هل فقد عريسكِ حماسه لاتمام مراسم الزفاف ؟!

تتشوق كل عروس كلما اقترب موعد زفافها، وتتقدم نحو ليلة العمر هذه بمزيج من السعادة والحب والاحلام، رغم كافة الضغوط المحيطة بها جراء تجهيزات حفل الزفاف، ولكنها قد تشعر احيانا بان عريسها غير متحمس مثلها في إعداد تفاصيل الزفاف وحياتهما الزوجية المقبلة، ما يثير بداخلها الكثير من التساؤلات حول مدى حبه لها ورغبته الفعلية في الارتباط !

والحقيقة ان فقدان عريسكِ حماسة لاتمام مراسم الزفاف شيء عادي وغير مقلق، ويعود لاختلاف طبيعته ونظرته إلى الزواج والاستقرار كلياً عن طبيعة ونظرة المرأة، وهذا ما أكده الاستاذ الجامعي في التربية والعلوم الإنسانية نبيل ظاهر، مشيرا الى وجود العديد من العوامل المرتبطة بذلك، ومن ابرزها:

الحقيقة العلمية


عندما يزداد حب المرأة للرجل بشكل مبالغ فيه اثناء الخطوبة، ويسمى "حب الأنانية" ترغب أن يكون لها فقط، وترغب بان يبادلها هذه المشاعر بنفس الحماس، بينما الحقيقة العلمية تؤكد أنّ هناك اختلافا في نوعية التفكير والتركيز بين المرأة والرجل، فدماغ الرجل يعمل بطريقة مختلفة عن المرأة، فالرجل مثلاً يقدر على تناول موضوع واحد فقط والتركيز عليه حتى يحلّل عناصره الأولية بدقة، لأنّ القسم المسؤول عن التحليل يعمل منفرداً من دون أن يتصل كثيراً بما يرسله له القسم الآخر المسؤول عن الانطباعات والمشاعر بعكس المرأة التي يصل عندها عدد الألياف العصبية التي تربط بين القسمين 4 أضعاف العدد الموجود عند الرجل، ما يؤدي إلى اختلاف واضح في طرق التفكير ونوعية التركيز بين الطرفين.

الحالة الاقتصادية  

 
ان الحالة الاقتصادية للعريس تلعب دوراً أساسياً في تحديد أولوياته فيما يخص الزفاف، فالخوف من ارتفاع تكاليف الزواج وشراء منزل الزوجية وتكاليف إقامة حفل الزفاف، تعد سبباً رئيسياً في تردّد وقلق العريس كلما اقترب موعد الزفاف. 

وعلى الرغم من ان مسألة إقامة الزفاف وتكاليفه تبقى "نسبية"، وما يصح في بيئة ما قد لا يتطابق مع بيئة أخرى لاختلاف طبيعة البشر وتفاوت أولوياتهم ومادياتهم، فمنهم من يسعى الى اقامة حفل زفاف فاخر، فيتمسك بالمظاهر والإبهار في ما يتعلق بتحضيرات الحفل، كأنّ نجاح الحفل مرتبط بعامل المال فقط، ومنهم من يجهز لحفل زفاف متوسط أو منخفض التكاليف او ان يتقاسم الطرفان أعباء الحياة والمشاركة فيها بحلوها ومرها، خاصة وان معظم التكاليف في اوساط مجتمعنا العربي تحديداً باتت لا تقوم إلا على المشاركة بين الطرفين، والاتفاق على جميع الأمور المادية المتعلقة بذلك.  

شبح الحرية


لا شك أنّ شائعة بحث الرجل عن الحرية تحوم دائماً حولهُ، فهو يعشق التغيير متى شاء وبدون قيود، وبالتالي، يصبح القلق من اقتراب موعد الزواج أمراً واقعاً وليس رغبةً منه بحياة مضطربة، علما بانه يدرك بأن المرأة تبقى دائماً مصدر سعادة الرجل في الحياة، ولكنه أيضاً يخشى ان تكون هي  مصدر شقائه، وخاصة ان كانت شخصية المرأة تميل الى فرض سيطرتها ونفوذها على الرجل في بعض الأحيان، ما يجعل الأخير أكثر تردداً وبعداً عن فكرة الارتباط خوفاً من المستقبل، فهو يشعر بأن هذه الشخصية قد تصعّب تحكمّه بالحياة وتجعل المستقبل مضطرباً بشكل أكبر بالنسبة له.