"الأوسكار الأبيض جداً" يشعل هوليوود بالغضب الأسمر؟

لا صوت يعلو على ضجيج "المعركة الطاحنة" في هوليوود الآن! ففي غمرة الجوائز وبريق الذهب والمنافسة على تكريم الأفضل ها هي قضية العنصرية تعود بقوة لساحة النقاشات مترافقة هذه المرة مع مقاطعة ودعوات للإصلاح وتعليقات من كل حدب وصوب.
 
ماذا يجري؟ 
فما إن أعلنت نتائج ترشيحات حفل الأوسكار النهائية الأسبوع الماضي من قبل الاكاديمية الاميركية للعلوم السينمائية حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي رفضاً. لماذا؟ بكل بساطة لأن حفل الأوسكار وللعام الثاني على التوالي سيخلو من مرشحين من غير البشرة البيضاء... المواقع ضجت مجدداً اذن بهاشتاغ #OscarsSoWhite او "اوسكار ابيض جداً" استنكاراً لذلك بعد ان بدأته العام الماضي المديرة التنفيذية لموقع "برودواي بلاك" آبريل راين.
 
رواد مواقه التواصل ارادوا التأثير على طريقة تفكير وتصويت الستوديوهات الانتاجية كما اعضاء لجنة التحكيم الاكاديمية منذ العام الماضي لكنهم فشلوا في ترشيحات هذا العام ايضاً. هل كانوا محقين؟ هذا السؤال لا اجابة حتمية له لكن نكفي ان نذكر ان اثنين من افضل افلام هذا العام Creed وStraight Outta Compton اللذين يلعب بطولتهما ممثلون غير بيض حصلا على ترشيحات لأفضل ممثل مساعد وجوائز تقنية لأشخاص بيض أيضاً!
 
مقاطعة ودفاع 
التأثير امتد كموجة ليصل لمقاطعة بعض النجوم للحفل فالمخرج سبايك لي والممثلة جادا بينكت سميث اعلنا المقاطعة. فقال لي: "كيف يمكن للسنة الثانية على التوالي ان يكون جميع المرشحين لجوائز التمثيل بيض؟ ودعونا لا نتناول بقية الفئات حتى... هل لا نستطيع ان نمثل؟!"
 
اما في فيديو عبر "فيسبوك" فقالت الممثلة الشهيرة جادا بينكت سميث وهي تعلن مقاطعتها الحفل: "حان الوقت ليعرف الأشخاص أصحاب البشرة الملونة مدى قوتهم وتأثيرهم وهم لا يحتاجون دعوات لأي مكان..."  
 
شاهد فيديو جادا:
https://www.facebook.com/jada/videos/10153983404106320/
 
بدوره فإن احد اهم نجوم "هوليوود" جورج كلوني شارك ايضاً في النقاش فاعتبر ان "الاميركيين من ذوي الاصول الافريقية لديهم نقطة عادلة بشأن عدم تمثيل صناعة السينما لهم جيداً.. وان تكلمنا عن الاشخاص من ذوي أصول إسبانية او لاتينية فإن الوضع أسواً..." 
 
لكن رئيسة الاكاديمية شيريل بون إسحق (وهي سوداء) قالت انها تشعر بالإحباط. وقالت: "اريد ان اؤكد على العمل الرائع للمرشحين هذا العام، وفيما نحتفل بانجازاتهم انا مكسورة قلبياً بسبب غياب التنوع. هذا حوار صعب لكنه هام وحان وقت التغييرات الكبيرة. الاكاديمية ستأخذ خطوات حاسمة في هذا المجال. وفي الايام المقبلة سنشهد اعادة تقييم لأعضاء الاكاديمية للتشديد على حضور متنوع اكثر في ترشيحات الاعوام المقبلة". 
 
لكن يبدو ان ليس الجميع يتفق مع هذه الآراء فجانيت هوبرت التي لعبت دورا رئيسا الى جانب جادا سميث في The Fresh Prince of Bel Air قالت: "اجد انه من السخرية ان يقوم احد بمقاطعة الناس الذين جنى منهم الملايين والملايين من الدولارات فقط لانه لم يحصل على ترشيح الأوسكار". واضافت: "ليس هكذا تجري الامور، لستم باراك وميشيل أوباما!" 
 
المشكلة الفعلية 
في الحقيقة ثمة سؤالين يجب طرحهما هنا. اولاً هل مشكلة حقيقية ام مختلفة؟ وثانياً لنفترض ان هناك مشكلة فعلى من تقع المسؤولية؟
 
بدايةً لمعرفة ان كان ثمة مشكلة ام لا يجب طرح مسألة كيف يتم اعتماد ترشيحات الأوسكار؟ فإن كانت المعايير قائمة على اختيار الافضل الافلام التي يتم تسويقها بشكل جيد او نحن بحاجة لوضع نظام يفرض اختيار مرشحين من كل الفئات كما في النظام الحكومي مثلاً... ان كان الخيار هو الأول لا مشكلة اذن الا ان كانت الاتهامات موجهة لاعضاء اللجنة بالعنصرية... وفي حال كان هو الاستنتاج فإن الامر يحتاج لـ"كوتا" توزّع لترشيح مختلف الفئات فهل هذا هو المطلوب؟ اما ان كانت اللجنة ترشح الافلام والممثلين الذين تعتقد انهم الافضل فلمَ لا يقوم المخرجون والمنتجون بالعمل مع ممثلين من اصحاب البشرة السوداء في ادوار رئيسية؟ من يصنع القرارات؟
 
اما بالنسبة للسؤال الثاني فان القرار النهائي لمن يضع الترشيحات يعود لأصوات آلاف من اعضاء الاكاديمية. نحن لا نتحدث مجموعة من المحافظين هنا لكن يجب ان نعرف ان 93% من اعضاء الاكاديمية بيض و74% من الرجال. فهل هم مجموعة من العنصريين؟ لا يبدو هذا جيداً فهؤلاء ليبراليون حسب المفهوم السائد في الولايات المتحدة.
 
ان خيارات الاوسكار ليست القضية الساخنة في هوليوود فشهدنا فصولاً من النقاش بشأن حصول الممثلين على اجوار اعلى بكثير من الممثلات... في هوليوود اعتقد ان الامر كله مرتبط بالبيزنس...!