النساء في الامارات لا يدركن حجم خطر امراض القلب

على الرغم من السعي الدؤوب للتوعية حول مرض سرطان الثدي كونه يعد من اهم الامراض التي تصيب النساء حول العالم وفي دولة الامارات تحديدا، الا ان الواقع يقول ان النساء عرضة ايضا للاصابة بامراض القلب التي تمثل خطرا كبيرا على صحتهن.

وفي استبيان اجراه مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، تبين أن نسبة كبيرة من النساء في دولة الإمارات لا يدركن مدى الخطر الكبير الذي تمثله أمراض القلب على صحتهن، رغم أنها تعد المسبب الأكبر لوفيات النساء على الصعيدين المحلي والعالمي.

فقد بينت نتائج الاستبيان أن 82% من المشاركات، لا يعتبرن أمراض القلب المسبب الاساسي للوفيات، فيما أشارت نسبة 46% إلى سرطان الثدي على اعتباره الخطر الأكبر على صحة المرأة، وهي أعلى نسبة في الاستبيان.

استبيان يثير القلق حول صحة المرأة

نسبة كبيرة من النساء تعتقد ان سرطان الثدي هو الاخطر

في تعليق لها على هذا الموضوع، قالت الدكتورة ديمة قريني، استشارية أمراض القلب في مستشفى "كليفلاند كلينك أٌبوظبي": "أقل ما يمكن أن توصف به نتائج هذا الاستبيان، أنها تثير القلق رغم أنها تعكس نجاح حملات التوعية بسرطان الثدي الذي بدا الخطر الأكبر على صحة المرأة وفق رأي المشاركات. لكن الوفيات التي تسببها أمراض القلب سنوياً عند النساء تفوق نظيرتها الناجمة عن جميع حالات السرطان. وإذا لم تكن المرأة واعية لهذا الخطر، فإنها لن تحرص على زيارة الطبيب للحصول على الرعاية الوقائية أو العلاجية".

وما يفاقم غياب الوعي العام بخطورة أمراض القلب، أن 76% من المشاركات لم يعرفن أن هناك اختلافا بين الرجال والنساء في الجوانب المتعلقة بالتعرض للنوبات القلبية، ولم تستطع معظم المشاركات في الاستبيان تحديد الأعراض الفريدة التي تظهر عند النساء في هذه الحالات.

وبعكس الرجال، فان النساء أكثر عرضة للتعرض "للنوبة القلبية الصامتة" التي تسبب ضيق التنفس والغثيان وعسر الهضم وألم الرقبة والإرهاق. وقد ربطت 31% من المشاركات فقط بين هذه الأعراض والنوبة القلبية، فيما عزت نسبة 58% منهن هذه الأعراض إلى الاجهاد.

النساء اكثر عرضة للاصابة بالنوبة القلبية الصامتة

وأوضحت نتائج الاستبيان وجود وعي عام فيما يتعلق بعوامل الخطر الشائعة لحدوث أمراض القلب، مثل السمنة وقلة النشاط والتدخين، لكن مستوى الوعي كان مختلفاً فيما يتعلق ببعض العوامل الأخرى الفريدة التي تزيد من خطر إصابة المرأة بهذه الأمراض.

اذ وصلت نسبة المشاركات اللواتي يعلمن بأن الحمل يمكن أن يزيد من خطر أمراض القلب لنحو 17%، فيما انخفضت هذه النسبة إلى 8% لدى المشاركات من الجنسيات العربية.

كذلك تبين عدم معرفة 67% من المشاركات اللواتي تزيد أعمارهن عن 40 عاما، بالعلاقة بين انقطاع الطمث المبكر وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ورغم وعي الجميع بالدور الذي يلعبه ارتفاع ضغط الدم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، أكدت 24% فقط من المشاركات أنهن يعلمن بأنه أكثر خطورة على المرأة مما هو عليه على الرجل.

وأضافت د. قريني: "اللافت في نتائج الاستبيان أنها أظهرت وجود نسبة كبيرة من المشاركات اللواتي لا يدركن عوامل الخطورة الخاصة بهن. رغم أن ذلك يثير القلق، لكن ما زال بإمكاننا القيام بشيء ما حيال الأمر، فالوقاية تفيد فعلاً في الحد من احتمال إصابة المرأة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 80%".