"دلع السعوديات" وراء زيادة "العمليات القيصرية"

كان اللجوء إلى إجراء العمليات القيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية في الماضي للضرورة الطبية القصوى، ولكن تشهد نسبة هذه العمليات حالياً ارتفاعاً ملحوظاً في صفوف الأمهات الحوامل، في معظم دول العالم، ما استدعى تدخل منظمة الصحة العالمية للتحذير من ذلك، ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي ترتفع به أيضاً نسب الولادات القيصرية في السعودية. 
 
منظمة الصحة العالمية 
فقد أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم اللجوء إلى الولادات القيصرية، إلا لضرورة طبية.
 
وأوضحت الطبيبة مارلين تيميرمان، مديرة قسم الصحة والأبحاث التناسلية في منظمة الصحة العالمية، أن في الكثير من الدول النامية والمتطورة ثمة انتشار "وبائي" للعمليات القيصرية حتى عندما لا تكون ضرورية طبيا، مؤكدة إن هذا الأمر عائد في كثير من الدول إلى سعي الأطباء إلى تسهيل حياتهم، إذ إنه يمكن التخطيط للعمليات القيصرية. 
 
وأكدت منظمة الصحة العالمية في توصياتها الجديدة أنه "لا ينبغي إجراء العمليات القيصرية إلا إذا كانت ضرورية من الناحية الطبية"، وتعد هذه هي المرة الأولى التي توصي فيها المنظمة التابعة للأمم المتحدة بوضوح بحصر العملية القيصرية بأسباب طبية.
 
وزارة الصحة السعودية 
وأكدت وزارة الصحة في تقريرها الإحصائي الأخير، أن عدد الولادات التي تمت في مستشفيات الوزارة في جميع أنحاء المملكة بلغ 262.173 ولادة، تنقسم إلى 187.017 ولادة طبيعية بنسبة 71.3% وغير الطبيعية 75.156 وتشكل 27%، وغالباً ما تندرج تحتها العمليات القيصرية، كما أكدت الأرقام أن مكة المكرمة تستحوذ على أعلى نسبة ولادات قيصرية بنسبة 39%، ثم القريات بنسبة 18% بينما سجلت المنطقة الشرقية 6.849 عملية قيصرية.
 
الرأي الطبي
وأرجع رئيس قسم النساء والولادة في مستشفى القاعدة الجوية، الاستشاري الدكتور عبدالفتاح مرزوق، سبب هذا التزايد إلى "دلع النساء"، خصوصاً الأمهات الصغيرات، بسبب الخوف، أو رغبة منهن في الحفاظ على سلامة عضلات الأعضاء التناسلية وحمايتها من الارتخاء. كما أشار إلى أن الزيادة في عدد إنجاب الأطفال سبب رئيس لكثرة اللجوء للعمليات القيصرية، حيث تصعب الولادة بشكل طبيعي بعد خضوع الأم لعمليتين قيصريتين في وقت سابق.
 
الأسباب الطبية 
وبيّن الاستشاري أن هناك العديد من الأسباب الصحية التي تضطر الأطباء إلى اللجوء لإجراء العملية القيصرية، بعضها تتعلق بالأم، كإصابتها بالسكري والضغط وضيق الحوض، وأخرى تتعلق بالطفل، في حال كان وزنه أكثر من أربعة كيلوغرامات أو كان ذا وضع مستعرض أو مقعدي أو كانت نبضاته ضعيفة أو حركته قليلة. 
 
علماً بأن الأم تخضع للعملية بعد إفهامها مضار ومنافع العملية من حيث طول مدة الشفاء ومضاعفات التخدير أو النزيف، وتخضع للتخدير العام أو النصفي من خلال إبرة الظهر، التي من الممكن استخدامها في الولادة الطبيعية والقيصرية، حيث تمكّن الأم من رؤية تفاصيل الولادة حتى خروج الطفل إلى النور. والإبرة نوعان: الأول خارج النخاع الشوكي، والثاني داخله، وتكمن مضاعفاتها في صداع متكرر أو ألم في الظهر ولا صحة لما يتردد عن أنها تتسبب في الشلل.
 
رأي السعوديات
أكدت أم خالد، بعد خضوعها للولادة القيصرية لدى إنجاب مولودها الثالث، أنها قد عانت كثيراً في آلام المخاض والولادة أثناء عمليتي الولادة الطبيعية لابنيها، لذا فضلت اللجوء إلى العملية القيصرية عند ولادة مولودها الثالث، وبالفعل لم تخض تجربة آلام المخاض "المميتة" على حد تعبيرها، ولن تتردد في اجراء عملية قيصرية إذا رُزقت بمولود رابع.
 
وبيّنت أم عبدالله، أن الطب قد تقدم والولادات القيصرية أصبحت أكثر أماناً، خصوصاً وأنها لم تعد تستدعي عملية تخدير كاملة، وأكدت أنها فضلت اللجوء إليها من لحظة حملها الأول، لتتجنب الكثير من المشاكل المتعلقة بها مثل مشاكل الارتخاء، وكذلك المشاكل المتعلقة بجنينها مثل "خلع" الولادة. 
 
وأشارت نجلاء محمد، وهي حامل بطفلها الأول، إلى أنها قد اتفقت مع طبيبها على إجراء عملية قيصرية لها أثناء الولادة، لأنها تخاف من الولادة الطبيعية، فقد عاصرت العديد من القصص والمشاهد المؤلمة التي تعرضت لها أخواتها وصديقاتها أثناء الولادة الطبيعية ابتداءً من اللحظات الأولى لآلام الطلق وانتهاءً بالمضاعفات التي تعرضن لها فيما بعد، وما دام الخيار متاحاً أمامها لتجنب هذه اللحظات العصيبة، فلم لا تختاره!؟
 
شاركينا برأيكِ..
هل تفضلين اللجوء إلى "العملية القيصرية" أثناء الولادة؟