أول دواء تجريبي للمصابين بالتصلب المتعدد

التصلب المتعدد (MS) هو مرضٌ مزمن، يؤثر على ما يقدر بنحو 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد حالياً أي علاج لهذا المرض.
 
لكن الجهود الطبية حثيثةٌ نحو إيجاد علاج قريب لهذا المرض، وقد أعلنت شركة روش الطبية عن خبر سار في هذا الموضوع يتعلق بنتائج إيجابية لتجارب قامت بها الشركة السويسرية على دواء تجريبي للمصابين بمرض التصلَب المتعدد. 
 
الإعلان السار يتمثل في نجاح دراسة تحت إسم "أوراتوريو" قامت بها الشركة وحققت نتائج إيجابية لتجارب المرحلة الثالثة لتقييم الدواء التجريبي لمرضى التصلَب المتعدد المتصاعد الأساسي PPMS. وقد حققت الدراسة أهداف نقطة النهاية الأولية، حيث تبيّن أن طريقة العلاج باستخدام هذا الدواء لمدة 12 أسابيع على الأقل قادت إلى انخفاض كبير في تطوّر العجز السريري المستمر مقارنةً مع العقار الوهمي، والذي يتم قياسه بواسطة مقياس حالة الإعاقة الموسّع (EDSS).  
 
وعموماً، فإن وقوع الأحداث السلبية المرتبطة بالدواء التجريبي كانت مماثلةً للعلاج بالوهم أو ما يُعرف بـ البلاسيبو   Placebo حيث كانت أكثر الأحداث السلبية شيوعاً متعلقةً بردود فعل خفيفة إلى معتدلة. كما أن وقوع الأحداث السلبية الخطيرة المرتبطة مع مثل هذا الدواء التجريبي، بما في ذلك إلتهابات خطيرة، كانت أيضاً مشابهةً للعلاج بالوهم.
 
ولوحظ أن دراسة "أوراتوريو" أظهرت نتائج إيجابية على كل من المصابين بمرض التصلَب المتعدد المتصاعد الأساسي، وكذلك الذين يعانون من التصلب المتعدد الإنتكاسي (OPERA I and OPERA II) لتثبت الفرضية القائلة بأن الخلايا الليمفاوية "باء" هي المركزية لعلم الأحياء الكامن وراء المرض.
 
وسيتم تقديم هذه النتائج في المؤتمر الـ 30 للجنة الأوروبية لعلاج وأبحاث التصلب المتعدد (ECTRIMS).
 
أسباب مرض التصلَب المتعدد
يحدث مرض التصلب المتعدد عندما يقوم جهاز مناعة الإنسان بالهجوم بشكل غير طبيعي على خلايا الجسم حيث يدمر المادة الدهنية المحيطة بالخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب البصرية، مما يتسبب بضرر وحدوث تدمير فيها لاحقاً. 
 
ويمكن أن تتسبب الأضرار التي تلحق بهذه الخلايا العصبية بمجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك ضعف العضلات، والتعب وصعوبة في الرؤية، ويمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالإعاقة. معظم الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد تعرضوا لتجربة أول أعراض ما بين 20 و 40 سنة من العمر، مما يجعل من المرض المسبَب الرئيسي للعجز غير الناتج عن صدمة عند البالغين الأصغر سناً.