الفنان التشكيلي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة لـ"هي": دخول المرأة إلى الساحة الفنية له أثر إيجابي كبير

الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة شخصية بارزة في عالم الفن التشيكلي في البحرين بشكل خاص والخليج العربي بشكل عام. يحمل لقب الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، ومن رواد الفن التشكيلي، حيث تجاوزت ممارساته 40 عاما، وهو موسوعة فنية بشرية تستلهم الأفكار من تطور الزمن دون الانفصال عن عراقة التاريخ .. أسهم الشيخ راشد آل خليفة في معارض دولية من حول العالم مثل بينالي البندقية وبينالي ريو دي جانيرو، ومعرض زيوريخ الدولي للفنون في زيورخ بسويسرا، ومعرض الفن الأمريكي في ميامي؛ إضافة إلى الكثير من المعارض الفردية التي كان آخرها معرض Hybrids الذي فتح أبوابه يوم 20 يناير 2017 في صالة أيام غاليري في دبي، والذي سوف يستمر بمشيئة الله حتى 10 مارس 2018. كان لنا هذا اللقاء المثري مع الشيخ راشد آل خليفة خلال افتتاح المعرض، والذي نتشاركه معكم اليوم عبر صفحات "هي" ..

 

نبارك لكم افتتاح معرض Hybrids في صالة أيام غاليري في دبي .. حدثنا عن مفهوم الأعمال الفنية التي يحتضنها المعرض؟

سعيد للغاية بإقامة المعرض في صالة عرض أيام، وأشكرهم على استضافتي. الحقيقة هي أن دبي أصبحت مدينة عالمية ومركزا مهما للفنون التشكيلية. يضم المعرض أعمالا فنية عملت عليها خلال السنوات العشر الماضية، والتي استخدمت فيها مادة الألمنيوم التي كما تعرفون لا يسهل تطويعها. استطعت توظيفها لصنع أشكال هندسية لها دلالات ومعانٍ فنية. كما أن الألوان التي استخدمتها في هذه الأعمال محببة كثيرا إلى قلبي.

بالفعل الألوان تنبض بالحياة وهي انعكاس لروح أعمالك المتجددة عبر العقود منذ بداياتك .. كيف تصف تطورك الفني المواكب للوقت؟

يجب على الإنسان أن يكون متجددا وأن يطور نفسه. الله سبحانه وتعالى أكرم الإنسان بالإدراك والفكر والنظر والبصيرة، وجعل الدنيا وما فيها أمام ناظريه لكي يتعلم ويقرأ ويستنبط مما يراه الحلول والأفكار والأساليب المنوعة. لذا على الإنسان أن يجرب الجديد ويقدم أعمالا مختلفة.

لكم باع طويل في عالم الفنون التشكيلية .. كيف كانت البداية يا ترى؟

البداية كانت منذ الصغر في المدرسة برسومات بسيطة وبدعم كبير من الأهل الذين قدموا لي كل التشجيع. ومن ثم حصلت على فرصة الدراسة في بريطانيا، وهذا الأمر فتح لي الأبواب للاطلاع على مستجدات عالم الفنون وما توصلت إليه الحركة التشكيلية في العالم بشكل عام. إضافة طبعا إلى زيارة المتاحف هناك التي تضم مختلف الفنون العريقة وتاريخها.

ما الرسالة التي تود أن توصلها للجمهور من خلال أعمالك؟

هي الرسالة نفسها التي يرغب أي فنان أو كاتب أو شاعر أو صاحب فكرة، وهي التعبير عن ذاته والمشاعر التي تخالجه. هي تعبير عن رؤيتي وما أريد أن يتحقق.

بمعنى أنك تريد المتلقي أن يفسر أعمالك حسب ما يراها هو ..

بالفعل، الفنون التشكيلية فيها كثير من الرموز والدلالات التي تختلف في تفسيرها من شخص لآخر وهو ما يجعل الإنسان يفسرها حسب ما يراه، وهذا جزء من جماليتها.

برأيك كيف تصف مستوى الوعي لدى متذوقي الفنون في الخليج العربي بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام؟

يخطئ من يعتقد أنه ليس هناك متذوقون للفنون التشكيلية والفنون التجريدية في منطقتنا، ويخطئ من يظن أن الجمهور ليس لديه فهم لهذا العالم. أؤكد عبر هذا اللقاء أن هناك فئة كبيرة من الناس لديهم إدراك خاص للفنون التشكيلية. هذا الأمر يمثل مصدراً عظيما للسعادة بالنسبة لي، خاصة مع دخول المرأة إلى الساحة الفنية في البحرين، فقد وجدت أن حضورها في عالم الفن التشكيلي سواء من حيث مزاولة الأعمال أو المشاركة جعل المستوى يتغير كما أسهم في تزايد إقبال الناس على الفنون واهتمامهم به.

ما نصيحتك للشباب من الفنانين التشكيليين الذين هم في بداية الطريق؟

يوجد الكثير من الطاقات والمواهب التي سرتني كثيرا سواء في البحرين أو الخليج العربي. ما نحتاج إليه حقا هو الحرص على تحصيل العلم سواء عبر الجهات التعليمية الموجودة في بلادنا أو في الخارج. هم بالنسبة لي مصدر فخر كبير بما لديهم من قدرات و ذكاء متميز.

ما مصدر الإلهام لأعمالك؟

لا يمكن أن يقتصر الإلهام على مصدر واحد. قد يبدأ الإلهام من خلال فكرة يستشعر بها الفنان، ثم ومن خلال محاولاته لتجسيد هذه الفكرة في عمل فني ما، تتوالد لديه المزيد من الأفكار. وهكذا تتطور الأفكار وتتجدد منابع الإلهام بتطور العمل الفني نفسه.

ماذا يعني لك السفر؟

السفر يتيح للفرد مجالا أرحب للاستكشاف والاطلاع على حضارات وثقافات مختلفة، إضافة إلى الراحة والتأمل، وكلها عوامل ضرورية للإنسان تمكنه من تجديد طاقاته، وذلك برأيي مهم جدا بالنسبة لأي فنان.

ما الوجهة المفضلة لديكم؟

 يجذبني تاريخ الفن العريق في الحضارات الأوروبية وبالأخص في إيطاليا، كما يبهرني الأعمار الحديث الذي نجده اليوم في دولة الإمارات وفي دبي تحديدا. فالجمال لا يقتصر على وجهة أو طابع محدد. وعين الفنان يستهويها كل ما هو جميل.

ما الطابع الفني الأقرب إلى قلبك؟

بصراحة أنا لا أتحيز لطابع محدد، قد يكون في الفن الطبيعي أو التجريدي أو السريالي أو غير ذلك، ولكن الإبداع والتميز والنجاح في الوصول إلى أعلى درجات الإتقان هو في النهاية ما يبهرني في العمل الفني أيا كان طابعه.

ما أحلامك فيما يتعلق بعالم الفن التشكيلي على مستوى الخليج العربي؟

في الحقيقة أنا اليوم أعيش مرحلة تحقق الأحلام وتحولها إلى واقع، كنت أحلم قبل ثلاثين أو أربعين عاما بوجود جامعات ومعاهد لتعليم الفن في دول الخليج، وها هي اليوم موجودة بالفعل في كل دولة خليجية. كنت أحلم بوجود معارض وفعاليات فنية تحتضنها المجتمعات الخليجية، وها نحن اليوم نجد الدعم والتشجيع على جميع المستويات. لذا، ولله الحمد، لم يعد عالم الفن مجرد أحلام كما كان في السابق، بل هو واقع جميل يتطور ويزدهر يوما بعد يوم في دول الخليج.

أطلقنا مؤخرا حملة #تملّك_الوقت .. كيف تستقطع الوقت لنفسك؟

بالنسبة للوقت، متى وُجدت الفكرة فإنها حتما ستفرض نفسها وإن جاءت في وسط الزحام. ولادة الفكرة لدى الفنان حدث مهم لا يستطيع تجاهله، وذلك بالتحديد هو ما يميزه كفنان عن أي شخص آخر.