دراسة مقلقة: الاطعمة المحولة تؤدي الى شيخوخة الخلايا

لا يختلف إثنان على أن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، لها تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة. وان اتباع نظام غذائي غير صحي يعتمد بشكل أساسي على هذه الاصناف من الغذاء وفي مرحلة مبكرة من العمر، يمكن أن يكون لها تداعيات خطيرة على صحتنا عند التقدم بالسن.

لكن دراسة حديثة مخيفة حملت لنا بعض الانباء السيئة، مفادها ان تأثير تناول البرجر والمشروبات الغازية او الاطعمة المحولة لا عودة فيه، بمعنى انها لا تسبب بعض الامراض مثل السمنة وامراض القلب وارتفاع ضغط الدم فحسب، وانما يمكن ان تسرع من الشيخوخة البيولوجية لدى الاشخاص الذين يتناولونها بكثرة.

فما هي تفاصيل هذه الدراسة وتداعياتها على صحة الانسان؟ هذا ما نكتشفه سوياً اليوم.

الاطعمة المحولة تسرع من الشيخوخة البيولوجية

الدراسة التي التي قدمت في إطار المؤتمر الأوروبي والدولي حول البدانة الذي تعقد نسخته للعام 2020 عبر الإنترنت من الأول حتى الرابع من سبتمبر، كشفت ان الاطعمة المحولة بشدة مثل المشروبات الغازية والبرجر والبسكويت وغيرها من الوجبات الجاهزة يمكن ان تسرع من الشيخوخة البيولوجية لمستهلكيها، ناهيك عن الامراض الخطيرة المرتبطة بها.

ونقل موقع "سكاي نيوز" عن وكالة "فرانس برس" ان الدراسة استندت لقياس أحد مؤشرات الشيخوخة البيولوجية، وهو طول العناصر الجينية المعروفة بـ "تيلومير" (أو القطعة النهائية) عند 886 إسبانيا تخطوا 52 من العمر، خضعوا لمراقبة استهلاكهم اليومي للأطعمة المحولة بشدة. لتكشف النتائج أن النظام الغذائي السيئ قد يسرع شيخوخة الخلايا.

أجرت الدراسة لوثيا ألونسو-بيدريرو مع زملائها تحت اشراف إميليا مارتي من جامعة نافارا الاسبانية ونشرت تفاصيلها في مجلة "أميريكن جورنال أوف كلينيكال نيوتريشن"، وهي دراسة تثير الخوف تجاه اسلوب الحياة الغذائي السيء الذي يتبعه كثيرون ولا يتنبهون لمخاطره طويلة الأمد.

تفاصيل الدراسة

توزع المشاركين في الدراسة على 4 مجموعات، من الاكثر استهلاكاً للأطعمة المحولة بمعدل 3 مرات او اكثر في اليوم الواحد الى الاقل استهلاكاً. وتم أخذ عينات من لعابهم أخضعت لتحاليل جينية مع الاشارة لمعدل الاستهلاك اليومي لهذه الاطعمة.

ووجد الباحثون ان خطر تقلص التيلوميرات تزايد عند كبار مستهلكي هذه الاطعمة (اكثر من 3 وجبات في اليوم) نتيجة خضوعها لتحول كبير بسبب العمليات الصناعية المتبعة في تصنيع هذه الاطعمة.

والتيلوميرات هي هيكليات واقية تحافظ على استقرار الرصيد الجيني وتكامله، بما فيها الحمض النووي الضروري لعمل كل خلية في الجسم. ويعد طول التيلومير مئشراً على السن البيولوجية فيما يخص الخلايا.

تشهد التيلوميرات تناقصاً وانخفاضاً مع التقدم بالعمر، كون الخلية تخسر جزء من طرفها هذا كل مرة تنقسم فيها.

ويمكن ان يؤدي تكرار هذه الظاهرة لشيخوخة الخلايا في نهاية المطاف، والتي تتوقف عن الانقسام والعمل بشكل طبيعي.

وكانت ابحاث سابقة ربطت بين الاطعمة المحولة بشدة التي تحوي الكثير من الدهون والمذاق الحلو والمالح الشديد، وبين الاصابة بامراض البدانة والسكري وأنواع متعددة من السرطان.

هذا وأكد الباحثون في الدراسة الاخيرة على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات، لتأكيد النتائج التي توصلوا اليها واثبات وجود علاقة سببية بين الاطعمة المحولة وشيخوخة الخلايا.