حكاية نجاة ترويها إمرأةٌ أخرى..

طوق النجاة، أكثر ما يحتاجه أي مريض في العالم ولأي مرض كان.
 
طوق النجاة لمريضة سرطان الثدي، ليس حبلاً يُشدَ على رقبتها فقط بل على عقلها وقلبها أيضاً، قد يكون قوياً فينقذها وقد يكون طرياً فيهلك ويهلكها معه.
 
لكن أن تستطيع امرأةٌ أن تشدَ طوق النجاة بقوة وعزيمة لتنقذ نفسها من سرطان الثدي، فهذا أعظم ما يقوم به أي إنسان. وهذا ما فعلته السيدة بيناس سوني، مصممة العبايات والجلابيات الهندية والمقيمة في الإمارات منذ سنوات طويلة. هذه السيدة القوية والمتفائلة دوماً، وجدت نفسها يوماً في مواجهة المرض الخبيث، فماذا فعلت؟
 
بكيتُ ليومين..
تتحدث بيناس عن تجربتها اليوم وكأنها البارحة، تسرد تفاصيل كل لحظة مرت بها منذ علمها بإصابتها بسرطان الثدي منتصف العام 2013. بكيتُ ليومين، تقول بيناس، بسبب الخوف والعلاج وكل ما أسمعه عن هذا المرض. لكنني عدتُ وتماسكتُ، أخبرتُ أهلي وتواصلتُ مع الأطباء وخفَفت من عملي لأنني كنتُ أعلم مسبقاً أن رحلة العلاج تحتاج ما لا يقل عن سنة ونصف.
 
وتعزو بيناس نجاحها في النجاة من مرض سرطان الثدي للكشف المبكر، خصوصاً أنها كانت تفحص كتلةً في صدرها كل شهر، وعندما أحست أن الكتلة متورمة وموجعة ذهبت فوراً لفحص الماموغرام وبعدها لسحب خزعة لتتأكد أنها مصابةٌ بسرطان الثدي. 
 
بيناس ليست الوحيدة التي عانت من السرطان في عائلتها، فقد تمَ تشخيص والدتها مسبقاً بالسرطان لكنها لم تنج وتوفيت العام الماضي.
 
خضعت بيناس للعلاج من خلال إزالة الكتلة والإستئصال بسبب كبر حجم الكتلة، وقد حرصت على تغيير نظام حياتها والإلتزام به لمنع المرض من اصطيادها مرةً أخرى.
 
تتبَع بيناس نظاماً غذائياً صارماً لا أطعمة جاهزة فيه ولا سكر ولا حليب، بدأتُ بممارسة اليوغا وتمارين التنفس وتقول أنها ساعدتها بنسبة 70& في التخلص من المرض. كما تخضع للفحص الدوري كل ستة أشهر للتأكد من عدم عودة مرض سرطان الثدي.
 
النساء أقوى المخلوقات على الأرض
بسعادة وثقة تقول بيناس أن كونها ناجيةٌ من سرطان الثدي هو شعورٌ رائع وعظيم، فقد شعرت بالموت يقترب منها عندما علمت بمرضها لكنها أحست بأن الله يعطيها فرصةً جديدة لترتيب أولوياتها وحاجاتها لتصبح صحتها في مقدمة هذه الأولويات، ولتقدَر أكثر معنى أن تكون على قيد الحياة. 
 
نحن النساء أكثر المخلوقات قوةً على وجه الأرض، تؤكد بيناس ناصحةً كل امرأةً ألا تخشى من الفحص المبكر لأنه الأفضل في مساعدتها على النجاة من هذا المرض الشنيع. وتضيف أنه يمكن التعامل مع السرطان كأي مرض آخر ومجابهته بالعلاج وقوة العزيمة، وكذلك تشدَد على ضرورة اتباع نظام حياتي سليم وممارسة اليوغا وعدم الإستسلام للمرض مهما كان حجمه ودرجته.