دراسة تحذر من عواقب الافراط باستخدام معقمات اليدين

منذ تفشي فيروس كورونا المستجد اواخر شهر يناير الماضي في مدينة ووهان الصينية، والعالم في حالة تأهب واتخاذ لكافة الاحتياطات والاجراءات الوقائية التي تحمي من عدوى هذا الفيروس.

ودأبت منظمة الصحة العالمية ومعها الوزارات والمؤسسات الصحية المختصة على تشجيع الناس على اتباع قواعد النظافة الشخصية العالية ومن ضمنها غسل اليدين بالماء والصابون واستخدام معقمات اليدين.

الا ان البعض ذهب بعيداً في مسألة التعقيم هذه، ما ولد نوعاً من الافراط حذر منه المختصون وكذلك دراسة جديدة اجراها باحثون في جامعة شرق لندن.

الافراط في استخدام معمقات اليدين وتأثيراته السلبية

ذكر موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن موقع الصحيفة الاكاديمية "ذي كونفرزيشن" أن باحثين بريطانيين توصلوا في دراسة حديثة الى ان الاستخدام المفرط لمنتجات التنظيف ومعقمات اليدين يمكن أن يعطي نتيجة عكسية.

اذ أن الغرض الأساسي من هذه المعقمات التخلص من البكتيريا والفيروسات، لكن استخدامها بشكل زائد يولد لدى هذه الفيروسات مقاومة مضادة ما يجعل من هذه المعقمات دون فائدة تذكر.

ويقلق الباحثون من الافراط المستشري بين الناس في استخدام المعقمات وادوات التنظيف في ظل تفشي جائحة "كوفيد-19"، مشددين على ان هذا الإجراء يمكن ان يؤدي لزيادة عدد انواع البكتيريا المقاومة التي نواجهها.

 وتعد مضادات الميكروبات المختلفة، بما فيها المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات وللفطريات وغيرها، مهمة لصحتنا كونها تساعد على مكافحة العدوى. ومع ذلك، يمكن لبعض الكائنات الحية مثل البكتيريا، أن تتغير أو تتحول بعد تعرضها للمضادات. وهو ما قد يجعلها قادرة على تحمل الأدوية المصممة لقتلها. 

ومع انتشار استخدام مضادات الميكروبات وإساءة استخدامها، يزداد عدد السلالات المقاومة، بحيث أصبحت المعقمات التي تم علاجها بسهولة ذات مرة مهددة للحياة الآن، وفقا لموقع "ذي كونفرزيشن".

ويشير الخبراء الى ان العمليات التي تؤدي لمقاومة مضادات الميكروبات عديدة ومتنوعة، ومنها الطفرات التي يحدث بعضها نتيجة تلف الحمض النووي للبكتيريا. ويمكن أن يحصل هذا بشكل طبيعي أثناء تكرار الخلية أو بعد التعرض لمواد كيميائية سامة للجينات، والتي تتلف الحمض النووي للخلية.

ومن الطرق الأخرى لتطوير مقاومة مضادة للميكروبات، اكتساب البكتيريا لجينات مقاومة من بكتيريا أخرى. وهذان النوعان يمكن ان يزيدا من فرص بقاء أكثر سلالات البكتيريا مقاومة بينها كما قد يتيح تكاثرها.

غير أنه يمكن أيضا أن تكتسب البكتيريا مقاومة بعد الاستخدام غير المناسب أو المفرط لبعض المواد الكيميائية، بما فيها مواد التنظيف والتطهير والتعقيم.

وبإمكان تمييع عوامل التعقيم أو استخدامها بشكل متقطع وغير فعال، اتاحة ميزة البقاء على قيد الحياة لأكثر السلالات مقاومة، مؤدياً في نهاية المطاف لمقاومة شاملة أكبر.

ويزيد الموضوع تعقيداً وسوؤاً، النصائح التي يقدمها بعد الخبراء على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي حول طرق صنع مطهرات منزلية زاعمين انها تقتل الفيروس. في حين لا تتوافر ادولة كافية على مدى فاعليتها، على الاقل بالنسبة للمنتجات المنزلية.

وتشمل المكونات الشائعة في العديد من أدوات التنظيف ومعقم اليدين الكحولية ومركبات الأمونيوم الرباعية والفينول وفوق أكسيد الهيدروجين والمواد الخافضة للتوتر السطحي وكلوريد البنزالكونيوم والتريكلوسان.