دراسة: الانفعال والسخرية يزيدان خطر الموت بالنوبة القلبية

عادة ما يرتبط التوتر والانفعال بتدهور حالة الجسم بشكل عام وصحة القلب بشكل خاص، لما لهذه الاضطرابات النفسية من تداعيات خطيرة على جسم الانسان تتمثل في الاصابة بامراض القلب والارق وزيادة الوزن وغيرها. حتى ان بعض الدراسات ربطت بين الانفعال والتوتر وبين الاصابة بالسكري ومرض السرطان.

لكن الانفعال قد يكون قاتلاً بالنسبة لمرضى النوبات القلبية، حسبما وجدت دراسة حديثة ربطت بين كثرة الانفعال والسخرية وبين خطر الوفاة ب النوبة القلبية.

فما هي تفاصيل هذه الدراسة؟ هذا ما نكتشفه سوياً اليوم.

الانفعال والسخرية يمكن ان يكون مميتاً لمرضى القلب

الدراسة التي اجراها باحثون من جامعة تينيسي في الولايات المتحدة الامريكية على 2300 شخص من الناجين من النوبة القلبية، وتم نشر نتائجها في المجلة الأوروبية لتمريض القلب والأوعية الدموية، وهي مجلة تابعة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب، وجدت أن الاشخاص الذين يظهرون سمات شخصية معادية، بما في ذلك السخرية أو الاستياء أو نفاد الصبر أو الانفعال، هم أكثر عرضة لخطر الموت جراء نوبة قلبية ثانية خلال فترة العامين.

وبحسب الباحثين في الدراسة، فإن تزايد هذا الخطر مرده للحالة العاطفية السلبية المستمرة التي تكون عند مريض القلب والتي تضع نوعاً من الضغط على صحتهم. ويصنَف الافراد الذين يحملون العداء للآخرين اقل اهتماماً بصحتهم من غيرهم، ويميلون اكثر للتدخين وشرب الكحول واتباع نظام غذائي وصحي سيء.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون من جامعة تينيسي بتتبع اكثر من 2300 ناج من النوبات القلبية، وعملوا على قياس العداء لديهم في بداية الدراسة، باستخدام قائمة التحقق من تأثير الصفات المتعددة، تلا ذلك متابعة متواصلة للمرضى لمدة 24 شهرا.

وبلغ متوسط عمر المشاركين في البحث 67 عاماً و68% منهم من الرجال. وتم تصنيف اكثر من نصف المرضى (حوالي 57%) معادين وفقاً لهذا الاختبار.

وخلال عامين من البحث، عمل الباحثون على مقارنة معدلات بقاء المشاركين على قيد الحياة بدرجات شخصياتهم، ليجدوا أنه بالامكان استخدام العداء بدقة للتنبؤ بفرصة وفاة شخص ما بسبب نوبة قلبية متكررة.

ولفت الباحثون الى إن شخصية أحدهم، يمكن أن تؤثر على القلب من خلال الآليات السلوكية والنفسية. مضيفين ان الأفراد المعادين تزداد لديهم أوقات التخثر وتسجيل مستويات أدرينالين وكوليسترول ودهون ثلاثية طبيعية أعلى، مع زيادة في تفاعل القلب.

وهذه العوامل الالتهابية المعروفة، قد تؤدي لحدوث مشاكل القلب وتزيد من النتائج السريرية السيئة. وكانت أبحاث سابقة وجدت أن التفاؤل له تأثير مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية، من خلال تقليل هرمونات التوتر ومعدل النبض وضغط الدم.

ويجزم الباحثون أن المزاج العام للشخص، قد يغير مستويات الهرمونات الضارة والمفيدة في الجسم. كالتفاؤل مثلاً، الذي يخفض هرمونات التوتر والقلق مثل الأدرينالين والكورتيزول، والتي يمكن أن تشكل عبئاً وضغطاً سلبياً على القلب وترفع ضغط الدم.

وعادة ما يتمتع الاشخاص ذوو النظرة الايجابية بصحة افضل، كونهم يتناولون الطعام الصحي ويمارسون الرياضة ويقل لديهم احتمال تناول المشروبات الكحولية والتدخين.

وينصح الاطباء الاشخاص المدخنين ممن عانوا مسبقاً من النوبة القلبية، بضرورة الاقلاع عن التدخين فوراً.