الجراحة بالمنظار أحدث الطرق الجراحية لاستئصال الديسك

يشكو العديد من الأشخاص من الم اسفل الظهر خلال فترات متعددة من العمر، بعضها ناتج عن انزلاق الديسك، لكن ما هو الديسك وما سبب الانزلاق و ما هي طرق الوقاية ووسائل العلاج؟

عن هذا الموضوع يحدثنا الدكتور نزار يحيى الناتوت، استشاري ورئيس قسم جراحة العظام المفاصل والعمود الفقري في مستشفى مركز كليمنصوالطبي – دبي وأحد الجراحين القلائل المتخصصين  بإجراء عملية أستئصال الديسك بالمنظار.

ماذا يعني انزلاق الديسك؟

يقول د. الناتوت ان الديسك هو عبارة عن مادة لزجة مضغوطة بين فقرات العمود الفقري، ومن شأن ترهل الرباط الخارجي المحيط بالديسك أن يسمح بتسرب المادة اللزجة لخارج حدود الرباط، وبالتالي الضغط المباشر على العصب على مستوى هذا الديسك.

ويسبب هذا الوضع ألماً لدى المريض يمتد من الظهر إلى الساق وحتى القدم، مع الإحساس بتنميل وضعف في القدم أحياناً.

اسباب انزلاق الديسك

بحسب د. الناتوت، أسباب الانزلاق مرتبطة بترهل الرباط المتواجد حول الديسك بين الفقرات، ومع الضغط المستمر على الديسك بسبب الجلوس طويلاً أو رفع الاوزان الثقيلة، مع ضعف عضلات البطن والظهر، والوزن الزائد وعدم ممارسة التمارين الرياضية بأنتظام، تتسرب المادة اللزجة ويؤدي انزلاقها إلى الخارج لضغط مباشر على العصب.

لكن ليس بالضرورة أن كل ألم على مستوى الظهر يكون سببه انزلاق الديسك، يضيف د. الناتوت، لذاعندما يشكو المريض من ألم في أسفل الظهر خاصة اذا أنتقل الألم الى الساق، عليه أن يستشير الطبيب المختص وعلى الأرجح سيحتاج لإجراء صورة أشعة "رنين مغناطيسي" تحدد سبب الألم وتساعد على تحديد أسلوب العلاج.

هل الجراحة هي الحل الوحيد لعلاج انزلاق الديسك؟

يؤكد د. الناتوت انه وعلى العكس تماماً، فإن الجراحة هي الحل الأخير وبالتأكيد ليس الوحيد.

ولا يحتاج كل انزلاق إلى جراحة، وحوالي 10% فقط من مرضى الديسك يحتاجون لإجراء عملية جراحية، أما البقية فيعتمد علاجهم على الأدوية، والراحة الجسدية مع العلاج الفيزيائي. و في حال عدم استجابة المريض واستمرار الألم، يلجأ الطبيب إلى الحل الجراحي.

الطرق المعتمدة لاستئصال الديسك

لسنوات طويلة كانت الجراحة الكلاسيكية هي الحل الجراحي الوحيد، وهي جراحة تعتمد على شق جراحي في منتصف الظهر وشق عضلات الظهر واستئصال جزء من العظم والأربطة ما بين الفقرات ودفع العصب جانباً واستئصال الجزء المنزلق من الديسك و رفع الضغط عن العصب.

وكانت نتيجة هذه الجراحة  جيدة، وما يقارب 85% من المرضى يشفون نهائياً بعدها، لكن لهذه الجراحة مشاكلها المباشرة مثل آثار التخدير العام على المريض أو حدوث نزيف أو إلحاق ضرر بالعصب نفسه خلال الجراحة، واحتمال التهاب الجرح لاحقاً وعلى المدى البعيد احتمال أن يعاني المريض من ألم في العمود الفقري ناتج عن الاحتكاك بين الفقرات الخاضعة للجراحة.

ما دفع الجراحين لتطوير هذه الجراحة واستخدام المنظار لاستئصال انزلاق "الديسك".

جراحة استئصال الديسك بالمنظار

بحسب د. الناتوت، هي جراحة حديثة وتحتاج معدات خاصة، تتم في 70% من الحالات باستخدام تخدير موضعي ومن خلال إحداث ثقب في الجلد بعيداً عن منتصف  الظهر أو من خلاله واستكشاف مجرى العمود الفقري بإدخال أنبوب إلى مستوى الديسك يحدد مكانه باستعمال الأشعة داخل غرفة العمليات، ومن ثم إدخال المنظار في الأنبوب بعد تثبيت عدسة كاميرا تؤمن المشاهدة المباشرة على الشاشة الموجودة في غرفة العمليات تسمح للجراح باستئصال الجزء المتسرب من الديسك والضاغط على العصب.

ويضيف د. الناتوت ان الجراحة بالمنظار ليس لها أية مضاعفات تقريباً، بل لها مزايا كثيرة من أهمها حماية العصب خلال الجراحة مع تجنب الشق الجراحي العميق والتهتك في العضلات، ما يخفض احتمال الإصابة بنزيف خلال الجراحة أو التهاب الجرح لاحقاً.

فالجرح عبارة عن "قطبة "واحدة، كما أن ألم ما بعد الجراحة يكاد لا يذكر ويسمح بفترة نقاهة أقل وعودة أسرع لممارسة الحياة اليومية العادية لا تتعدى فترة أسبوع.

إضافة أن المريض  ليس مضطراً للبقاء في المستشفى ثلاثة أيام أو أكثر كما يحدث عند إجراء العملية الجراحية الكلاسيكية، بل يمكن للطبيب أن يسمح له بالخروج في اليوم الجراحي نفسه. وعلى المدى البعيد فإن احتمال الإصابة بألم الظهر المزمن أقل نسبياً.

ويؤكد د. الناتوت ان جراحة المنظار هي الحل الجراحي الأفضل، ورضا المرضى عن عملية استئصال الديسك بالمنظار مرتفع جداً بحيث أن المريض في المستقبل القريب سيفضل  إجراء عملية استئصال الديسك  بالمنظار وهو ما حصل تماما مع عملية استئصال المرارة وعملية استئصال غضروف الركبة.

نصائح للمرضى الذين يعانون من الم اسفل الظهر

ينصح د. الناتوت باتباع عادات الظهر الجيدة كالجلوس بوضع مستقيم، والمحافظة على الوزن المعتدل، وممارسة رياضة المشي والسباحة بشكل منتظم.

كما ينصح المرضى الذين يشكون من ألم أسفل الظهر باستشارة الطبيب المختص لتحديد السبب ومباشرة العلاج اللازم، وفي حال احتاج المريض لإجراء عملية جراحية فالجراحة بالمنظار هي الأفضل بحسب د. الناتوت.