متحف الشندغة التراثي .. مقتنيات نادرة لحضارة دبي وتاريخها العريق

افتتحت هيئة الثقافة والفنون في دبي المرحلة الأولى لمتحف الشندغة، من مشروع منطقة الشندغة التاريخية، وقد تم تطويره بالتعاون مع بلدية دبي، ودائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي. 

وتطوير الشندغة يعد جزءاً من مشروع منطقة دبي التاريخية، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادف إلى الترويج لخور دبي والأحياء التاريخية الممتدة على ضفافه، وتوظيفها في إحياء تراث دبي والحفاظ عليه.

متحف الشندغة التراثي

تشتمل مجموعة متحف الشندغة على تعبيرات ملموسة وغير ملموسة عن التراث والثقافة في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيكتشف الزوار عناصر ذات أهمية ثقافية كبرى، بدءاً من القطع الأثرية والأعمال الفنية إلى أرشيف الصور الفوتوغرافية والأفلام، وصولاً إلى محتوى تعليمي غني، كل ذلك في موقع تاريخي في قلب منطقة دبي التاريخية.

متحف الشندغة هو متحف تراثي من طراز عالمي، يربط المواطنين والمقيمين والزوار بالتراث الغني لإمارة دبي، ويحتضن القيم التقليدية وللإمارة وتواصلها عبر الأجيال، وصولاً إلى الهوية الإماراتية المعاصرة. ويتيح المتحف للمواطنين والمقيمين والزوار فرصة الاحتفاء بالتراث والثقافة المحليين، ضمن بيئة تفاعلية وتشاركية تمنح الجميع الفائدة والمتعة وفقا لصحيفة البيان الإماراتية.

بيت الطب الشعبي

لعل ما يميز المتحف اعتماده على التعابير التراثية الملموسة وغير الملموسة التي تكشف عن مدى ثراء دبي ثقافياً وتاريخياً، فمن خلال متحف الشندغة، يمكن للزائر أن يعيش تفاصيل عالم الطب الشعبي الإماراتي، طقوسه وأهميته المعاصرة، من خلال بيت الطب الشعبي الذي يستعرض تاريخ الابتكار في الطب الإماراتي القديم، بما في ذلك استخدام أعشاب ونباتات مختلفة لعلاج الأمراض.

ودور الحوّاج والعطّار في هذه العلاجات، كما يمكن الاطلاع فيه على طرق العلاج التي كانت منتشرة في الماضي، ويعرض أيضاً لأول صيدلية في دبي، تلك التي افتتحها محمد حبيب الرضا في الثلاثينيات، ومستشفى آل مكتوم الذي افتتح في خمسينيات القرن الماضي.

بيت الجمال والزينة

وكما اهتم أهل دبي والإمارات بالطب الشعبي قديماً، أطلقوا العنان لحواسهم، لاستكشاف روائح العطور، والخوض في غمار عالمها الساحر، وتعلموا كيف يمكن أن تبث الحياة في هذا العالم، الذي تحضر تفاصيله في «بيت العطور» الذي يعرض الأساليب التقليدية في صناعة الزيوت العطرية والعطور، تلك التي يعود تاريخها إلى قرون عديدة مضت، تأصلت فيها الروائح التقليدية في ثنايا الثقافة الإماراتية.

بيت أسرة آل مكتوم

ويشكل بيت أسرة آل مكتوم، واحداً من أهم أركان المتحف، فمن خلاله يمكن للزائر التعرف عن قرب إلى ما تحمله العائلة الحاكمة من إرث عريق، وما حققه رجالاتها على مدار الزمن من إنجازات لافتة في دبي، التي تنصهر في جوهرها مع حكاية أسرة آل مكتوم، التي تمكنت على مدار الزمن، من تحويل دبي من مجرد مدينة صغيرة تعيش على جانبي الخور، إلى مدينة عالمية، يطمح الجميع إلى العيش فيها.

المدينة الناشئة

يعد قسم المدينة الناشئة شاهد حي على حركة التطور العمراني الذي شهدته دبي، ولا تزال، وهي التي أسرت العالم ومخيلته بحضورها المادي، سواء من خلال مبانيها التقليدية الأنيقة، أو عبر ناطحات السحاب الحديثة.

في هذا القسم، يمكن متابعة حركة التطور العمراني الذي شهدته دبي، والتعرف إلى تحولات تشكيلها الطبيعي، والتي تظهر جلية في بيت جمعة وعبيد بن ثاني، الذي يأخذنا في رحلة عبر العوامل الثقافية والاقتصادية والتاريخية التي وضعت الأساس لتطوير دبي، حيث يركز الطابق العلوي على أول طفرة نموّ شهدتها الإمارة في القرنين التاسع عشر والعشرين، والتي كانت فترة رائعة من التطور الاقتصادي والحضري للمدينة.