The Walk... أكثر من فيلم إنه عالم آخر!

هل تبحثون عن فيلم يستحق ألا تفوّتوه وألا تنتظروا عرضه بعد أشهر على شاشة التلفزيون او شبكات الإنترنت؟ إليكم بدون تردد The Walk. 
 
إنه التجلي الأوضح لإمكانات المخرج روبرت زيميكيس الرائعة. ففي العمل الجديد The Walk تظهر قدراته بكل وضوح على الشاشة الكبيرة لتخلق تفاعلاً نادراً بين المشاهدين وأحداث الفيلم الدقيقة خصوصاً مع استخدام تقنية الـ3D.
 
قصة The Walk تدور حول المغامر الفرنسي فيليب بوتي عام 1974 بمحاولته السير بين برجي التجارة العالمية في نيويورك. المثير ان الاحداث تم توثيقها في كتاب لبوتي حقق مبيعات خيالية وكذلك في وثائقي حصد الأوسكار بعنوان Man on Wire لجايمس مارش، فكان التحدي كبيراً امام زميكيس في إيجاد مستويات جديدة من الحماس والإثارة لجذب الأنظار نحو فيلمه الجديد خصوصاً لناحية أن البرجين سقطا فعلياً جراء هجمات 11 سبتمبر 2001 ما يعني مزيداً من التحدي في ما خص الذاكرة الجماعية الأميركية وما ترتبط به تلك الفترة بأذهان الاميركيين. 
 
وإن كان كل ذلك يسقط امام امتحان مشاهدة العمل وتقييمه فإن العرض الخاص للعمل قبل بدء عرضه الخميس في عدد من الدول العربية بالتزامن مع عرضه اميركياً حمل أكثر من المتوقع. فببساطة شديدة The Walk هو الفيلم الأكثر إثارة وحبساً للأنفاس عام 2015 وحتى لسنوات ماضية. 
 
هذا الفيلم يعيد تأكيد أهمية صنع أفلام للسينما فقط.. حيث أنه من الضروري مشاهدته في الصالة الكبيرة للحصول على التجربة السينمائية الكاملة. وفي الواقع فإن تقنية الـ 3D التي بدأت تفقد بريقها عبر استخدامها في أفلام لا تحتاج لها بالضرورة، عادت للتألق في هذا العمل الذي "ابتُكرت" هذه التقنية لأمثاله!
 
الجميل في العمل اننا نعيش فعلياً كل خطوة من مغامرة بوتي الذي ما زال يعيش في نيويورك حتى الآن. العمل يفتتح احداثه برواية بوتي الذي يقوم بدوره الممثل العائد للأضواء جوزيف غوردون – ليفيت لقصته بنفسه من أعلى تمثال الحرية الذي أهدته فرنسا للولايات المتحدة. جوزيف بدا متمكناً من اللكنة الفرنسية تماماً من دون مبالغة، وكذلك أجاد دوره الذي من المؤكد سيطبع مسيرته من الآن وصاعداً كواحد من الأفضل بين مختلف تجاربه. 
 
فريق العمل التمثيلي يضم ايضا بن كينغسلي الذي يلعب دور مدرب جوزيف في فرنسا وعلاقتهما التي تمر بمراحل متفاوته. وتلعب شارلوت لوبون دور صديقة البطل رغم انه كان يمكن اعطاء مساحة أكبر لهذا الدور، اما جايمس بادج دايل يلعب دور الصديق الذي يساعد البطل على تحقيق حلمه.
 
لا شك ان العمل سيعيد الإيمان بأنه ما زال بإمكان السينما ان تقدم الجديد والجميل خصوصاً وان زيميكيس يستعيد على ما يبدو أمجاده التي مكنته يوما ما من الفوز بالأوسكار عن Forrest Gump. 
 
ويبقى ان تحذيرات أطلقت الى رواد السينما ممن يعانون من الخوف من الأماكن العالية حيث سجلت حالات محدودة من الدوار بينهم خلال مشاهدة العروض الخاصة نظراً للواقع المذهل الذي يوصله الفيلم للمشاهد. The Walk ليس فقط فيلم إثارة وحبس أنفاس، إنه يغوص في أعماق الروح الإنسانية ويلامس ما هو أبعد من الظاهر ليضعنا في موقف صعب بين إكمال التجربة وعيش كل مخاطر الشعف أو التوقف وانتظار الحياة كما هي تمرّ من دون أن نحرك ساكناً. فماذا سنختار؟ 
 
شاهد تريلر الفيلم: