هي تكشف أسرار تاج ملكة جمــال العالم

خاص: هي

في حفل ضخم  شهده أكثر من مليار شخص تربعت على العرش العالمي ملكة جمال الصين يو وينشيا، وقد مثلت كل  حسناء بلدها ولكن ليس الجمال وحده مقياس الاختيار بل على الفائزة أن تكون ذات شخصية مميزة وسريعة البديهة فهي تخضع لامتحان قصير وسريع من قبل لجنة المحكمين.

"هي" تسلط الأضواء على التاج الذي يعتلي رأس الفائزة طيلة عام كامل، كلما ظهرت في مناسبة رسمية وتنشر الصور في جميع أنحاء العالم. هذا التاج هو لغز له قصة. فمن هو صانعه وماذا يدخل في تركيبه ومتى صنع؟ مهما بحثتي على شبكة الانترنت فلن تجدي الاجابة على هذه الأسئلة لذلك "هي" تحدثت مع صائغه وكشفت أسراره..

التاج ملفت في تصميمه وحجمه وألوانه، ولا يشابه غيره من تيجان الجمال (مثل تاج ملكة جمال الكون مثلا).

لنصل الى التاج الأزرق المعتمد اليوم لا بد أن نعود الى تاريخ المسابقة، فقد بدأت في عام 1951 في مهرجان بريطانيا، وشهدت هذه المسابقة منذ البداية نجاحا باهرا اذ فاق عدد متابعيها عدد متابعي البطولات العالمية مثل الأولمبياد وكأس العالم لكرة القدم. وقد اكتسبت شعبية مع مرور السنين، اذ يفوق عدد مشاهديها المليارا مشاهد حول العالم. أما التاج الذي تعرف به الفائزة اليوم، فقد اعتلى رأس "ملكة الجمال" لأول مرة في عام 1979 (كانت آنذاك جينا سواينسن من برمودا)، وقد سبقه عدة تيجان اختلفت أشكالها وتصاميمها وأحجامها من سنة الى سنة أخرى.

مع تزايد شعبية هذه المنافسة، ارتأت الهيئة المنظمة أن يكون لحاملة اللقب تاجا فاخرا يعرف حال رؤيته. وهكذا مع اقتراب الدورة الثلاثين باشر المنظمون بالبحث عن صائغ لامع توكل اليه هذه المهمة. ولعبت الصدفة دورها حيث تعرف المنظم "اريك مورلي" على الصائغ البريطاني الشاب "دايفيد موريس" David Morris  في احدى المناسبات الاجتماعية فوجد فيه ضالته. كان "دايفيد موريس" من ألمع الأسماء في عالم الصاغة البريطانيين، وكان قد نال عدة جوائز عالمية عن تصاميمه. الا أن قبوله هذه المهمة يمكن اعتباره نقلة نوعية في مسيرته المهنية، فهو يعرف، حتى اليوم، بصياغته لأجمل وأرقى المجوهرات معتمدا أثمن الجواهر والمعادن الثمينة.

وذلك أن هذا التاج، كان لا بد أن يصنع من أحجار شبه كريمة وليس من أثمن الجواهر التي اعتاد دايفيد صياغتها، وذلك لأسباب أمنية وعملية. فإن كان باهظ الثمن لتعذر على الهيئة المنظمة تأمينه ونقله بسهولة من بلد الى آخر وصعب على الفائزة التزين به في المناسبات خلال العام.

قيمته في تاريخه

يتذكر "دايفيد موريس" قصته مع التاج قائلا: "اعطيت الحرية التامة في التصميم، وفكرت مليا عند اختيار الشكل والألوان. وبما أنني لم أستطع استخدام الجواهر مثل الزمرد والياقوت، قررت أن استخدم حجري التركواز واللابيس لازولي وأن أركز على اللون الأزرق فهو جذاب يتناغم مع البشرة البيضاء والسمراء وبالتالي يناسب الفائزة من أي بلد كانت. واذا نظرنا الى لغة الألوان ورمزيتها لوجدنا أنه ايجابي في جميع الحضارات ويرمز عادة الى التفاؤل والاخلاص. أما الشكل فأردت أن يكون فخما يليق بملكة فوصلت الى التصميم الذي ترونه اليوم".

وقد استغرقت صياغته نحو ستة أشهر، حيث انصرف أمهر حرفيي الدار للعمل عليه في وسط العاصمة البريطانية. ويقول دايفيد: "قد لا تكون مكوناته أثمن الأحجار والمعادن لكن قيمته المعنوية والتاريخية ضخمة فقد توج رأس أجمل جميلات العالم منذ 34 عاما، وهو في هذا العام سيتوج الفائزة في الدورة 62 لهذه المنافسة.