اكتشاف نوع من الخلايا يكافح فيروس كورونا

مع تخطي الإصابات الناجمة عن فيروس كوفيد 19 حاجز 4 ملايين، ووصول الوفيات بسببه الى ما يقرب من 280 ألفاً، ما زال العلماء والباحثون في سباق حميم مع هذا الفيروس لمعرفة المزيد عنه بغرض ايجاد لقاح او علاج له.

وقد نجح بعض الباحثين في اكتشاف خلايا في الجهاز المناعي، يمكنها المساعدة في محاربة فيروس كورونا الجديد، فما هي تفاصيل هذا الاكتشاف؟

خلايا في الجهاز المناعي تحارب كورونا

أشار موقع "الامارات اليوم" نقلاً عن "براسلز تايمز" أن مجموعة من الباحثين في المعهد الفلمنكي للتكنولوجيا (VIB) وجامعة «غنت»، قاموا باكتشاف نوع جديد من الخلايا في الجهاز المناعي للجسم، لم يكن معروفا من قبل، يمكن أن يلعب دوراً فعالا في محاربة التهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الفيروس التاجي كوفيد 19.

وبالتعاون مع مجموعة من العلماء الدوليين، تمكنت فرق البحث من مركز المؤسستين العلميتين من اكتشاف نوع جديد من الخلايا يعمل بطريقة مموهة.

يبدأ الأمر برد فعل الجسم على العدوى، عن طريق تنبيه الإنذار للغزو الفيروس الذي يسبب الالتهاب والحمى. وهي علامات تؤكد  أن الجهاز المناعي للجسم  يعمل بالفعل.

وتجدر الاشارة الى ان جهاز المناعة يحوي انواعاً مختلفة من الخلايا، إلا ان الابرز منهم والذي يمكن تسميتهم ب "الجنرالات" في جيش هذا الجهاز، هي الخلايا التغصنية  (DC)، التي تعمل على التقاط المواد من الخلايا المهاجمة سواء البكتيريا أو الفيروسات، وتقدمها إلى الخلايا المناعية الأخرى، والمعروفة باسم «وحيدات»، حتى تتمكن من التعرف على الخلايا الغازية وقتلها.

ويتم استخدام الخلايا الأحادية في بعض علاجات السرطان لمحاربة الخلايا السرطانية وتدميرها بذات الطريقة.

وقد عمل العلماء على دراسة الفئران المصابة بعدوى الجهاز التنفسي الفيروسي باستخدام التكنولوجيا، للحصول على صورة دقيقة للجينات النشطة لخلايا الجهاز المناعي بغية تحديد نوع الخلية. ليكتشفوا ان ما اعتقدوا أنه «وحيدات» هو في الواقع نوع جديد من الخلايا التغصنية.

وبحسب مدير مركز أبحاث الالتهابات، البروفيسور لامبرشت،  فإن الاكتشاف كان بمثابة مفاجأة كبيرة للباحثين، مضيفاً "لقد تعلمنا جميعاً أن الخلايا أحادية الخلية DC تقدم نفسها على أنها أفضل المستضدات أثناء حدوث الالتهاب، والآن يمكن اظهار وجود نوع جديد من الخلايا التغصنية الهجينة التي تقوم بكل العمل". 

واوضح لامبرشت ان هذا الاكتشاف يغير ما يعرفه العلماء عن الجهاز المناعي، كما يوفر رؤية جديدة ومهمة للالتهابات التنفسية الفيروسية وغيرها من الامراض الالتهابية.

بدوره اشار البروفسور مارتين جيليامز، وهو عضو آخر في الفريق "أدت بصمة الخلايا الأحادية لإيضاح الكثير من المسائل، والعديد من النتائج المتناقضة في السنوات العشرين الماضية، اصبحت فجأة أقل غموضاً".