رئيس مجلس إدارة مجموعة "برناردو" لـ "هي": أول رحلة عمل لي كانت إلى الخليج العربي

يمثل ميشيل برناردو الجيل الخامس من هذه العائلة العريقة في عالم البورسلان الفاخر، وهو شخصية جذابة ذات شغف بالفنون والسفر والاستكشاف. انتقل من الهندسة المدنية إلى إدارة العمل العائلي عام 1979 بناء على طلب من والده الذي أدخله في استراتيجية العمل وصنع القرارات. أصبح الرئيس التنفيذي لمجموعة برناردو عام 1990 ومن ثم رئيس مجلس الإدارة عام 1994. إليكم هذا اللقاء الممتع معه عبر صفحات مجلة "هي" ..

عملت في بداية حياتك عملت في مجال الهندسة المدنية بعيدا عن عالم البورسلان والفنون، كيف تصف هذا التحول في المسار باتجاه بورسلان برناردو تبعاً لخطوات العائلة؟

الحقيقة أن ذلك لم يكن صعبا للغاية، فهي شركة عائلية تحمل اسم العائلة يقوم عملها على صناعة منتج فاخر وتقليدي وهو البورسلان. وعلى الرغم من أن البورسلان أحد أقدم الخامات المستخدمة في العالم إلا أنه جميل وفيه الكثير من الإحساس؛ وهو أيضا قابل للتجديد والإبداع، حيث يمكن أن نتلاعب من خلاله بالألوان والأشكال والقوام وكل ما يخصه.

 من أين يأتي إبداعك في عالم البورسلان؟

يشترك عملاء بورسلان برناردو في الحس الراقي والذوق الرفيع؛ إلا أنهم يتباينون في اهتماماتهم. لدينا عملاء يفضلون الأسلوب التقليدي في البورسلان؛ وآخرون يفضلون الأسلوب العصري للغاية. كما أن هناك من يفضل اللمسة الكلاسيكية المطعمة بالذهب. ولذا، نحاول من خلال مجموعاتنا التي نقدمها كل عام في يناير وسبتمبر أن نلبي الأذواق المختلفة لعملائنا، لتكون النتيجة مزيجا من التقليدية والعصرية، إضافة إلى تصاميم خاصة بالديكور والهدايا وغيرها. ومع كل ذلك، نضع بين أعيننا تاريخ دار برناردو والاسم العريق الذي تحمله والمحطات الناجحة فيه؛ كما نستعرض دائما الجوانب التي يمكن تطويرها. نتابع أيضا ما توصل إليه العالم من اكتشافات، ونطّلع على آخر الصيحات لنستلهم من المشهد العالمي ما يمكن أن يسهم في التقدم بمجموعاتنا.

هل من مجموعة معينة من برناردو هي الأقرب إلى قلبك وتفضلها عن غيرها؟

جوابي لك سيكون كالآتي: هل لديك أطفال؟ لا يمكن أبدأ أن تختاري من أطفالك من هو أحب إليك من الآخر. الأمر ذاته بالنسبة لي وللمجموعات التي نقدمها. ذوقي فيه الكثير من المرونة، فأنا أشبه كثيرا عملاءنا؛ أحيانا أفضل المجموعات التقليدية، وأحيانا أخرى أميل إلى العصرية. يعتمد الأمر كثيرا على حالتي المزاجية والإحساس النابع مني في تلك اللحظة.

رأينا مجموعات برناردو تقدم أطقم بورسلان بشكل الدلة العربية وأكواب القهوة الخاصة بها، هل لاقى هذا الأمر تقديرا من عملائكم في الشرق الأوسط، خصوصا أن الضيافة تمثل عنصرا بارزا وقويا في حضارة المنطقة؟

الحقيقة أن أسلوب حياة عملائنا في الشرق الأوسط لا يختلف كثيرا عن حياتنا نحن الفرنسيين من حيث العائلات الكبيرة واستضافة الأصدقاء والأحباب في منازلهم. تمثل اللقاءات العائلية مكانة مهمة في حضاراتنا، ويرافقها طبعا الطعام الذي يُقدم بأسلوب جميل على طاولة يلتف حولها الضيوف. 

نعلم أن السفر يحتل مكانة كبيرة لديك؛ ما تأثير السفر في حياتك؟ وهل من وجهة تركت علامة في قلبك؟

الحقيقة أن عشق السفر لا يكمن فيّ فقط فهو في جينات عائلتي أيضا. كان الأسلاف في عائلتي يسافرون كثيرا حول العالم على الرغم من محدودية الوسائل حينها .. عندما سافر جدي الأكبر إلى أمريكا كان على متن قارب، ولم يكن ذلك سهلا على الإطلاق! ما أريد أن أقوله هو أننا نصدر دائما إلى خارج فرنسا، ونسبة مبيعاتنا في الخارج تصل إلى 70 في المئة من مجمل الإنتاج. ولذا، علينا دائما أن نتابع ما يحصل في العالم والحضارات. نعم نحن نبيع منتجا فرنسيا، ولكن علينا أن نصمم هذا المنتج بأسلوب يلائم حضارات مختلفة، ويلبي احتياجاتهم مع المحافظة على اللمسة الفرنسية التي يعشقها عملاؤنا. السفر بالنسبة لي أمر أساسي، ولا يمكن الاستغناء عنه، ويمثل متعة اكتشاف حضارات جديدة؛ كما أنه متعة أيضا، فقد تعرفت إلى زوجتي عبر السفر وهي أمريكية. والحقيقة أن أول رحلة عمل لي كانت إلى الشرق الأوسط عام 1980، وتحديدا في الخليج العربي والسعودية. كان السفر حينها إلى هذا الجزء من العالم محدودا نوعا ما، وكانت طبيعة المنطقة والمدن مختلفة تماما عما تبدو عليه الآن.

كيف كانت هذه التجربة بالنسبة لك؟

كانت تجربة لا تنسى عادت علي بالمنفعة، وقد تعلمت الكثير منا.

عندما نستعرض تاريخ العائلة في دار بورسلان برناردو وصولا إلى الحاضر؛ هل ترى مستقبلا دورا لأبنائك فيها؟

سوف نرى ما ستبديه الأيام؛ لا يزال أبنائي في المرحلة الدراسية. دار برناردو هي شركة عائلية، وأمثل الجيل الخامس من عائلتي. كما تعلمين؛ في عالم الأعمال العائلية من المهم جدا التكيّف مع بعض المسائل وتوحيد صف العائلة. كما من الضروري أن تكون لدينا رؤية واقعية؛ فليس من المعقول أن مجرد كونك تحمل اسم برناردو يجعلك مخولا لإدارة هذا العمل؛ فهو عمل تجاري في النهاية، وإن كان عائليا. يجب أن تكون الشخصية المرشحة لإدارة هذا العمل متمكنة في ريادة الأعمال، ولديها خطط لتطويره. إذا تطابقت هذه المواصفات مع شخص ضمن أفراد العائلة، فهذا أمر مرحب به وليس هناك ما يمنع من أن يلعب هذا الشخص الدور الذي يستحقه، مثل ما فعل والداي معي. ولكن على هذا الشخص، ذكرا كان أم أنثى سواء كان من أبنائي أو أبناء إخوتي، أن يمتلك المؤهلات المطلوبة.