مفاهيم جديدة تطغى على عالم السيارات بحلول 2020

 

ارتكز مفهوم صناعة السيارات منذ ولادة السيارة الأولى في العام 1769، على مبادئ متغيرة ترتبط بشكل رئيس بالابتكارات التكنولوجية، بعد أن تمحورت بدايات صناعة السيارات على مفهوم توفير محركات ذات مواصفات قوية، وصولا إلى خمسينات وستينيات القرن الماضي الذي سعى خلاله كبار المصنعين إلى التوسع وإنتاج فئات مختلفة، وانتقالاً منذ سبعينيات القرن الماضي إلى الاتكال على الجوانب التكنولوجية في تعزيز قدرة السائق على التحكم والسيطرة بمركبته بما يضمن توفير مزيدٍ من عوامل السلامة سواء لركاب السيارة أول لمستخدمي الطريق، قبل أن تحول الأعوام الأخير ظهور مفاهيم جديدة ستصبح الأكثر شيوعاً بحلول 2020، سواء تلك التي ترتكز في صناعتها على مفهوم "الصديقة للبيئة"، أو تلك التي يمكن من خلالها إيجاد حلول ناجعة للازدحامات المرورية الخانقة، وانتهاءً باتكال أكبر على تقنية الذكاء الاصطناعي في تنقلاتنا اليومية.

ترصد "مجلة هي" أبرز المفاهيم الجديد التي ستطغى على عالم صناعة السيارات خلال العامين المقبلين، وذلك وفقاً للآتي:

السيارات الكهربائية

على الرغم من أن تاريخ صناعة السيارات الكهربائية يعود إلى فترة قريبة من ولادة محركات الوقود الاحتراقي في القرن التاسع عشر، إلا أن عدم الجدوى حينها من استخدامها في ظل افتقارها للقوة كان وراء التنامي الكبير على صعيد صناعة السيارات العاملة بوقودي البنزين والديزل، قبل أن تتسبب ارتفاع نسب التلوث في الهواء وظاهرة الانحباس الحراري الناجمة عن الغازات الضارة التي تصدرها عوادم السيارات، إلى تنامي الوعي بضرورة العناية بالبيئة، ما فتح الباب مجدداً لعودة صناعة السيارات الكهربائية إلى الواجهة، ودفع شركات عملاقة لإنتاج سلالات من سيارتها سواء الهجينة منها أو الكهربائية، وصولاً لولادة شركات جديدة مختصة حصرياً بصناعة السيارات الكهربائية، ومن أبرزها "تسلا" الأمريكية، ما يعد في مواصلة هذه الفئة الجديدة في فرض مكانتها على السوق العالمي في ظل دعمٍ من حكومات دول باتت تشجع على استخدام السيارات الكهربائية.

 

السيارات الطائرة

دشنت أودي "Audi" مؤخراً نموذجاَ اختبارياً لمفهوم السيارة الطائرة، خصوصاً أن العديد من كبار شركات صناعة السيارات باتوا يدركون من أهمية انتاج مثل هذه السيارات التي يمكن أن تقدم حلولٍ للمدن المزدحمة، خصوصاً أن مفهوم هذه السيارة في تنامٍ مستمر بعد أن كشفت شركة أبروموييل السلوفاكية مؤخراً ايضاً عن نسخة سيارتها الطائرة والتي يسهل التحكم بها، إضافة إلى لوجود عدد من الشركات الأخرى مثل شركة الطيران الناشئة "Lilium Aviation" التي قدمت بدورها نموذجها "VTOL" الذي يمثل سيارة صغيرة قادرة على الإقلاع والهبوط بشكل عامودي، فيما شهدت منطقتنا العربية، تقديم دبي في الإمارات العربية المتحدة، مفهوم "التاكسي الجوي" ضمن خطة طموحة للإمارة في جعل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي ذاتية القيادة بحلول 2030. 

 

السيارات ذاتية القيادة

أكدت العديد من شركات صناعة السيارات عن اقترابها من مفهوم السيارات ذاتية القيادة بحلول 2020، خصوصاً أن العديد من منها نجح في سيارته في بلوغ المستوى الرابع من مفهوم ذاتي القيادة، ولعل من أبرزها مؤخراً طراز العام 2019 من سيارة أودي أيه 8 "Audi A8" التي تأتي قبل عام من بلوغ منافستها الألمانية الأخرى مرسيدس "Mercedes" العازمة لطرح سياراتها ذاتية القيادة ضمن المستوى ذاته في 2020، خصوصاً أن هذه النهج من السيارات سيساعد بشكل كبير على تحقيق سلامة مرورية أكبر، فضلاً عن إسهامه في جعل السيارة قادرة على اختيار المسار والطريق المناسب للابتعاد من الازدحامات المرورية.