هل بتنا في تعايش تام مع وباء كورونا ؟

لا تزال النفوس البشرية حائرة، وربما مجبرة على تقبل الظروف الحالية التي نعيشها منذ انتشار وباء كورونا، الذي بدأ بإشاعة رفضت العقول البشرية تصديقها، إلا أن بات واقعاً مريراً وصدمة قوية أثرت على جميع أنحاء العالم دون سابق إنذار.

ورغم أن جميع الهيئات والحكومات على مستوى أنحاء العالم، اتخذت التدابير الإحترازية والوقائية، إلا أن وباء كورونا طرق أبواب الإكتئاب، الخوف من المستقبل، ولا نزال نحاول التأقلم مع الوضع الحالي  وبث الروح الإيجابية لتخطي أزمة وباء كورونا..

فهل بتنا في تعايش تام مع وباء كورونا، سؤال تجيب عنه استشارية الطب النفسي الدكتور لبنى عزام، مديرة البرامج العلاجية بمركز وعد في جدة ومدرسة الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس في القاهرة.

هل بتنا في تعايش تام مع وباء كورونا

 لا نزال نامل الاستيقاظ على خبر انتهاء وباء كورونا

وبحسب ما قالته الدكتورة لبنى، لا نستطيع أن نجزم أننا بتنا في تعايش تام مع وباء كورونا، لكن المراحل الصعبة التي عشناها خلال الشهور السابقة بسبب جائحة فيروس كورونا، كانت بمثابة صدمة قوية أثرت على جميع الجوانب الحياتية على مستوى أنحاء العالم دون استثناء.

فإذا استرجعنا شريط حياينا خلال الشهور القليلة السابقة، سنجد أن فيروس كورونا بدأ بإشاعة تداولتها وسائل التواصل الإجتماعي مشيرة إلى أن الفيروس ما هو إلا حرب بيولوجية بين الصين وأمريكا.

لكن سرعان ما وجدنا أنفسنا أمام وحش خفي ينتشر بيننا ويفقدنا الغالي والرخيص في جميع أمور حياتنا دون معرفة الأسباب الحقيقة التي أدت إلى انتشاره كالمارد اللعين.

ومع مرور الوقت والقيام بالأبحاث الطبية على أعلى المستويات في جميع أنحاء العالم، بدأ أفراد العالم يستوعبون خطورة الظروف الصعبة التي نمر بها، ورغم أننا لا نزال نعيش محاولات التحصين المستمرة بشتى الطرق، بعد معرفة أسباب انتشاء وباء كورونا وأعراضه المختلفة، إلا أننا نكاد نفتقد السيطرة على الضغوط النفسية التي سادت بين أفراد العالم في أنواع الأمراض النفسية سواء الإكتئاب، الخوف ، الهلع وفوبيا الإصابة به.

حلول إجبارية للتعايش مع وباء كورونا

 الحلول اجبارية وليست اختيارية للتعايش مع وباء كورونا

أوضحت الدكتورة لبنى، أن الحجر المنزلي وفترات فرض الحظر الطويلة التي لم نعتاد عليها من قبل، أفقدت معظم أفراد العالم القدرة على إيجاد البدائل الإيجابية، التي تطفئ نار المشاعر السلبية، الملل، القلق، الإكتئاب والخوف من المستقبل.

لكننا لانزال نأمل أن نستيقط على خبر انتهاء وباء كورونا " كوفيد 19" مع شروق كل يوم، كونه بمثابة الكابوس العنيد.

إلا أننا بتنا في تعايش تام مع الحلول الإجبارية دون المفر، فإما أن نستمر في الوقاية من وباء كورونا ونحن تتملكنا مشاعر الإكتئاب، الأفكار التعيسة، مواجهة المشكلة، مخاطرة العدوى أو الهروب من الواقع، كحيل دفاعية تقوم بها وظائف العقل البشري في أشكالها المتنوعة" الإنكار، المبالغة في ردود الأفعال، الإسقاط" لحماية أنفسنا من الضغوط النفسية المتلاحقة خلال الفترات القادمة.

وإما دفع جميع أفراد العالم إلى العودة إلى أشكال حياتهم العادية، مع عدم الآمان المادي المسيطر على الإقتصاد العالمي والذي دفع الجميع إلى المخاطرة والقبول بالخطر غير الملموس وغير المرئي بدلا من الخطر الواضح أمامهم.