صيحات مميّزة لفتتنا من موسم خريف 2023
إعداد: HEBA NOUMAN
A WHITE SHIRT DAY
يذكّرني القميص الأبيض دائما بصورة الأب الذاهب إلى عمله في ملابسه الرسمية، أو بالقميص المدرسي الذي أرغمتُ على ارتدائه يوميا ضمن زيّ المدرسة الابتدائية.
لهذا الموسم، دفع المصممون بالقميص الأبيض إلى حدود جديدة، واقترحوا علينا أفكارا منعشة لارتداء إحدى ركائز خزاناتنا التي نحبّها. هكذا صار القميص قطعة تضفي أناقة فورية، بعد أن ارتقى المصممون بخصائصه الرسمية والكلاسيكية إلى أقصى حد. لدى "فالنتينو" و"ديور"، كانت ربطة العنق جزءا من الإطلالة، حاملة إليها مزاجا ذكوريا. وعلى خشبة عرض "دولتشي أند غابانا"، التقت القمصان الصارمة البنية بأقصر التصاميم؛ فيما أظهرت "سيمون روشا" تعددية استعمال هذه القطعة الكلاسيكية وتوافقها مع أذواق نساء مختلفات، وترجمتها إلى فساتين مصممة على شكل قمصان واسعة وفضفاضة. أما دار "برادا"، فقدّمت قمصانا ذات جيوب، واختارت أن تطيلها لتحوّلها إلى فساتين ماكسي، في نسخة سلسة ومنسابة من الفستان الكلاسيكي بتصميم القميص. وعادت المصممة "سارة بورتون" لدى "ألكساندر ماكوين" إلى بداية حكاية الدار ومؤسسها الراحل على شارع "سافيل رو" الشهير، فأطلقت قصات خالدة الأناقة ومفعمة بلمسة عصرية. أخيرا، إن التنسيق المبسّط والمتمم بقطعة سهلة ترمينها فوق كتفيك، يرسّخ مكانة القميص الأبيض الموثوق به ويؤكّد أنه القطعة المفضّلة التي نريد الاستثمار فيها اليوم.














LEATHER LOOK
لو اضطررنا إلى تحديد مادّة واحدة يجب التركيز عليها في الموسم المقبل، لقلنا الجلد. من قمصان "لويفي"، إلى التنانير في مجموعة "جيفنشي"، والفساتين الزبدية النعومة عند "بوتيغا"، هيمن الجلد الفاخر في عواصم الموضة الأربع، ولم يبدُ يوما قابلا للارتداء كما هو اليوم. لدى دار "لويفي"، غاص المدير الإبداعي "جوناثان أندرسون" في إرث الدار وحكايتها مع الجلد المترف، ليمنح القطع المنفصلة لمسة راقية؛ فيما عبّرت الفساتين المسائية على خشبة عرض "ألكساندر ماكوين" عن مزاج جريء ينبع من اللون الأحمر السقلاتي. أعلني حبّك لصيحة الجلد مع ترانشكوت "شانيل" الأسود والمزيّن بورود ثلاثية الأبعاد، أو مع القطعتين المرقّعتين من "كوتش" لإطلالة تلمّح إلى الماضي.













WORKING GIRL
مع أنماط العيش الجديدة وأنظمة العمل المختلطة، نبحث عن حلول سهلة وطرق لا تتطلّب أي جهد حين يتعلّق الأمر بإطلالاتنا خارج أوقات العمل. أنا مثلا أتنقّل يوميا بين المكتب وبوابة المدرسة، مركّزة دائما على إيجاد التوازن المناسب في أسلوب أزيائي. لإطلالة تلائم المكتب وفي الوقت نفسه تصبح فورا غير صارمة أو رسمية، اجمعي السراويل الدقيقة القصّات بالقطع المحبوكة وقمصان التي-شيرت المترهّلة، وتممي زيّك مع حذاء رياضي (الخيار الذي ألجأ إليه في معظم الأحيان هو حذاء "إير ماكس ٩٠" من "نايكي").
لا شك في أن خزانة العمل التي بسّطناها وأدخلنا إليها عامل الراحة قد أيقظت في مخيلات المصممين حنينا إلى العصر الذهبي للبذلات الرسمية. لمّح "أنطوني فاكاريلو" لدى "سان لوران" إلى شخصيتي الممثلتين "ميلاني غريفيث" و"سيغورني ويفر" في الفيلم الأيقوني "الفتاة العاملة" WORKING GIRL الذي صدر في عام ١٩٨٨، ولا شكّ في أنه استوحى من أزيائهما بذلاته الأنيقة، وأعاد تصوّر المبالغة العائدة إلى الثمانينيات، خصوصا مع الأكتاف الضخمة. إضافة إلى ذلك، نظر "فاكاريلو" نظرة جديدة إلى بذلة التنورة الكلاسيكية الراسخة في إرث الدار، فقدّم بذلات راقية مصنوعة من أقمشة نجدها عادة في الملابس الرجالية ومنسّقة مع قمصان تي-شيرت بسيطة وأحذية أنيقة بأربطة خلفية عند الكاحل، في إطلالات منعشة ومتجددة وملهمة.
وقد حذت حذوه دور أخرى مثل "ستيلا مكارتني" و"غوتشي" و"ألكساندر ماكوين"، مع تصاميم ستدعم كل خطوة تخطينها في أرجاء المكتب بالجرأة والثقة. جدّدي ملابس دوام العمل، واصقليها هذا الموسم مع سترة البليزر المزدوجة الصدر من "ستيلا مكارتني"، أو جرّبي البذلات الفضفاضة الملونة بدرجة البسكويت الفاتحة من "سبورتماكس" لتأثير رجالي بعض الشيء. عموما، فكّري في مفهوم "أزياء القوّة"، لكن تخيّليها لجيل جديد.










