أحكام قصاص تبرَد نار السعوديات

يغلب على طابع النساء الرقة والنعومة، ولا يملن بطبيعتهن إلى تأييد أحكام القصاص، ولكن عندما تشتعل نيران الغضب في قلوبهن فلن يبردها أو يطفئها سوى تنفيذ تلك الأحكام.
 
وقد أشعلت العديد من الحوادث خلال السنوات الأخيرة من قبل عاملات منزليات النيران في قلوب السعوديات، فانتظرن بفارغ الصبر تنفيذ الحكم العادل والعقاب الشرعي في حق بعض العاملات اللاتي تجردن من الإنسانية والرحمة.
 
وكانت في مقدمة هذه الحوادث والتي أثارت الرأي العام وهزت الأوساط الاجتماعية السعودية، وأشعلت النار في قلوب السعوديات تحديداً، قصة العاملة الإندونيسية التي قتلت كفيلتها بعد أن عذبتها، وتلك العاملة التي قتلت الطفلة "تالا"، وقد آن الأوان للقصاص من هاتين العاملتين... 
 
العاملة التي قتلت كفيلتها
نفذت وزارة الداخلية، أمس الثلاثاء حكم القتل قصاصاً في العاملة المنزلية الإندونيسية بالمدينة المنورة التي كانت قد أقدمت على قتل (كفيلتها) السيدة السعودية، وذلك بطعنها بسكين عدة طعنات وضربها بغلاية الماء على رأسها وسكب الماء الحار عليها، ثم رشّ وجهها بالمبيد الحشري، وبعد وفاتها أدخلتها في كيس وسحبتها ووضعتها بالحمام، وقد أسفر التحقيق معها عن توجيه الاتهام إليها بارتكاب جريمتها، وبإحالتها إلى المحكمة العامة، صدر بحقها الصك الشرعي الذي يقضي بثبوت ما نسب إليها شرعاً، والحكم عليها بالقتل قصاصاً، وهو ما تم تنفيذه بالفعل.
 
العاملة التي قتلت الطفلة "تالا"
من المتوقع تنفيذ حكم القتل قصاصاً بحق العاملة المنزلية الإندونيسية التي تدعى "كارتي"، نهاية الأسبوع المقبل، وهي العاملة التي أدينت بقتل الطفلة تالا الشهري، قبل ما يقارب الثلاثة أعوام في محافظة ينبع.
 
وكانت المحكمة الشرعية في ينبع، قد أصدرت حكماً قبل سنتين، بالقتل قصاصاً للعاملة المذكورة، وسجنها 8 أشهر وجلدها 200 جلدة، لقتلها الطفلة "تالا" ومحاولتها الإنتحار بعد تنفيذ جريمتها.
 
وكانت فاجعة مقتل الطفلة "تالا" قد هزت الأوساط الاجتماعية والسعوديات تحديداً جراء شناعة الجرم والطريقة التي قتلت بها، حيث ذبحتها العاملة بساطور، وهي نائمة في وقت غياب أفراد الأسرة عن المنزل لوجودهم في أعمالهم والمدارس.
 
علماً بأن الجريمة قد شهدت أحداثًا مختلفة في حينها منها إغلاق العاملة للأبواب بعد تنفيذ جريمتها، والتي تم فتحها عن طريق الدفاع المدني بعد بلاغ الأسرة، إضافة لمحاولة العاملة الانتحار، وتعرض والد الطفلة لحادث مروري عند توجهه للمنزل، وغيرها من الأحداث التي أثارت الرأي العام وقتها.
 
يُذكر بأن وزارة الداخلية السعودية تعلن عن تنفيذ أحكام القصاص لتؤكد للجميع حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين، على استتباب الأمن وتحقيق العدل، وتنفيذ أحكام الله في كل من يتعدى على الآمنين ويسفك دماءهم، وتحذر في الوقت ذاته كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.