الجراحة الوقائية في حالات سرطان الثدي الوراثي

مشكلة كبيرة تعاني منها العديد من النساء، الا هي سرطان الثدي الوراثي الذي يحصل لعدة نساء من العائلة نفسها وعلى اختلاف اعمارهن، وهو مرض لا يجب الاستهانة به ويحتاج لمتابعة مستمرة. 

وفي حال تبيان سرطان الثدي الوراثي ضمن العائلة ذاتها، قد تلجأ بعض النساء للجراحة الوقائية واستئصال الثدي.

للتعرف اكثر على الجراحة الوقائية لاستئصال الثدي في حالات سرطان الثدي الوراثي، تستعرض لنا الدكتورة نجلا عبد الرازق، استشارية في وحدة الثدي بمستشفى الزهراء بدبي، لكافة جوانب هذه الجراحة. 

الجراحة الوقائية في حالات سرطان الثدي الوراثي

بحسب د. نجلا، يتم اللجوء للجراحة الوقائية واستئصال الثدي السليم في حالات عوامل الخطورة العالية مثل وجود تاريخ مرضي عائلي او وجود جينات تحمل سرطان الثدي، مثل جين BRACA1 وجين BRACA2 اللذين يزيدان من احتمال الاصابة بسرطان الثدي وانواع اخرى من السرطان.

وفي حال ارتفاع عوامل الخطورة هذه، ينصح باجرء الجراحة الوقائية من خلال رفع انسجة الثدي لمنع الاصابة بالسرطان والخضوع للعلاج الكيمياوي.

وتضيف د. نجلا ان الكشف عن سرطان الثدي الوراثي يتم من خلال فحص التاريخ العائلي وهل توجد اورام تنتقل وراثيا في العائلة مثل اورام الجينات BRACA1  وBRACA2، حيث يحمل الجين الاول استعداد للاصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان القولون، فيما يحمل الجين الثاني استعدادا للاصابة بسرطانات البنكرياس والبروستات والثدي.

ويعني ذلك ايضا ان الوراثة ناتجة عن الام والاب سويا، حيث ان سرطان الثدي يمكن ان يصيب النساء والرجال فيما سرطان المبيض يصيب النساء فقط، في حين ان سرطان القولون يصيب النساء والبنكرياس عند النساء والرجال اما البروستات فيصيب الرجال فقط.

ويمكن اجراء تحليل جيني ومعرفة ما اذا كان افراد العائلة يحملان هذين الجينين، كما تضيف د. نجلا انه يتم فحص السيدات اللواتي لديهن تاريخ عائلي للاصابة بسرطان الثدي. ولا يكتفي الطبيب في هذه الحالة باجراء الفحص المبكر عن طريق اشعة الماموجرام وفحص الموجات الصوتية فقط، وانما يتم اللجوء لفحص الرنين المغناطيسي لاكتشاف الاورام عن طريق معرفة الاوعية الدموية التي يمكن ان تكون متجهة نحو الاماكن المحتمل اصابتها قبل ظهور الورم على الماموجرام والموجات الصوتية.

واضافة لفحص الجين، تشير د. نجلا لفحوصات اخرى يمكن ان تكشف ما اذا كانت المرأة حاملة للجينات هذه. وفي حال ان المرأة تحمل هذه الجينات بشكل ايجابي، تصل احتمالات اصابتهم بسرطان الثدي لحوالي 50%.

وتوصي د. نجلا بضرورة الكشف المبكر عن طريق الماموجرام والموجات الصوتية عند سن الاربعين، كما يتم اللجوء لهذه الفحوصات قبل سن الاربعين لحالات الوراثة العائلية بالاصابة بسرطان الثدي مثل اصابة الام او الخالة.

ويتم الكشف بالرنين المغناطيسي في حال الحاجة للكشف المبكر عن عمر اصغر مثل الفحص في سن 25 سنة، لكن لا يتم الفحص بالماموجرام قبل هذا السن. 

اما بالنسبة للجراحة الوقائية، تقول د. انه في حال كان التاريخ العائلي شديد الاصابة بسرطان الثدي فيجب الخضوع لهذه الجراحة التي تتضمن عملية تفريغ لانسجة الثدي فقط مع وضع حشو داخلية.
وتقلل هذه الجراحة الوقائية من الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 93% فيما يمكن الاصابة بالسرطان عن طريق الحلمة بنسبة 7%. 

ويمكن للجراحة الوقائية لاستئصال الثدي ان تؤثر سلبا على الحالة النفسية للمرأة، بحسب د. نجلا التي تشير الى ان عمليات تجميل وبناء الثدي يمكن ان تخفف كثيرا من هذه الاثار السلبية.