معلومات عن قلعة الجاهلي في أبوظبي.. من أقدم معالم الإمارات

قلعة الجاهلي واحدة من أهم وأكبر القلاع التقليدية المبنية من الطوب الطيني في مدينة العين الإماراتية، وهي من أقدم المعالم التاريخية في الإمارات، تحظى بمكانة مهمة في تاريخ وحضارة الدولة، كانت قلعة الجاهلي مقرا صيفيا لإقامة العائلة الحاكمة، ثم أصبحت فيما بعد رمزاً للاستقرار السياسي الذي رسخه الشيخ زايد الأول خلال فترة حكمه 1855– 1909، قبل أن تستخدم القلعة كمقر للقوات المسلحة، وفي عام 1975، بدأت دائرة الآثار والسياحة في العين التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في ترميم القلعة للمحافظة عليها وتأهيلها ثقافياً وسياحياً.

بناء قلعة الجاهلي على يد الشيخ زايد الأول

شرع الشيخ زايد الأول ببناء قلعة الجاهلي في عام 1891، وانتهى من بنائها في عام 1898، وتتكون قلعة الجاهلي من مبنيين رئيسيين: القلعة المربعة والبرج الدائري، القلعة المربعة، توجد في الربع الشمالي من مبنى قلعة الجاهلي، وتشكل الجزء الأساسي منه، ولها أربع واجهات تعلوها فتحات للبنادق، وصفٌّ من الشرفات المثلثة، وتم بناؤها من قبل الشيخ زايد الأول، وتضم القلعة المربعة الأصلية أبراجاً دائرية في ثلاث من زواياها، في حين تحتضن الزاوية الرابعة مجلساً للشيخ يمارس فيه مهامه اليومية ويستقبل فيه الضيوف الرسميين والمواطنين.

البرج الدائري في قلعة الجاهلي

أما البرج الدائري، فهو برج منفصل يقع في الشمال الغربي من القلعة، ويتكون من أربع طبقات متحدة المركز، وصمم البرج الفريد بطابعٍ معماريٍّ مميز، ومن المرجح أن يكون البرج أقدم من القلعة المربعة ذاتها، ويبدو أنه كان في الأصل برجاً بسيطاً للمراقبة تمّ تعزيزه فيما بعد بالتحصينات لحراسة الواحة وحمايتها، وفي وقتنا الحاضر أصبح البرج في قلعة الجاهلي رمزاً حضارياً من رموز دولة الإمارات.

مسجد قلعة الجاهلي

يقع مسجد قلعة الجاهلي على مقربة من القلعة وقد جرى ترميمه مؤخراً، ويعتقد أن المسجد تم بناؤه على الأرجح خلال فترة بناء القلعة الأصلية، وتظهر الصور القديمة أن التجمعات السكانية في الواحة كانت تمتد بالقرب من هذا المسجد، أي في المنطقة التي توجد فيها الحدائق حالياً.

ترميم قلعة الجاهلي

منذ عام 2007، أصبحت قلعة الجاهلي تمثل محوراً لمشروع حضاري له أهمية بالغة للمحافظة على المبنى التاريخي للقلعة، وقد اتبع التصميم الهندسي الجديد المخطط التاريخي القديم للقلعة والمنافذ الأصلية للمباني التاريخية، وتم إنشاء أماكن جديدة لتنظيم العروض، إلى جانب مركز خاص بالزوار، كما اعتمدت عملية البناء على حجارة الطين التقليدية، وجبس الطين، وسعف النخيل، وشملت أعمال الصيانة اللاحقة في عام 2013 بتشييد البوابة الشمالية من الحصن العائد للقرن التاسع عشر استناداً إلى دلائل مستقاة من علوم الآثار والصور التاريخية. 

مركز إعلامي ونظام سمعي بصري

تحتوي قلعة الجاهلي اليوم على مركز إعلامي للزوار، ونظام سمعي بصري على طول الرواق الداخلي "الليوان"، وساحتين للعرض، إحداهما تقع في مبنى مركز الزوار، والذي يوفر برامج متنوعة من الأنشطة والفعاليات على مدار السنة، والأخرى لمعرض دائم مكرس للرحالة ويلفريد ثيسيجر الذي عبر صحراء الربع الخالي مرتين في فترة الأربعينيات من القرن الماضي.