الفحص المبكر لسرطان الثدي.. يمكن أن ينقذ حياتك!

الحديث عن سرطان الثدي كالحديث عن الموت عند البعض، كيف لا و هو الهاجس الذي يقض مضاجع النساء حول العالم خوفاً من الإصابة به و الموت بسببه؟

لكن سرطان الثدي ليس مميتاً كما يعتقد الكثيرون، و هناك احتمال كبير للتخلص منه و علاجه بالطرق الصحيحة فور اكتشافه في مراحله الأولى، و هنا يلعب الفحص المبكر دوراً مبكراً في عملية العلاج الناجح من الإصابة بسرطان الثدي.

تحدثنا الدكتورة سما الزبدة، استشارية جراحة الثدي في مستشفى الإمارات في دبي، عن أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي.

أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي

كلما تم اكتشاف سرطان الثدي مبكراً، يمكن أن تصل نسبة الشفاء منه إلى 99% بإذن الله، فاكتشاف سرطان الثدي المبكر يعني أنه لا يتجاوز السنتيمتر الواحد و نشاطه بطيء.

كما أن العلاج يكون أقل وطأة وحدَة. فعوضاً عن استئصال الثدي كاملاً يتم استئصال جزء منه، و بدلاً من إعطاء علاج متكامل يشمل الجراحة والعلاج الكيميائي و الأشعة و الهرمونات، يمكن الإكتفاء بنوع واحد او نوعين من العلاج حسب ما يراه الطبيب. 

أنواع الفحص المبكر لسرطان الثدي

يختلف سرطان الثدي بين النساء، كما يختلف تكوين جسم المرأة و جيناتها، هرموناتها، البيئة التي تعيش فيها، عدد الأولاد الذين أنجبتهم، هل أرضعت أم لا، و غيره من العوامل. كما توجد أيضاً إختلافات في نوع الورم، حجمه، طريقة ظهوره و الأعراض التي يسبَبها.

يشتمل الفحص المبكر على ثلاثة عناصر، أولها الفحص الذاتي الذي تقوم به المرأة للتعرف على نسيج الثدي لديها و اكتشاف أية كتل أو أورام غير طبيعية، و يتم باستخدام أطراف الأصابع بحركات خفيفة كأنها تقوم بالتدليك و التحسس الكامل للثدي ، مبتدئة بنقطة و متحركة بشكل دوائر إلى أن تنتهي في ذات النقطة، مع فحص منطقة الإبط والمنطقة خلف الحلمة.

يُجرى هذا الفحص مرة واحدة في الشهر بعد انتهاء الدورة الشهرية بأسبوع إلى عشرة أيام. و جدير بالذكر أن خروج سائل من الحلمة أثناء الضغط عليها ليس أمراً مرضياً إنما طبيعي. يكون الأمر مقلقاً في حال نزول دم من الحلمات.

العنصر الثاني من الفحص المبكر هو الفحص السريري من قبل طبيب مختص، إما أن يكون طبيب جراح ثدي أو طبيبة نسائية أو طبيب الأسرة. و يجب إجراء هذا الفحص في حال أحست المرأة بوجود كتلة أو تغير غير طبيعي في ملمس الجلد أو ضمور الحلمة نحو الداخل و تغير شكلها أو وجود إفراز غير طبيعي. و يمكن إجراؤه بدون أية أعراض أو شكوى بشكل روتيني و سنوي من عمر الثلاثين فما فوق.  

أما العنصر الثالث من الفحص المبكر فهو فحص الأشعة (فحص الماموغرام)، وهو عبارة عن تصوير أشعة خاص للثدي، و التعرض له سنوياً لا يؤدي للإصابة بالسرطان كما يعتقد الكثيرون، و يجب إجراؤه سنوياً عند بلوغ المرأة سن الأربعين. 

جدير بالذكر أن متوسط عمر السيدات المصابات بسرطان الثدي في الوطن العربي أصغر من مثيلاتهن في العالم الغربي بعشرة أعوام، لذا يفضل البدء بالكشف عند سن الأربعين ورليس في الخمسين كما هو حال بعض الدول الغربية. 

أيضاً للسيدات اللواتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، يجب إجراء فحص الماموغرام في عمر أصغر بعشر سنوات من عمر أصغر شخص مصاب بسرطان الثدي في العائلة.

و ضروري جداً إجراء فحص مصاحب للماموغرام و هو التصوير بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند) لأنه يكتشف أوراماً صغيرة قد لا يظهرها الماموغرام.