع ذلك، ليس معلوماً حتى الآن ما إذا كان SARS-CoV-2 لديه القدرة على إعادة إصابة البشر كالفيروسات الأخرى.

وكانت مجلة "لايف ساينس" افادت سابقا، أن خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا البائية والخلايا التائية، تعمل سوياً للتعرف على المواد الغريبة في الجسم، بما فيها الفيروسات، وتحشد جهاز المناعة لمحاربة مسببات الأمراض بطرق ممختلفة.

واشار معدو البحث إلى أن الأجسام المضادة هي علامة واحدة فقط للمناعة، يحتمل أن تتأثر أيضا بمناعة الخلايا البائية والخلايا التائية.

وكان خبراء آخرون توقعوا انتشار كوفيد-19 سنوياً بعد انتهاء الوباء.