متلازمة الكوخ وعلاقتها بأزمة كورونا

لا تزال أزمة كورونا تخبئ لنا الكثير، فرغم أن تأثيراتها شملت جميع المجالات في معظم أنحاء العالم، إلا أن النواحي النفسية لجميع الفئات العمرية والثقافات المختلفة قد تشكل نظريات ودراسات جديدة على أرض الواقع.

إذ تفشت ظاهرة طبية جديدة قد تثير القلق وستهدد الملايين، المعروفة باسم" متلازمة الكوخ"، ورغم أن التدابير الاحترازية والحجر المنزلي لا يتعدى ثلاثة شهور إلى الآن.

إلا أن شبح فيروس كورونا يطارد جميع أفراد المجتمعات على مستوى أنحاء العالم، كذلك خلق الهواجس المرضية وفوبيا الخوف من المجهول لجميع الفئات العمرية دون استثناء.

سنطلعك عزيزتي علي متلازمة الكوخ وعلاقتها بأزمة كورونا التي أصبحت تهدد الملايين حول العالم، من خلال ناقشنا مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور أحمد صلاح بمستشفي الدمرداش من القاهرة.

متلازمة الكوخ

صفات مشتركة بين متلازمة الكوخ والفيروس خصوصا فوبيا الخوف

وبحسب ما قاله اختصاصي الطب النفسي الدكتور أحمد، تتمثل متلازمة الكوخ في صعوبة مغادرة الأفراد المنازل، الذي بات لهم ملجأ يحميهم من فيروس كورونا " كوفيد 19"، فالبعض قد يصيبه القلق، الإحباط جراء البقاء في المنزل خصوصا مع طول فترة البقاء والتي لانعرف متي ستنتهي.

من ناحية أخرى أكد الدكتور أحمد، أن ما تم تداوله حول ربط الدراسات الحديثة والاحصائيات الحالية "لأزمة كورونا بمتلازمة الكوخ"، والتي عرفت منذ عام 1900 في أوساط الصيادين والمنقبين عن الذهب في الولايات المتحدة الأمريكية، متوافق مع  الأضرار النفسية الجسيمة التي أصابت البشرية خلال الثلاثة شهور السابقة جراء أزمة كورونا.

 خصوصا أن متلازمة الكوخ تشير إلى القلق المؤلم الذي يواجه الشخص أو مجموعة من الأشخاص عندما يكونوا معزولين في أماكن ضيقة لفترة طويلة من الزمن، وفقا لتقرير نيويورك تايمز" بتاريخ 3 فبراير 2004 ، عنوانه " تقارير من المخابيء" من قبل بعض الناجين "رون ألسكندر".

متلازمة الكوخ وعلاقتها بأزمة كورونا

تتوافق متلازمة الكوخ مع ازمة كورونا في عدم مغادرة المنزل

أوضح الدكتور أحمد، أنه كلما زادت أزمة كورونا فترات الحجر المنزلي، كلما توافقت أعراض متلازمة الكوخ السالفة الذكر مع أزمة كورونا، المرتبطة بالعديد من المعايير المتشعبة والسلوكيات النفسية المتفاوتة التي قد تؤثر على البشرية خلال الفترة القادمة.

خصوصا أن متلازمة الكوخ وأزمة كورونا اشتركا في نفس صفات العزلة، الأرق، عدم الثقة، الخوف من المستقبل، الامتناع عن الخروج.

ورغم أن متلازمة الكوخ ليس مرض في حد ذاتها، إلا إنها تقود الشخص إلى اتخاذ القرارات غير المنطقية في ظل الظروف التي يعيشها دون التخطيط السليم للمستقبل البناء مع شبح أزمة كورونا.

حقائق حول متلازمة الكوخ وفيروس كورونا

  • كشفت دراسة جديدة أجريت في العاصمة الصينية بكين، عن إصابة أعداد كبيرة من الصيين بـمتلازمة الكوخ، ولم يستطعوا العودة إلى الحياة الطبيعية رغم السيطرة على فيروس كورونا في بلادهم.
  • أثبتت الدراسات الحديثة أنه قد يصعب على معظم الأفراد حول العالم خلال المرحلة القادمة، الاندماغ مع الحياة الطبيعية مرة أخرى حتى إذا انتهت أزمة كورونا، بما يشير الإصابة الحتمية للبعض بمتلازمة الكوخ.
  • أطلقت الجمعية الإيطالية للطب النفسي صافرة الإنذار، نتيجة معاناة أكثر من مليون إيطالي من متلازمة الكوخ بعد تقليص إجراءات الحجر المنزلي.
  • نشرت فرانس 24 تقارير حول تفشي متلازمة الكوخ دولة أسبانيا، إذ يشعر سكانها بعدم رغبتهم في العودة إلى مناهج الحياة الطبيعية بالإضافة إلى خوفهم من عدم التكيف مع الحياة الجديدة.

وأخيرا، لابد من تحفيز الدماغ والجسم للتخلص من مشاعر الإحباط والجلوس في الأماكن المغلقة على وجه الخصوص، مع مراعاة دعم المزاج الإيجابي، التفاعل مع الطبيعة وتغيير المناظر والأماكن لعدم الإصابة بمتلازمة الكوخ بعد القضاء على أزمة كورونا