اضرار الحميات الغذائية السريعة على الصحة

اكد خبير واخصائي بارز في مجال علاج وجراحة السمنة في دولة الإمارات ان الأشخاص الذين يرغبون في انقاص أوزانهم، يجب أن يكونوا حذرين من الاعتماد على الحميات الغذائية السريعة والنصائح التي يطلقها المشاهير بين الفينة والأخرى، والتركيز بدلاً من ذلك على فهم وتغيير العادات الغذائية السيئة التي تحوي سعرات حرارية عالية جداً.

وقال الدكتور محمد الحداد، رئيس مركز علاج وجراحة السمنة والتمثيل الغذائي في مستشفى "هيلث بوينت" التخصصي في أبوظبي، إن الكثير من الناس يميلون لاتباع أنظمة الحمية الغذائية التي تعد بتركيبة سحرية لفقدان الوزن بسرعة.

وغالباً ما تصبح تلك "الحميات" أكثر رواجاً نتيجة تأييدها من جانب بعض المشاهير والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي. موضحاً، أن النظام الغذائي المعروف بـ الرجيم الكيتوني أو "كيتو" إضافة إلى ما يعرف بـرجيم "العصر الحجري" أو "باليو" هما اتجاهان حاليان قد لا يتناسبان مع متطلبات وأجسام الجميع. مشيراً إلى أن بعض الحميات الغذائية يمكن أن تقدم نتائج سريعة، إلا أن الكثير من الناس سيجدون أنها مؤقتة وغير مستدامة.

موضات الحمية

وأوضح د. الحداد ربما تعمل أنظمة الحمية الغذائية السريعة أو ما يعرف بـ "موضات الحمية" لأنها توفر مجموعة من القواعد الواضحة لتجنب الأطعمة والوجبات ذات السعرات الحرارية العالية، لكننا نتبع هذه القواعد المعطاة لنا دون التفكير في طبيعة أجسامنا. وهنا في رأيي تكمن المشكلة الرئيسية، حيث أنه لا يمكنك متابعة هذه القواعد إلى الأبد، ليس فقط لأنك ستشعر بالملل بعد فترة ربما تكون قصيرة جداً، وإنما لأن هذه الأنظمة ليست متوازنة من الناحية التغذوية. 

أما فيما يتعلق بالأنظمة الغذائية عالية البروتين والدهون والتي تحظى بشعبية كبيرة في الوقت الحالي، فإنها يمكن أن تسبب أضراراً على المدى البعيد في الكلى أو القلب والأوعية الدموية.

ويرى د. الحداد أنه من الأسلم أن تكون النتائج قصيرة الأمد مدعومة بخطة طويلة الأمد تعتمد على نظام غذائي متوازن مع مزيج متنوع من الأطعمة المغذية التي يتم تناولها باعتدال. 

مضيفا انه من الضروري التمتع بفهم كافي ووافي حول طبيعة أجسامنا والأنظمة الصحية التي تتناسب معها وذلك لكي نتمكن من اتخاذ قراراتنا المتعلقة بنوعية الأطعمة التي نتناولها والأخطاء التي نرتكبها في عاداتنا اليومية. وتشمل المعلومات الأساسية التي يجب معرفتها أنواع الأطعمة التي نتناولها ومقدار ما نأكله، لنقوم بناء على هذه المعلومات باتخاذ خيارات أفضل تضمن لنا تحقيق تغيير مستدام في نمط حياتنا والتمتع بصحة جيدة.

وأشار د. الحداد إلى أن نقص المعرفة غالباً ما يكون أحد أكبر العوائق والتحديات التي تحول دون فقدان الوزن، إذ أن كثيرا من الناس لا يفهمون مكونات الأطعمة أو السعرات الحرارية التي تحتويها أو حتى آلية تخزين الجسم للطاقة غير المستخدمة مثل الدهون وغيرها.

واقترح الدكتور الحداد على الأشخاص الذين يسعون للتحكم في مقدار ما يأكلون ونوعية الأغذية التي يتناولونها، أن يعملوا على وضع قيود على وقت ومكان وكيفية تناول الوجبات والوجبات الخفيفة.