تقاليد تيفاني خلال موسم مناسبات نهاية العام

يخبّئ موسم مناسبات نهاية العام أفراحاً لا حدود لها، تختلط مع ذكريات جميلة، تزّينها تقاليد عزيزة تطورت على مدى 178 عاماً هو عمر شركة تيفاني وشركاه.
 
في مدينة نيويورك، في الجادة الخامسة، الشارع السابع والخمسين، حظي الركن بشهرته باعتباره متجر تيفاني الرئيسي، يستعد المصممين للكشف السنوي عن الواجهات، والذي يصادف بداية موسم تبادل الهدايا. تحكي هذه الواجهات قصصاً تعبّر عن روعة إبداعات تيفاني، وتوجّه دعوة مفتوحة لدخول عالم سحري يروي حكاية أو يصف حلماً، أو يعبّر عن يوم عطلة في نيويورك، أو يصوّر العائلات المجتمعة حول الشجرة.
 
ويعود الفضل إلى تشارلز تيفاني، الذي أسس الشركة في العام 1837، في بدأهذا التقليد المفعم بالدهشة. فباعتباره الصائغ الأول في نيويورك، ارتبط إلى الأبد مع صعود نجم المدينة كعاصمة عالمية للتألقوالرقي، ولأول طبقة أثرياء في أمريكا. ولم تقتصر عائلات مؤسسي الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك أستور، ومورغان، وفاندربيلت، على شراء الماس الرائع من السيد تيفاني، بل وكذلك أطباق الذهب والفضة، وأطقم الشاي والقهوة، والشمعدانات، والكريستال،وأطقم تقديم الطعام الأنيقة، لأمسيات عشاء أعيادهموحفلاتهم.
 
التقط تيفاني مغزى هذه الفترة المعروفة باسم العصر الذهبي، وعبّر عنها في واجهات الأعياد التي أعادت صياغة معالم شوارع نيويورك في القرن التاسع عشر تحت السماء المليئة بالنجوم. ملامح نراها من نوافذ الدار صوّرت عشاء أنيقاً، وأزواجاً يرقصون ويتبادلون هدايا ملفوفة بلون أزرق تيفانيTiffany Blue، وأطفال يلعبونبألعابهم الجديدة.
 
واكبت هذه السيناريوهات الخلابة معايير الإبداع التي وضعها جين مور (1910-1998)، مصمم واجهات تيفاني الأسطوري. كان يجري تفصيل واجهات تيفاني بما يلائم فنّه، وهذا ما شهده العالم منذ أن أزيح الستار عن إبداعاته التي استمرت لأربعين عاماً، ابتداء من العام 1955. تضمّنت تجربة مور تصميم مجموعات وأزياء للباليه والمسرح، وموهبةًفي الدعابة والتعليقات اللاذعة على الفن والثقافة، بلغت ذروتها في مهرجان بصري من الطرافة والسحر. وقد تشارك مور في هذا مع خيرة الحرفيين وأشهر الفنانين في خمسينيات القرن العشرين.
 
عرف سكان نيويورك ذلك الوقت أن يتوقّعوا ما هو غير متوقع في واجهات مور للأعياد: أوركسترا من الذهب وحيوانات مطلية بالمينا، وكؤوس الشمبانيا تتوازن على قرون الرنة، ورجل ثلج مصنوع من البوشار، وبابانويل يصطاد بروشات جان شلمبرجير المستوحاة من البحر. كما يبرع مور بالتقاليد: مساعدو بابا نويل يصنعون دمية حصان، وبيوت كعكة زنجبيل حقيقيةتسكنها دمى خشبية ملونة، ومشاهد ريفية لقرويين يحضرون إلى منزلهم شجرة في عربة تجرها خيول. إنّ أرشيف مور موضوعٌ اليوم في المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي لمؤسسة سميثسونيان.
 
في العام 2015 تكشف واجهات تيفاني النقاب عن تراث فاخر وسط مشاهد شتوية مستوحاة من المسارح المصغرة في القرن التاسع عشر. القوس المزخرف لخشبة المسرح يؤطّر مناظر طبيعية لحكاية خرافية في لوحة من أزرق تيفاني Tiffany Blue وبياض الشتاء. قصر مغطىً بالثلوج، وأجنحة وسلالم ضخمة تتألق بالمجوهرات، ومزلقة أنيقة تليق بالملكات تنزلق إلى عمق الغابات، حيث أيّل أبيض عظيم تحيط به أشجار التنوب المحملة بالكنوز.
 
وتمتدّ هذا الأبهة والفخامة لتشمل احتفالات تيفاني العامة في جميع أنحاء العالم. فلعدة سنوات، حوّلت تيفاني المتنزّه والفناء في مركز تسوق 1881 Heritage في هونغ كونغ إلى أرض عجائب شتوية، تتساقط فيها الثلوج، وتعكس إسقاطات الضوء أفق مدينة نيويورك،مع مشاهد جميلة تؤديها جوقة أطفال من مدرسة ليتل للموسيقى التي تدعمها تيفاني من خلال مؤسسة الأمل التعليمية. وفي العام 2010، صممت تيفاني شجرة العيد في ساحة الدومو في ميلانو. في قاعدة الشجرة، بنى الصائغ بوتيكاً فسيحاً مستوحى من صندوق Tiffany Blue Box®.