تنزّه في شوارع بيروت 1915 عبر صندوق الزمن

قد أكون أحد الأشخاص ممن لديهم حنين كبير إلى الماضي ودائما ما أبحث في صندوق صوري القديمة وأشاهد التغيرات، وفي الإنترنت أيضاً أشاهد صور الماضي وأقرأ عن تاريخ المدن العريقة وأتساءل كيف كانت الحياة في الماضي؟ وأتخيلها دائماً أجمل وأبهى!
 
وعلى ما يبدو أن الكثيرين يشعرون بهذا الحنين، وقد رأيت مؤخراً مشروع رازان الصالح ولطفي الصالح، الذي أطلقا عليه اسم "صندوق الزمن – بيروت TIMEBOX Beirut"، وهو مشوار عبر شوارع العاصمة اللبنانية القديمة من خلال صناديق زمنية صغيرة يصادفها المارة أثناء سيرهم في شوارع العاصمة اللبنانية.
 
يحوي كل صندوق زمن صورة "ستيريوغرافية" التقطت في أوائل القرن الـ20، وهي صورة ثلاثية الأبعاد لنفس المكان الذي ثُبت فيه الصندوق فيشاهد المارة الشارع نفسه كما كان منذ قرن مضى!
 
والـ"ستيريوغراف" عبارة عن لقطتين لمشهد واحد من منظاري العين اليمنى والعين اليسرى، حيث تنشأُ عبر دمج اللقطتين صورة واحدة ثلاثية الأبعاد يمكن مشاهدتها عبر عدسات الستيريوسكوب. 
 
وصندوق الزمن هو "ستيريوسكوب" عصري مصنوع من زجاج "الأكليريك Plexiglas"، ومصمم خصيصاً للتركيب على أعمدة الشارع بحيث يتطابق المشهد الحي مع المكان الملتقط في الصورة القديمة داخل الصندوق. وهكذا، عندما يقف المشاهد لينظر داخل صندوق الزمن إلى الـ"ستيريوغراف"، يذوب الماضي والحاضر في انصهار ما بين الصورة والواقع!
 
كما إن الصورة ذات الأبعاد الثلاثية تخلق انطباعاً صورياً حياً وملموساً، ويضع صندوق الزمن هذه الصورة في حيزها الأصلي، مما يترك أثراً عميقاً للمشاهد عن مدى التغير الذي طال مساحات بيروت العامة في القرن الماضي. 
 
ماذا لو كان بالإمكان السير عبر شوارع بيروت العشرينيات؟ هل سنلمس الفرق بين الماضي ووقتنا الحاضر.
 
وهل مشروع "صندوق الزمن – بيروت TIMEBOX Beirut"، سيغيّر من نظرة الناس عن بيروت الماضي وكيف تغيّرت عبر الزمن؟