الميكروب السبحي.. تشخيصه وعلاجه

د. ميادة سمير العراقي

اختصاصية طب الأطفال

عيادات مستشفى الإمارات

 

الميكروب السبحي ميكروب مسؤول عن أشكال عديدة من الالتهابات البكتيرية لدى الأطفال والبالغين، ولكن خطورته تزداد لدى الأطفال نظرا لسهولة انتقاله بين تلك الفئة العمرية في المدارس والحضانات، وما يسببه من خطورة بالغة في حال عدم تشخيصه أو علاجه بطريقة سليمة.

من أهم الأمراض التي يسببها الميكروب السبحي التهاب الحلق الحاد، والحمى القرمزية. وفي حين أن التهاب الحلق الحاد تكون أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وآلام بالحلق وصداع وتضخم بالغدد الليمفاوية بالرقبة، فإن الحمى القرمزية تشخص أساسا بارتفاع درجة الحرارة وطفح جلدي شديد الاحمرار في مناطق مختلفة من الجسم والتهاب باللسان.

إن تشخيص ما سبق يكون بالكشف الإكلينيكي، وأخذ عينة من الحلق لفحصها فحصا سريعا يثبت وجود الميكروب بنسبة نحو 98 في المئة، كما يمكن عمل مزرعة للميكروب لاكتشاف استجابته للمضادات الحيوية المختلفة.

هناك ثلاث نقاط بالغة الأهمية تجب مراعاتها عند تشخيص الإصابة بالميكروب السبحي، وهي:

- الأولى: مدة العلاج بواسطة المضاد الحيوي يجب ألا تقل عن عشرة أيام، فإن العلاج لمدة أقل من عشرة أيام يعرض الطفل لانتكاسة شديدة ومضاعافات للميكروب قد تصل إلى التهاب المفاصل الروماتيزمي وروماتيزم القلب إلى جانب بعض المضاعفات العصبية.

- الثانية: التي تجب مراعاتها هي فصل مستلزمات المريض على الأقل خلال أول يومين من العلاج بواسطة المضاد الحيوي، وهو ما يشمل عدم مشاركة استخدام منشفة الوجه أو الأكواب والملاعق والأطباق من قبل شخص آخر خلال فترة المرض. كما يستحب غسل أواني المريض بواسطة أدوات مخصصة له، أو استخدام الأدوات البلاستيكية خلال فترة مرضه، حتى لا ينتشر المرض بين بقية أفراد العائلة أو المحيطين به.

- الثالثة: ضرورة التأكد من اختفاء الميكروب من الحلق بعد علاجه. فإن عدم اختفائه قد يكون بسبب كون الطفل حاملا للميكروب في حلقه بشكل مستمر، وهذا يمثل نسبة 12 إلى 20 في المئة من أطفال المدارس. وفي تلك الحالة يحتاج الطبيب المعالج إلى كثير من الدقة في كل مرة قبل تشخيصه كالتهاب حلق حاد بواسطة الميكروب السبحي وقبل إعطاء المضاد الحيوي.

 

 

تقدم عيادات مستشفى الإمارات فرع المارينا لقارئات مجلة وموقع "هي" استشارة مجانية عبر استخدام كود Hiareader أو قارئات "هي".