ما صحة أن لقاح كورونا قد لا يفيد البدينين؟

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه على الرغم من أن فيروس كورونا هو أكبر حالة طوارئ صحية منذ أوائل القرن العشرين، إلا أن السباق العالمي للحصول على لقاح لم يسبق له مثيل.

معتبراً أن التوصل للقاح فعال وآمن لفيروس كوفيد 19 بأقرب وقت ممكن، يساعد في السيطرة على الوباء وحماية الملايين من الاشخاص ممن لم تصبهم عدوى فيروس كورونا الجديد بعد.

لكن السؤال الذي يطرح الآن ليس حول فاعلية اللقاح بشكل عام، وإنما تأثيراته البطيئة على بعض الاشخاص المحددين حسبما حذر بعض خبراء الصحة.

لقاح كورونا قد لا يكون مفيداً للبدينين

هذا ما حذر منه بعض خبراء الصحة مستندين لدراسات سابقة كانت وجدت أن التطعيم ضد الانفلونزا والتهاب الكبد ب كان أقل فاعلية لدى الاشخاص الذين يعانون من السمنة، وهو ما قد يتكرر مع لقاح كورونا.

ونقل موقع صحيفة "الشرق الاوسط" عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تحذير بعض الخبراء من عدم فاعلية اي لقاح سيتم تطويره ل فيروس كورونا المستجد مع البدينين معتبرين أن السمنة الزائدة قد تقلل من عمل لقاح كورونا.

واشار الدكتور تشاد بيتي، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة الجزيئي في جامعة «ألاباما» في برمنغهام: "نحن لا نقول إن اللقاح لن يعمل، لكننا نعتقد أنه قد لا يكون فعالاً لدى البدينين بشكل كبير. ولاحظ العلماء في التجارب الماضية أن الاستجابة المناعية لدى البالغين البدينين تكون ضعيفة جداً بعد تلقيحهم".

ويمكن أن تزيد السمنة من الاستجابة المناعية للفيروس، ما يسبب الالتهاب المفرط ويجعل الجسم اقل قدرة على محاربة الفيروسات ومنها فيروس كورونا المستجد.

كما أن السمنة تشكل عامل خطر للعديد من الحالات الصحية المزمنة مثل السكري من النوع الثاني، والسكتة الدماغية، والنوبات القلبية، وصولاً لأنواع معينة من السرطان.

وبحسب الدكتور ويليام شافنر، الأستاذ في الطب الوقائي والأمراض المعدية بكلية الطب بجامعة «فاندربيلت»، بمدينة ناشفيل الأميركية، فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يحتاجون لحجم إبرة لقاح مختلف عن غيرهم.

موضحاً أن التلقيح باستخدام إبرة بقياس بوصة واحدة، قد يوفر تأثيراً أضعف للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل حاد مقارنة بغيرهم. ويجب على الأطباء التأكد من حاجة البدينين لابرة طويلة للتمكن من الوصول لعضلات الجسم.

لكنه شدد على حاجة الاشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة للحصول على اللقاح على الرغم من التحديات والمخاوف، معتبراً ان الحماية أفضل بالتأكيد من عدمها.

من جهته، أيد الدكتور تيموثي غارفي، مدير أبحاث مرض السكري بجامعة «ألاباما» تصريحات شافنر، معتبراً ان لقاح الإنفلونزا ما زال يعمل مع مرضى السمنة، لكن ليس بالصورة المطلوبة. وما زلنا نريد أن يحصب أولئك الأشخاص على اللقاح بكل تأكيد".

تجدر الاشارة الى أن فيروس كوفيد-19 الذي سجل أكثر من 19 مليون اصابة حول العالم وأكثر من 700 الف وفاة، يجعل الاشخاص المصابين بالسمنة اكثر عرضة للاصابة بأمراض ومضاعفات خطيرة في حال اصابتهم بفيروس كورونا، كما أكدت المراكز الامريكية للسيطرة على الامراض والوقاية منها.