الضافونجو .. مسحراتي اسطنبول

يعود تاريخ المسحراتي الى صدر الإسلام حيث كان بلال بن رباح أول مؤذن في الإسلام وابن أم كلثوم يقومان بمهمة إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور، في الاذان الأول يتناول الناس السحور والاذان الثاني يمتنع الناس عن تناول الطعام. 

أما أول من نادى بالتسحير فهو عنبسة ابن اسحاق في عام 228 هجرية عندما كان يذهب ماشيا الى جامع عمرو بن العاص في الفسطاط وينادي الناس بالسحور، وأول من أيقظ الناس على الطبلة هم أهل مصر.

وعادة ما يكون نداء المسحراتي مصحوب ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية وحث الناس على أن ان يوحدوا الله ومن عبارات المسحراتي: " اصحي يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم" و "السحور يا عباد الله".

وفي اسطنبول فالمسحراتي يسميه الأتراك "الضافونجو" الذي يجوب الشوارع بطبلته الشهيرة كأحد أبرز وأهم مظاهر شهر رمضان المبارك.

وطريقة اختيار المسحراتي في تركيا تخضع لشروط فهي مهنة منظمة تشرف عليها البلديات من خلال مسابقة فنية تقوم بها لاختيار المسحراتي من خلال براعته في قرع الطبول واختيار الألغاز ذات السجع لتحفيز النيام على الاستيقاظ وقت السحور.

ويتمسك الأتراك بهذا الموروث لأنه يعبر عن التراث العثماني الأصيل، حيث يرتدي المسحراتي في اسطنبول الزي العثماني التقليدي ليكون خلال الشهر الفضيل جزء من معالم المدينة وضيف جميل يحيى الموروث التقليدي الذي يعود إلى العهد العثماني.