Franca Sozzani رئيسة تحرير Vogue الإيطالية تشيد بـ هي

مدير التحرير عدنان الكاتب التقاها في مكتبها بمدينة ميلانو

Franca Sozzani  رئيسة تحرير Vogue الإيطالية تشيد بـ"هي"

ميلانو: عدنان الكاتب Adnan ALkateb

يعلم الكثيرون وخصوصا من هم في مواقع القرار والمسؤولية ماذا يعني منصب "رئيس تحرير"، لكن من يعملون في عالم الصحافة يعرفون أكثر أهمية هذا المنصب وماذا يعنيه خصوصا في المطبوعات العالمية الواسعة الانتشار، ومن هنا تأتي أهمية الحديث عن لقائي مع "فرانكا سوزاني"Franca Sozzani  رئيسة تحرير "فوغ" Vogue الإيطالية التي تعتبر من أهم رؤساء التحرير في العالم وأكثرهم نفوذا وتأثيرا في عالم الموضة والجمال، ويضعها الكثير من النقاد والمشاهير جنبا إلى جنب مع آنا وينتور، رئيسة تحرير "فوغ" الأمريكية.

في الطابق الثالث من بناء فخم وعريق وسط مدينة ميلانو الإيطالية، يقع مكتبها المتواضع قياسا بمكاتب رؤساء تحرير صحف ومجلات أقل شأنا، وإليه انتقلنا بعد اجتماع في قاعة كبيرة ضمت العديد من ممثلي وسائل الإعلام للاطلاع عن قرب على الاستعدادات الجارية لـ "تجربة الموضة من فوغ" التي يستضيفها "دبي مول" في أكتوبر المقبل.

الجلسة الخاصة كانت مميزة جدا، واستمتعت وأنا أستمع إلى تجاربها الناجحة والغنية جدا بالتنوع، ففرانكا سوزاني المبدعة المتفتحة، البيضاء البشرة، المولودة في شمال إيطاليا، شاهدة حية على أكثر من ربع قرن في مجال الموضة الأوروبية والعالمية.

 فرانكا بدت عن قرب أنيقة بفستانها الأبيض البسيط وشعرها الذهبي المتموج الطويل، وعينيها الزرقاوين، ولاحظت أنها نحيفة وصغيرة الحجم، لكن شخصيتها قوية جدا وبسيطة جدا، وفي الوقت نفسه واثقة جدا من نفسها، وسعيدة ومتفاخرة بإنجازاتها.

 خلال لقائي مع هذه الصحفية المميزة التي تترأس "فوغ" الإيطالية منذ عام 1988 حرصت على معرفة رأيها بمجلة "هي"، وقدمت لها أربع نسخ من أعداد مختلفة، ونقلت لها تحيات رئيسة التحرير وأسرة التحرير، وشرحت لها عن مراحل وطبيعة العمل وتفاصيل رحلة النجاح المستمرة منذ أكثر من عشرين عاما، وكيف تحافظ "هي" على موقعها كأفضل مجلة عربية شهرية لنخبة النساء العربيات، وكم كنت سعيدا وأنا أستمع منها إلى كلمات الإعجاب والإشادة بما تحتوية "هي" وبطباعتها الراقية، كما كنت سعيدا بالإجابة عن كل تساؤلاتها وهي تتصفح المجلة، وتتوقف طويلا عند صفحات الموضة والجمال التي أبدت إعجابا شديدا بها، خصوصا عندما علمت أننا نجري معظم عمليات التصوير الخاصة بالأزياء في باريس ولندن على أيدي مصورين عالميين، وقد سألتني عن بعضهم، وقالت إنها من أكبر الداعمين للمصورين الصاعدين، ومن أكثر المهتمين بهم وبتدريبهم، وفتح صفحات مجلتها أمامهم.

 والمعروف عن فرانكا أنها تدعم مشاريع الموضة حول العالم، وخصوصا تلك المرتبطة بأعمال إنسانية واجتماعية، ولهذا تدعم مشروع "تجربة الموضة من فوغ" بالتعاون مع "دبي مول"، والذي يعود ريعه لدعم مؤسسة "دبي العطاء" الخيرية، كما دعمت باعتبارها سفيرة النوايا الحسنة مشروع "الموضة من أجل التنمية" في أفريقيا لمساعدة صغار المصممين الأفارقة في عرض منتجاتهم، وخلق فرص عمل لهم ولغيرهم، ويعتبر هذا المشروعا نموذجا عالميا يسعى إلى تحقيق أهداف التنمية في الألفية الجديدة التي طرحتها مبادرة للأمم المتحدة، ومعروف عنها أيضا عدم تأييدها لموضة العارضات النحيفات التي اجتاحت منصات عروض الأزياء، كما حاربت بقوة فكرة الاعتماد على عارضات شقراوات وبيضاوات ونجحت في تسليط الضوء على السمراوات وحرصت على حصولهن على فرص متساوية في عروض الأزياء وشجعت المصممين العالميين على ذلك.