ربيع صيف 2014

ربيع صيف 2014

هي:  أريج عراق
 
في عالم يغلي بالتوترات في أركانه الأربعة، تحولت البهجة إلى عملة نادرة، نبحث عنها في كل مكان ومناسبة، ونقتنص أي فرصة لنسمح لها بدخول حياتنا، لهذا فإن صناعة البهجة لم تعد أمراً عادياً يمر مرور الكرام، بل أصبحت حدثاً يستحق الاحتفاء، وفي مجموعة Louis Vuitton Cruise 2014، استطاعت الدار شديدة العراقة، أن تدخل البهجة على قلوب كل من تابع العرض، بهذه التشكيلة الكبيرة من كافة الألوان الزاهية.
 
كل الألوان بكل درجاتها، خصوصاً الزاهي منها، كان حاضراً، من الأصفر للأحمر للأزرق والأخضر والبني... إلخ، مع الحرص على وجود الأسود من دون كثافة لضبط الموازين بين الألوان لا أكثر، أما الإبداع الحقيقي فكان في كيفية الجمع بين هذه الألوان وبعضها، فرأينا الأصفر مع الأحمر مع الفضي، كذلك الأزرق مع الوردي، والأحمر مع الوردي، والطوبي مع الأصفر والأخضر، والبرتقالي مع الأصفر والأزرق، وهكذا، بينما لعبت النقوشات دوراً كبيراً في استثمار هذا المهرجان من الألوان، فتنوعت وتباينت من الخطوط المستوية إلى المموجة، ومن فروع الأشجار إلى الوردات الكبيرة.
 
الأقمشة أيضاً كان لها حظها من الاهتمام في هذه المجموعة الكبيرة، فكانت خليطاً ضم الكثير من أنواعها المختلفة، من الشيفون إلى الدانتيل، ومن الصوف إلى الجلد والفراء، ومن الجاكار إلى المخمل والحرير، ولم تخرج التصميمات عن السياق نفسه، فظهرت البنطلونات والفساتين الطويلة والقصيرة، والمعاطف بأشكال مختلفة... 
 
باختصار، فإن كل ما تبحثين عنه ويناسب ذوقك، ستجدينه هنا في مجموعة Louis Vuitton Cruise 2014، ولكن مع كثير من البهجة.
في زحام الفساتين الرائعة، والأفكار المميزة ولكن في نفس الإطار، نحتاج لبرهة من الوقت لنلتقط أنفاسنا، ونعيد التأمل، من خلال عرض مختلف، يخرج بنا من أجواء الـHaute Couture، لمناطق أخرى، هذا العام كانت منطقة الدراما هي صاحبة النصيب، في عرض Serkan Cura في أسبوع باريس Haute Couture لموسم ربيع وصيف 2014.
 
رغم أنه قدم مجموعة من التصميمات المختلفة، إلا أن الأقرب في عرض Cura أن نعتبره عرضاً مسرحياً وليس عرضاً للأزياء، أجواء الإضاءة وخشبة المسرح المنقسمة إلى مستويين، مع ماكياج العراضات الدراماتيكي، وحتى طريقة عرضهن بأداء مسرحي بعيداً عن قواعد عرض الأزياء الشهيرة، كل هذه العناصر دعمت الفكرة ووضحتها، حتى تجميعهن على الخشبة في نهاية العرض في تشكيل فني، إذن لم تكن الأزياء هي المحور الرئيسي، لكن هذا لا يمنع من إلقاء نظرة عليها.
 
اهتم Cura بالتطريز والريش بدرجة كبيرة، فلا يكاد يخلو تصميم من أيهما، والألوان كانت في أغلبها أحادية، حتى في التصميمات التي تتكون من أكثر من قطعة مختلفة الألوان، فتحمل كل واحدة لوناً مستقلاً، كما قدم تصميمات كاملة من الفراء، وتعامل مع الجسد باعتباره الخامة المكملة  لأزيائه.
 
إذا تعاملت مع العرض برؤية تقليدية، فإنك لن تستمتع كثيراً، أما إذا تركت لعلقك وروحك مساحة من التأمل، فإنك سترى مواطن جمال لا تدركها الأعين وحدها.
في ذلك الركن البعيد من الذاكرة، تقبع مجموعة من القصص الخيالية، قرأناها يومأ ونحن صغار، أو قصها علينا الكبار، وفي هذه القصص توجد أميرات وجميلات يرتدين أجمل الفساتين، وهذه الفساتين –في مخيلتنا- دوماً مبهرة رائعة، ولها مواصفات خاصة، كنا نظنها حبيسة أفكارنا وأحلامنا، حتى أطل علينا Zuhair Murad بعروضه الرائعة بشكل عام، وعرضه الأخير في أسبوع باريس Haute Couture لموسم ربيع وصيف 2014.
 
في هذا العرض منحنا Murad مجموعة من أجمل فساتين الأحلام كعادته، إلا أن هذا لم يجعله يخاصم الواقع، أو ينفصل عنه، فقدم أيضاً تصميمات عصرية للبذلة والتايور، وإذا حاولنا تصنيف هذا العرض، فإنه يمكن تقسيمه بسهولة وفقاً لمجموعات الألوان، فهناك مجموعة الأبيض الكريمي، والذهبي، والأسود بنقوشه، والوردي، والتركواز، والبنفسجي، وفي كل هذا تعلن خطوط ZuhairMurad عن نفسها بوضوح، سواء من خلال الأقمشة المفضلة لديه، مثل الدانتيل والحرير والتول والشيفون، أو من خلال التطريز الذي يبرع فيه ويمنحه نقطة تميز كبيرة، وهذه المرة كانت أحلام Murad تأتي على هيئة موجات، بعضها ذهبية، وأكثرها من الورود، وكلها في إطار من النعومة والأنوثة لا تخطئه عين.
 
الفساتين المنفوشة كانت محور العرض، سواء كانت طويلة أو قصيرة، مع حضور قوي للبنطلون أيضاً، ولم تغب اللمسة الإغريقية المفضلة عنده، بالأقمشة الملفوفة التي ترسم حدود الجسم، أو بالحزام الذهبي –الذي كان قاسماً مشتركاً في كل التصميمات- على هيئة ريشتان ترسمان حرف Z أو غصن الزيتون الشهير، أما التطريز فكان بالمجوهرات البراقة أو الترتر، أو الورود البارزة المنثورة على أغلب الفساتين، وخاصة فستان الزفاف الذي ختم به المجموعة، والمغطى بها بالكامل.
 
في النهاية يبقى السؤال، أي هذه التصميمات الرائعة سنراه قريباً على السجادة الحمراء؟ عن نفسي، أرشحها جميعاً، فهي تستحق.
ضرب Viktor Horsting وRolf Snoeren عصفورين بحجر واحد خلال عرضهما الأخير في المدينة الباريسية ضمن فعاليات أسبوع الأزياء الراقية لربيع وصيف 2014. فدار العرض Viktor & Rolf أطلق عطره الجديد Bonbon بلوحة إعلانية ضخمة خلفية للعطر الجديد في نهاية العرض، وقدمّ في الوقت نفسه عرضاً موسيقياً راقصاً غير مسبوق تمايلت فيه راقصات باليه حقيقيات تابعات للفرقة الهولندية كعارضات مع موسيقى بيانو، نقلن الحضور الى أجواء حالمة وجميلة وهادئة مع مجموعة بسيطة من حيث التصاميم والأقمشة المستعملة.  
 
كقطع فنية أطلّت راقصات الباليه بوقفتهن ومشيتهن المميزة على أطراف أصابع القدم بالباليرينا وبشعر كثيف على وجوهن، بتصاميم تنوعت فيها القصات الهائدة مع لوحات من اللون الوردي والأصفر الباهت.
 
الملابس جاءت قصيرة الى حد ما كالتنورة الفضفاضة مع الصدرية المطابقة القصيرة أو الفستان الخفيف. إستخدم المصصمان أيضا التنورة الطويلة بقصات هندسية متنوعة فكانت في بعض الأحيان جزءاً من الفستان بفتحات واسعة أو كقطع مركبّة غطتّ مناطق من الجسم. بعض الفراشات والعصافير والعقدات والأشرطة طبعت وزينّت على التصاميم، وكان الملفت في هذه المجموعة الجرأة في بعض القصات والألوان التي إعتمدها الممصمان كالـBodysuits بلون الجلد الشفاف والذي غشّ العيون باللون المشابه للون البشرة.
 
صحيح أن العرض لم يكن على قدر التوقعات ولا يليق بمناسبة كأسبوع الأزياء الراقية، إلا أن دار العرض إختار فكرة مميزة ومبتكرة لتحويل الأنظار اليه. 
منذ أسبوع ونحن نشاهد عروض الأزياء في أسبوع الخياطة الرفيعة في باريس، حيث قدم المصممون ابداعاتهم كٌل على طريقته الخاصة، حتى جاء اليوم الأخير الذي كان الكل ينتظره بترقب وشوق ليرى ماسيقدمه دار Ralph & Russo في أول عرض Haute-Couture لهم، وكونهم أول ماركة بريطانية تندرج ضمن البرنامج الرسمي لاتحاد Chambre Syndicale de la Haute Couture العريقة منذ قرن من الزمن! 
 
مجموعة رومنسية استطاعت أن تعيدنا الى العصر الذهبي للـHaute-Couture الذي كدنا أن ننسى عظمته ورونقه بعد أن اتجهت الموضة الى البساطة والعصرية واستطاعت أن تذكرنا بالمعنى الحقيقي للخياطة الرفيعة التي تجسدت بتصميمات مبتكرة متمثلة بتايورات باللون الأبيض افتتحت المجموعة مصنوعة من الكريب المطرز بدقة عالية جداً بزخرفات مستوحاة من الحديقة الفرنسية الخلابة Jardin à la Française، وبمجموعة من الفساتين الضيقة المفعمة بالأنوثة شُدّت بأحزمة التفت حول خصر العارضات محتفلة بالمرأة بكل عنفوانها، وفساتين كبيرة الحجم ذكرتنا بالحفلات الراقصة في قصور القصص الخرافية حيث تحولت كل عارضة فيها الى أميرة فائقة السحر والجمال. أما للتايورات حكاية أخرى حيث برهنت عن حرفية عالية وتمكُن من أدق التفاصيل، ان كان من الردائات القصيرة المُطرزة، أوالأكتاف البارزة المزينة بورود ربيعية منعشة، اوتنانير "البانسيل" الراقية. 
 
تنوعت الأقمشة بين كريب الحرير، الدانتيل، والشيفون والتول، وترجمت الى تصميمات مبتكرة تدرجت ألوانها بين الأبيض والأسود، الأزرق المغبرّ، الرمادي الباهت، والفضّي اللامع والزهري الشاحب. 
 
أما الشعر فقد صفف بتسريحة بسيطة للخلف وكذلك الماكياج الناعم الذي عبر عن رومنسية حالمة.
 
مجموعة مُبهرة ختم بها دار Ralph&Russo أسبوع الموضة للخياطة الراقية في باريس، وبدأ عصرا جديدا من الفتنة والابداع افتقدناه واشتقنا اليه... 
أن يكون لك موقف فهذا أمر جيد، أن تصر على الثبات على موقفك، فهذا أمر رائع، أن تتمكن من الإبداع من خلال هذا الموقف الثابت، فهذا هو تعريف القوة الحقيقية، وهذا هو -بالتأكيد- Rad Hourani، أحد الأعمدة الرئيسية في أسبوع باريس Haute Couture، لموسم ربيع وصيف 2014.
 
يختلف Hourani عمّن حوله من كبار المصممين، فله رؤية فلسفية متميزة، يصر على تقديمها دوماً، والغريب أنه يجد مجالاً للإبداع من خلال هذه الرؤية. يرى Hourani أن الجمال صفة مطلقة، لا تخص المرأة وحدها، ولكنها تتوفر للعنصر البشري بنوعيه، فنجد دوماً أن عروضه تجمع النساء والرجال، وأن تصميماته مطلقة، تصلح للجنسين، فنجد رجالاً يرتدون التنانير، ونساء يرتدين البنطلونات، والعكس أيضاً صحيح، ولا يمكننا هنا أن نطلق على القطع مسمياتها العادية، فالتنانير ليست كذلك، هي في الأغلب قطع من الأقمشة المسدلة، بخطوطه الحادة الشهيرة، والفساتين أيضاً هي مجموعة من الأقمشة المركبة فوق بعضها بشكل هندسي.
 
إلا أنه هذه المرة تميز ببعض المرونة بعيداً عن قصاته الحادة، فمنح التصميمات بعض الخطوط الدائرية من دون إفراط، لكنه حافظ على أقمشته القطنية القوية، مع بعض الجلد، واكتفى هذه المرة باللون الأسود عنواناً لمجموعته لا يغادره.
 
أما الاكسسوارات، فلم تزد عن الأحزمة المعدنية السوداء، سواء كانت عريضة أو رفيعة، وبعض اليايات (السوست) غير الملفتة، وقليل من الكشكشة.
هي:  أريج عراق
 
في عالم يغلي بالتوترات في أركانه الأربعة، تحولت البهجة إلى عملة نادرة، نبحث عنها في كل مكان ومناسبة، ونقتنص أي فرصة لنسمح لها بدخول حياتنا، لهذا فإن صناعة البهجة لم تعد أمراً عادياً يمر مرور الكرام، بل أصبحت حدثاً يستحق الاحتفاء، وفي مجموعة Louis Vuitton Cruise 2014، استطاعت الدار شديدة العراقة، أن تدخل البهجة على قلوب كل من تابع العرض، بهذه التشكيلة الكبيرة من كافة الألوان الزاهية.
 
كل الألوان بكل درجاتها، خصوصاً الزاهي منها، كان حاضراً، من الأصفر للأحمر للأزرق والأخضر والبني... إلخ، مع الحرص على وجود الأسود من دون كثافة لضبط الموازين بين الألوان لا أكثر، أما الإبداع الحقيقي فكان في كيفية الجمع بين هذه الألوان وبعضها، فرأينا الأصفر مع الأحمر مع الفضي، كذلك الأزرق مع الوردي، والأحمر مع الوردي، والطوبي مع الأصفر والأخضر، والبرتقالي مع الأصفر والأزرق، وهكذا، بينما لعبت النقوشات دوراً كبيراً في استثمار هذا المهرجان من الألوان، فتنوعت وتباينت من الخطوط المستوية إلى المموجة، ومن فروع الأشجار إلى الوردات الكبيرة.
 
الأقمشة أيضاً كان لها حظها من الاهتمام في هذه المجموعة الكبيرة، فكانت خليطاً ضم الكثير من أنواعها المختلفة، من الشيفون إلى الدانتيل، ومن الصوف إلى الجلد والفراء، ومن الجاكار إلى المخمل والحرير، ولم تخرج التصميمات عن السياق نفسه، فظهرت البنطلونات والفساتين الطويلة والقصيرة، والمعاطف بأشكال مختلفة... 
 
باختصار، فإن كل ما تبحثين عنه ويناسب ذوقك، ستجدينه هنا في مجموعة Louis Vuitton Cruise 2014، ولكن مع كثير من البهجة.
في زحام الفساتين الرائعة، والأفكار المميزة ولكن في نفس الإطار، نحتاج لبرهة من الوقت لنلتقط أنفاسنا، ونعيد التأمل، من خلال عرض مختلف، يخرج بنا من أجواء الـHaute Couture، لمناطق أخرى، هذا العام كانت منطقة الدراما هي صاحبة النصيب، في عرض Serkan Cura في أسبوع باريس Haute Couture لموسم ربيع وصيف 2014.
 
رغم أنه قدم مجموعة من التصميمات المختلفة، إلا أن الأقرب في عرض Cura أن نعتبره عرضاً مسرحياً وليس عرضاً للأزياء، أجواء الإضاءة وخشبة المسرح المنقسمة إلى مستويين، مع ماكياج العراضات الدراماتيكي، وحتى طريقة عرضهن بأداء مسرحي بعيداً عن قواعد عرض الأزياء الشهيرة، كل هذه العناصر دعمت الفكرة ووضحتها، حتى تجميعهن على الخشبة في نهاية العرض في تشكيل فني، إذن لم تكن الأزياء هي المحور الرئيسي، لكن هذا لا يمنع من إلقاء نظرة عليها.
 
اهتم Cura بالتطريز والريش بدرجة كبيرة، فلا يكاد يخلو تصميم من أيهما، والألوان كانت في أغلبها أحادية، حتى في التصميمات التي تتكون من أكثر من قطعة مختلفة الألوان، فتحمل كل واحدة لوناً مستقلاً، كما قدم تصميمات كاملة من الفراء، وتعامل مع الجسد باعتباره الخامة المكملة  لأزيائه.
 
إذا تعاملت مع العرض برؤية تقليدية، فإنك لن تستمتع كثيراً، أما إذا تركت لعلقك وروحك مساحة من التأمل، فإنك سترى مواطن جمال لا تدركها الأعين وحدها.
في ذلك الركن البعيد من الذاكرة، تقبع مجموعة من القصص الخيالية، قرأناها يومأ ونحن صغار، أو قصها علينا الكبار، وفي هذه القصص توجد أميرات وجميلات يرتدين أجمل الفساتين، وهذه الفساتين –في مخيلتنا- دوماً مبهرة رائعة، ولها مواصفات خاصة، كنا نظنها حبيسة أفكارنا وأحلامنا، حتى أطل علينا Zuhair Murad بعروضه الرائعة بشكل عام، وعرضه الأخير في أسبوع باريس Haute Couture لموسم ربيع وصيف 2014.
 
في هذا العرض منحنا Murad مجموعة من أجمل فساتين الأحلام كعادته، إلا أن هذا لم يجعله يخاصم الواقع، أو ينفصل عنه، فقدم أيضاً تصميمات عصرية للبذلة والتايور، وإذا حاولنا تصنيف هذا العرض، فإنه يمكن تقسيمه بسهولة وفقاً لمجموعات الألوان، فهناك مجموعة الأبيض الكريمي، والذهبي، والأسود بنقوشه، والوردي، والتركواز، والبنفسجي، وفي كل هذا تعلن خطوط ZuhairMurad عن نفسها بوضوح، سواء من خلال الأقمشة المفضلة لديه، مثل الدانتيل والحرير والتول والشيفون، أو من خلال التطريز الذي يبرع فيه ويمنحه نقطة تميز كبيرة، وهذه المرة كانت أحلام Murad تأتي على هيئة موجات، بعضها ذهبية، وأكثرها من الورود، وكلها في إطار من النعومة والأنوثة لا تخطئه عين.
 
الفساتين المنفوشة كانت محور العرض، سواء كانت طويلة أو قصيرة، مع حضور قوي للبنطلون أيضاً، ولم تغب اللمسة الإغريقية المفضلة عنده، بالأقمشة الملفوفة التي ترسم حدود الجسم، أو بالحزام الذهبي –الذي كان قاسماً مشتركاً في كل التصميمات- على هيئة ريشتان ترسمان حرف Z أو غصن الزيتون الشهير، أما التطريز فكان بالمجوهرات البراقة أو الترتر، أو الورود البارزة المنثورة على أغلب الفساتين، وخاصة فستان الزفاف الذي ختم به المجموعة، والمغطى بها بالكامل.
 
في النهاية يبقى السؤال، أي هذه التصميمات الرائعة سنراه قريباً على السجادة الحمراء؟ عن نفسي، أرشحها جميعاً، فهي تستحق.
ضرب Viktor Horsting وRolf Snoeren عصفورين بحجر واحد خلال عرضهما الأخير في المدينة الباريسية ضمن فعاليات أسبوع الأزياء الراقية لربيع وصيف 2014. فدار العرض Viktor & Rolf أطلق عطره الجديد Bonbon بلوحة إعلانية ضخمة خلفية للعطر الجديد في نهاية العرض، وقدمّ في الوقت نفسه عرضاً موسيقياً راقصاً غير مسبوق تمايلت فيه راقصات باليه حقيقيات تابعات للفرقة الهولندية كعارضات مع موسيقى بيانو، نقلن الحضور الى أجواء حالمة وجميلة وهادئة مع مجموعة بسيطة من حيث التصاميم والأقمشة المستعملة.  
 
كقطع فنية أطلّت راقصات الباليه بوقفتهن ومشيتهن المميزة على أطراف أصابع القدم بالباليرينا وبشعر كثيف على وجوهن، بتصاميم تنوعت فيها القصات الهائدة مع لوحات من اللون الوردي والأصفر الباهت.
 
الملابس جاءت قصيرة الى حد ما كالتنورة الفضفاضة مع الصدرية المطابقة القصيرة أو الفستان الخفيف. إستخدم المصصمان أيضا التنورة الطويلة بقصات هندسية متنوعة فكانت في بعض الأحيان جزءاً من الفستان بفتحات واسعة أو كقطع مركبّة غطتّ مناطق من الجسم. بعض الفراشات والعصافير والعقدات والأشرطة طبعت وزينّت على التصاميم، وكان الملفت في هذه المجموعة الجرأة في بعض القصات والألوان التي إعتمدها الممصمان كالـBodysuits بلون الجلد الشفاف والذي غشّ العيون باللون المشابه للون البشرة.
 
صحيح أن العرض لم يكن على قدر التوقعات ولا يليق بمناسبة كأسبوع الأزياء الراقية، إلا أن دار العرض إختار فكرة مميزة ومبتكرة لتحويل الأنظار اليه. 
منذ أسبوع ونحن نشاهد عروض الأزياء في أسبوع الخياطة الرفيعة في باريس، حيث قدم المصممون ابداعاتهم كٌل على طريقته الخاصة، حتى جاء اليوم الأخير الذي كان الكل ينتظره بترقب وشوق ليرى ماسيقدمه دار Ralph & Russo في أول عرض Haute-Couture لهم، وكونهم أول ماركة بريطانية تندرج ضمن البرنامج الرسمي لاتحاد Chambre Syndicale de la Haute Couture العريقة منذ قرن من الزمن! 
 
مجموعة رومنسية استطاعت أن تعيدنا الى العصر الذهبي للـHaute-Couture الذي كدنا أن ننسى عظمته ورونقه بعد أن اتجهت الموضة الى البساطة والعصرية واستطاعت أن تذكرنا بالمعنى الحقيقي للخياطة الرفيعة التي تجسدت بتصميمات مبتكرة متمثلة بتايورات باللون الأبيض افتتحت المجموعة مصنوعة من الكريب المطرز بدقة عالية جداً بزخرفات مستوحاة من الحديقة الفرنسية الخلابة Jardin à la Française، وبمجموعة من الفساتين الضيقة المفعمة بالأنوثة شُدّت بأحزمة التفت حول خصر العارضات محتفلة بالمرأة بكل عنفوانها، وفساتين كبيرة الحجم ذكرتنا بالحفلات الراقصة في قصور القصص الخرافية حيث تحولت كل عارضة فيها الى أميرة فائقة السحر والجمال. أما للتايورات حكاية أخرى حيث برهنت عن حرفية عالية وتمكُن من أدق التفاصيل، ان كان من الردائات القصيرة المُطرزة، أوالأكتاف البارزة المزينة بورود ربيعية منعشة، اوتنانير "البانسيل" الراقية. 
 
تنوعت الأقمشة بين كريب الحرير، الدانتيل، والشيفون والتول، وترجمت الى تصميمات مبتكرة تدرجت ألوانها بين الأبيض والأسود، الأزرق المغبرّ، الرمادي الباهت، والفضّي اللامع والزهري الشاحب. 
 
أما الشعر فقد صفف بتسريحة بسيطة للخلف وكذلك الماكياج الناعم الذي عبر عن رومنسية حالمة.
 
مجموعة مُبهرة ختم بها دار Ralph&Russo أسبوع الموضة للخياطة الراقية في باريس، وبدأ عصرا جديدا من الفتنة والابداع افتقدناه واشتقنا اليه... 
أن يكون لك موقف فهذا أمر جيد، أن تصر على الثبات على موقفك، فهذا أمر رائع، أن تتمكن من الإبداع من خلال هذا الموقف الثابت، فهذا هو تعريف القوة الحقيقية، وهذا هو -بالتأكيد- Rad Hourani، أحد الأعمدة الرئيسية في أسبوع باريس Haute Couture، لموسم ربيع وصيف 2014.
 
يختلف Hourani عمّن حوله من كبار المصممين، فله رؤية فلسفية متميزة، يصر على تقديمها دوماً، والغريب أنه يجد مجالاً للإبداع من خلال هذه الرؤية. يرى Hourani أن الجمال صفة مطلقة، لا تخص المرأة وحدها، ولكنها تتوفر للعنصر البشري بنوعيه، فنجد دوماً أن عروضه تجمع النساء والرجال، وأن تصميماته مطلقة، تصلح للجنسين، فنجد رجالاً يرتدون التنانير، ونساء يرتدين البنطلونات، والعكس أيضاً صحيح، ولا يمكننا هنا أن نطلق على القطع مسمياتها العادية، فالتنانير ليست كذلك، هي في الأغلب قطع من الأقمشة المسدلة، بخطوطه الحادة الشهيرة، والفساتين أيضاً هي مجموعة من الأقمشة المركبة فوق بعضها بشكل هندسي.
 
إلا أنه هذه المرة تميز ببعض المرونة بعيداً عن قصاته الحادة، فمنح التصميمات بعض الخطوط الدائرية من دون إفراط، لكنه حافظ على أقمشته القطنية القوية، مع بعض الجلد، واكتفى هذه المرة باللون الأسود عنواناً لمجموعته لا يغادره.
 
أما الاكسسوارات، فلم تزد عن الأحزمة المعدنية السوداء، سواء كانت عريضة أو رفيعة، وبعض اليايات (السوست) غير الملفتة، وقليل من الكشكشة.