بروتين في حليب الثدي والماعز قد يحارب كورونا

مع انقضاء الشهر الرابع من ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين أواخر شهر يناير وانتشاره حول العالم لتصل إصاباته حالياً لأكثر من 6 ملايين شخص، مع تسجيل تعافي أكثر من 2.5 مليون شخص فيما تخطت الوفيات عتبة 360 ألف شخص، ما زال العلم والطب يسابقان الوقت في محاولة لإيجاد لقاح يحمي ملايين الناس من هذا الفيروس.

وقد لوحظ منذ بداية ظهور مرض كوفيد 19، أنه يؤثر بشكل أقل على الأطفال كما يفعل مع الكبار، وقد يكون السبب في ذلك مرده للبروتينات الموجودة في حليب الثدي التي تحمي الجهاز المناعي للأطفال حسبما اقترح بعض العلماء الروس.

بروتين في حليب الثدي يحارب كورونا

فما هي هذه البروتينات وهل تتواجد فقط في حليب الثدي؟ هذا ما نعرفه سوياً اليوم.

بروتين في حليب الثدي والماعز يكافح كورونا

نقل موقع "روسيا اليوم" عن ايغور غولدمان، وهو باحث بارز في معهد بيولوجيا الجينات التابع للأكاديمية الروسية للعلوم في مقابلة مع News.ru، أن تم رصد عدد قليل من الحالات المعزولة لأطفال مصابين بفيروس كورونا بين ملايين المصابين به. موضحاً أن هذا الأمر أعطى فريقه فكرة لتجربة اللاكتوفيرين، وهو بروتين يتواجد عادة في حليب الثدي ويعزز نظام المناعة غير المطور للأطفال ضد البكتيريا والفيروسات على اختلاف انواعها.

وبحسب العلماء، فإن اللاكتوفيرين يعمل بشكل أساسي كمنبه مناعي قادر على تعزيز قدرة الإنسان على مكافحة الفيروسات والبكتيريا بشكل كبير، ليس فقط لدى الأطفال وإنما أيضا عند البالغين. وقد قام العلماء الروس بالبحث في التطبيقات الطبية للبروتين لفترة من الزمن.

وبالتعاون مع زملائهم البيلاروس، قام العلماء الروس بتطوير بروتين معدل جينياً مطابق للبروتين البشري، تم استخراجه من حليب الماعز في عام 2007. ويعتقد إن البروتين المسمى نيولاكتوفيرين، له خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات.

كما أظهر هذا البروتين قدرة كبيرة على تثبيط نشاط مثل فيروسات التهاب الكبد الوبائي سي وفيروس نقص المناعة البشرية، كجزء من الاختبارات المعملية. ويعتقد خبراء معهد بيولوجيا الجينات أن اللاكتوفيرين يمكنه المساعدة حتى في محاربة البكتيريا الفائقة والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الحديثة.

ويعتقد العلماء أن البروتين يمكن أن يحفز المناعة التكيفية لدى الأشخاص الذين يعانون من فيروس كوفيد-19، ما يخفف من حدة أعراضهم. كما يمكنه أيضا حماية الأشخاص الأصحاء نظريا ضد العدوى، وقد يتصرف بشكل مشابه للقاح. ذلك لأن اللاكتوفيرين يمنع عادة الفيروس من الالتصاق بالخلية والتكاثر.

وبحسب العلماء، فإن استخدام السائل الفموي الذي يحتوي على نيولاكتوفيرين يمكن أن يشكل حاجز دفاع ضد الفيروس، في حين أن الأقراص المزودة به يمكن أن تمنع تطور المضاعفات البكتيرية.

لكن عالم المناعة فلاديمير بوليبوك، حذر أنه من السابق لأوانه تحديد مدى فعالية الدواء الجديد في ممحاربة فيروس كورونا. وقد أرسل مطورو العقاقير بعض عينات الاختبار من العلاج الجديد للتجارب الأولية، التي تلقت دعما من الوكالة الفدرالية الطبية والبيولوجية الروسية وهي وكالة وطنية للصحة العامة تابعة لوزارة الصحة.