سعوديات يشاركن "هي" تجربة القيادة في الأيام الأولى

خاص بـ"هي ": لمى الشثري ومشاعل الدخيل

منذ الإعلان عن القرار التاريخي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة العربية السعودية في ال 26 من سبتمبر 2017 والنساء والرجال على حد سواء في تشوق وترقب ليشهدوا يوم تفعيل القرار السامي. وقد حل هذا اليوم بالفعل، وانطلقت النساء وسط اهتمام إعلامي ضخم محليا وعالميا بسياراتهن في مختلف أرجاء المملكة في الساعات الأولى من فجر يوم ال 10 من شوال 1439 الموافق لليوم ال 24 من يونيو 2018 بأمن وأمان وحفاوة من مختلف أطياف المجتمع، إضافة إلى دعم أفراد الإدارة العامة للمرور والدوائر الحكومية ذات الصلة. يأتي هذا القرار في إطار رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز قيمة المرأة في المجتمع وتفعيل دورها وتمكينها بما يتوافق مع الضوابط الشرعية. وقد أحرزت المرأة انتصارا وتقدما جديدا على صعيد حقوقها، ويستمر الدعم من الحكومة السعودية في تطوير وتعزيز مكانتها ومنحها كل الوسائل لخلق منهجية جديدة تمضي بها قدما نحو النجاح. حيث تساهم المرأة السعودية بهمتها وعزمها وتعليمها ودورها الحضاري في رفع مكانة المجتمع لمزيد من التطور والإنجاز والإبداع. واليوم نحتفي عبر صفحات مجلة "هي" بهذا الحدث التاريخي عبر إجراء لقاءات مع 10 شخصيات سعودية في مجالات مختلفة خضن تجربة القيادة في الأيام الأولى، وشاركننا حلو هذه التجربة بتوثيق اللحظة من خلال صور وكلمات استشعرنا بها طبيعة وواقع الموقف كما حدثننا عن تأثير قرار قيادة المرأة في مختلف جوانب حياتهن.

وصفت لنا العداءة السعودية كاريمان أبو الجدايل التي تعد من أوائل السعوديات اللواتي شاركن في فريق الأولمبياد السعودي في 2016 عن شعورها بتلقي خبر القيادة: "قيادة السيارة ليست بجديدة علي، فأنا أقود منذ سنوات، ولم يخطر على بالي أنني سوف أقود السيارة بهذه السرعة في السعودية". وأضافت: "قيادة السيارة تعبر عن الاستقلالية، وتمنح شعورا بالحرية، وإنه لإحساس رائع أن أكون خلف عجلة القيادة في وطني، وأتمنى أن أرى في المستقبل القريب مسارات مخصصة في الطريق لأنواع مختلفة من وسائل النقل كالحافلات، والشاحنات، والدراجات الهوائية، بهدف التخفيف من زحمة الطرقات وتنظيم الحركة المرورية".

تخبرنا سفيرة المجلس العربي للأزياء المصممة أروى العماري عن هذا الحدث بقولها: "القيادة حاجة وليست رفاهية، فهي من الأدوات الأساسية للمرأة لقضاء حوائجها وتمكينها ودفعها نحو التطور والتقدم وتعزيز دورها للمساهمة في المجتمع على مختلف الصُعُد لمواكبة رؤية 2030 ". وتضيف أروى "أعمل في مجال ذي طبيعة ديناميكية تستدعي الكثير من الحركة والتنقل، ولذا يساعدني هذا القرار بشكل كبير في حياتي المهنية والشخصية". تشاركنا أروى العماري أيضا بعض العادات المفيدة أثناء القيادة، حيث تقول: "أحب الاستماع إلى الكتب الصوتية أثناء قيادة السيارة، فهي طريقة رائعة للاستفادة من الوقت الضائع أثناء الانتقال من مكان إلى آخر في الرياض، خاصة خلال المشاوير الطويلة وساعات الازدحام المروري". وتضيف: "أما إذا كنت مع الأصدقاء أو مع العائلة والأطفال، فأحب أن نفتح باب النقاش للإثراء المعرفي خلال قيادة السيارة، فهي فرصة لتبادل الأفكار وقضاء الوقت بشكل ممتع". وتشيد أروى بدعم العنصر الذكوري بعد تفعيل القرار، حيث تقول: "لمست الفرحة لدى النساء والرجال أيضا، فقد كنت أرى الدعم من إخواننا الرجال في الشوارع عبر إفساح الطريق والابتسامة، وهو دليل الأثر الإيجابي لهذا القرار". تفضل أروى العماري السيارات المرتفعة التي تسمح لها برؤية أوضح للشارع، وهي تنوي شراء سيارة من هذا النوع. تصل بنا هذه النقطة إلى تقارير الارتفاع الملحوظ في مبيعات السيارات في المملكة العربية السعودية بعد صدور القرار، وهو ما يؤكد الأبعاد الاقتصادية له، إضافة إلى التأثير الاجتماعي. وقد تفاعلت الكثير  من وكالات السيارات مع قرار السماح بقيادة المرأة عبر تخصيص صالات عرض خاصة بالنساء، وتوفير موظفات سعوديات مدربات لشرح مواصفات المركبات ومزاياها. ويمتد الأثر إلى قطاع التأمين المتوقع نموه إلى 4.8 مليار سنويا في 2019 ، حيث حرصت شركات التأمين على تجهيز المراكز بخدمات مخصصة للنساء تقدمها نساء سعوديات، وهو ما أدى إلى زيادة نسبة التوظيف للنساء السعوديات في القطاع الخاص، كما يبشر بتغيرات إيجابية كبيرة في سوق العمل.

ووثقت لنا طبيبة الأسنان ومصممة المجوهرات الدكتورة خلود عرب لحظات تجولها في شوارع الرياض بسيارة أخيها، معلقة على الحدث قائلة: "أثبتت المرأة السعودية أنها قائدة متميزة في كل المجالات، واليوم هي تقود طريقها بنفسها، فالقيادة أناقة وثقة وتوكل على الله". وعبرت لنا عن شعورها بالفرح لصدور القرار قائلة: "فرحت جدا بهذا الخبر، وخضت تجربتي الأولى في القيادة بنية أنني سآخذ جولة سريعة في الحي قرب منزلي، و فجأة ومع الحماس وجدت نفسي واقفة أمام برج المملكة، لأدوّن لكم هذه اللحظة".
أما بيان لنجاوي المؤثرة السعودية في عالم السوشيال ميديا، والتي تقيم في جدة، فتقول عن القرار: "إنه بالفعل قرار تاريخي طال انتظاره، أؤيده تماما، لأن المرأة عضو فعال في المجتمع، ويجب أن تسهم في بنائه بشكل مباشر لا يعوق قضاءها لأعمالها بنفسها". وتضيف: "يؤثر هذا القرار فيّ بشكل مباشر على الصعيدين الشخصي والمهني، لأنه سيمكنني من التنقل بحرية بين مواعيد العمل والتزاماتي المختلفة من دون الاعتماد على سائق أو انتظار أحد أفراد العائلة لإيصالي". توضح بيان أن القرار أيضا أسهم في فتح أبواب جديدة من الفرص بقولها: "توفرت لي مجالات جديدة لم أكن أتوقع أن أشارك فيها بصفتي موثرة، مثل فرصة تمثيل شركات السيارات وكل ما يتعلق بها". تشاركنا بيان عادتها المتبعة أثناء قيادة السيارة، وهي الحرص أولا على الأمان، حيث تقول: "أطبق إجراءات السلامة بشكل أساسي، مثل حزام الأمان، وضبط الجوال على البلوتوث"، إلا أن ذلك لا يمنعها من الاستمتاع بالرحلة، حيث تستمع إلى موسيقاها المفضلة أثناء قيادتها للسيارة. أما عن نوع السيارة المفضلة لديها، فتقول: "تعجبني السيارات العملية التي تقدمها هيونداي، لأنها سهلة القيادة وخفيفة مع تميزها بتصاميم أنيقة ومناسبة، كما أن صيانتها ميسرة وقطع غيارها متوفرة". 

وتزامنا مع صدور قرار قيادة المرأة السعودية، أطلقت مصممة الأزياء والمجوهرات السعودية سجى اليوسف تشكيلة ميداليات مخصصة لمفاتيح السيارة بدقة وأناقة. شاركتنا سجى مشاعرها حول هذا القرار، وماذا يعني لها قائلة: "لطالما انتظرت تطبيق هذا القرار في السعودية، حيث إنني تعلمت قيادة السيارة للمرة الأولى في أستراليا، وذلك منذ  خمس سنوات أثناء ابتعاثي لمرحلة الماجستير، إلا أنني لم أكن أتوقع سرعة تطبيق هذا القرار، حيث أصبح يوم قيادة المرأة يوما تاريخيا لكل سيدة". وروت لنا تجربتها في القيادة قائلة: "بالتأكيد كانت رائعة، حيث قدت للمرة الأولى في وطني، وتحديدا في منطقة الأحساء، شعور لا يوصف، وكأنها المرة الأولى التي أقود فيها السيارة في حياتي". وأضافت: "بحكم عملي مصممة، أصبح لقرار القيادة تأثير إيجابي، حيث أستطيع إنجاز عملي بنفسي والذهاب إلى مقر عملي، وهو متجري الخاص SAJAS في منطقة الأحساء". وكشفت المصممة سجى اليوسف عن مخططها لتصميم تشكيلة إكسسوارات إضافية متعلقة بأناقة المرأة أثناء قيادتها للسيارة: "تزامنا مع قيادة المرأة أطلقت أول مجموعة نسائية من ميداليات مخصصة لمفاتيح السيارة، وسوف أطلق مجموعة جديدة لإكسسوارات السيارات الخاصة بالسيدة الأنيقة".

بينما ذكرت لنا الشاعرة والكاتبة نورة العضيد مشاعرها حيال هذه القرار الذي سيسمح لها بأن تقل صغيرها إلى المدرسة: "المسألة بالنسبة لي وللكثير من السيدات ليست قيادة سيارة فقط، هي تمكين واستقلالية ومسؤولية. أما تجربتي، فقد كانت جدا رائعة، وتحديدا بعد أول مشوار قضيته مع طفلي محمد، إذ كانت سعادته لا توصف وتلقيت منه أكبر تشجيع، وهو ما جعلني أحمل على عاتقي أمانة الطريق، وضاعف حذري أثناء القيادة". وأضافت: "تعلمت القيادة بداية قبل أكثر من ١٠ سنوات، فعلمني والدي، حفظه الله، حيث كنت أنا وأخواتي الأصغر سنا نقود السيارة في مزارع الجوف، حيث أنتمي. وبعد سنوات وعند انتقالي إلى المنطقة الشرقية عاودت ممارسة القيادة بطريقة أكثر احترافية على يد زوجي، حيث كان يسلمني مقود السيارة في كثير من رحلاتنا خارج المملكة". واختتمت حديثها معنا بتعبيرها عن سعادتها بالقرار قائلة: "اليوم أنا سعيدة جدا، لأنني سأرافق صغيري كل صباح إلى مدرسته، لأني سأذهب متى شئت، وحيثما شئت". ووجهت كلمة خاصة للقيادة الرشيدة بقولها: "ملكنا الغالي وولي عهده وثقا بالمرأة السعودية، وهي فعلا أهل للثقة".

بينما عبرت لنا خبيرة الأزياء والمظهر نهى سندي عن مشاعرها تجاه هذا القرار قائلة: "سعيدة جدا بقرار إزالة الحظر عن قيادة المرأة في السعودية. إنها لخطوة فعالة في تمكين ما يقارب نصف المجتمع السعودي المكون من الإناث، وسيدفعهم بذلك لإنتاجية أكثر، وخلق فرص وظيفية جديدة في أرجاء الدولة". وأطلقت المصممة روزانا قرنبيش صاحبة علامة Black Abaya Couture تشكيلة عباءات أنيقة وعملية ملائمة للقيادة بأسلوب عصري ومواكب للموضة. وقد عبرت عن سعادتها بصدور القرار قائلة: "شعوري كشعور أي مواطنة تتطلع الى مشاركة الرجل في جميع مسؤوليات الحياة، والاعتماد على النفس. يعني لي هذا القرار الشيء الكثير، وفي مقدمة ذلك اهتمام حكومتنا الرشيدة وولاة الأمر بمصلحة المرأة السعودية". وأضافت: "برأيي لا توجد عباءة مخصصة فقط للقيادة، وإنما توجد عباءة عملية تخدم وتلبي كل الاحتياجات من دون أي عوائق. ابتكرت ونفذت تصاميم عباءات عملية وفي الوقت نفسه أنيقة في المجموعة المستخدمة في جلسة التصوير و الكولكشن تحمل اسم ."Private Collection وتفاعلت المصورة الفوتوغرافية نورة الشريبي بأسلوبها الخاص مع هذا القرار، وخصصت حملة تصويرية تجسد روح المرأة السعودية القوية والمتمكنة. وأدلت بتصريحاتها حول الموضوع قائلة: "خصصت حملة تصويرية خاصة بالتعاون مع بعض الشخصيات المؤثرة في السعودية في مجالات مختلفة. شاركتنا فيها الشيف بسمة الخريجي وخبيرة الأزياء المظهر نهى سندي". وأضافت قائلة: "أحمل على عاتقي رسالة خاصة أودّ أن تصل إلى العالم، وهي أن المرأة السعودية قوية منذ الأزل. هي متمكنة ومدعومة من شريكها الرجل، وهو سند قوي لها. وقرار القيادة إثبات لجدارتها، وأنها تستحق الأفضل، وكل ما تتمناه لتصل إلى طموحها وأهدافها في أي وقت، وقيادة المركبة وسيلة من بين الكثير من الوسائل التي يمكن أن تستخدمها للوصول إلى أهدافها وتحقيق إنجازاتها تحت أي ظرف كان".