"الثبيتي" غرد عن الأخطاء الطبية.. ووقع ضحيتها!

فُجع الشارع السعودي بنبأ وفاة الإعلامي القدير محمد الثبيتي، والذي كان يتابع خلال الأيام الماضية بقلق بالغ حالة الفقيد بعد نقله للمستشفى، وذلك بعد خطأ طبي تعرض له الثبيتي عقب عملية أجراها صٌنفت بالبسيطة في مستشفى الدمام المركزي.
 
وبدأت هذه القصة منذ أسبوعين تقريباً، بعد مراجعة الثبيتي لقسم الطوارئ في مستشفى الدمام المركزي، لوجود خراج في فخذه، وبعد فحصه من الطبيب المختص، نصحه بضرورة البقاء في المستشفى لإجراء جراحة بسيطة واستئصال الخراج، وبعد خروجه من غرفة العمليات ووضعه في غرفة الإفاقة، كانت جميع المؤشرات تشير إلى أن الجراحة كانت ناجحة، بحسب ما ذكر شقيقه سلمان...
 
ولكن ما حدث أن الثبيتي قد تعرض إلى اختناق شديد وصعوبة في التنفس، أدت إلى استنفار الكادر الطبي، ومحاولة وضع أنبوب أوكسجين عبر الفم، ولم يتمكن الطاقم الطبي من إدخاله بالطريقة الصحيحة، ما أدى إلى توقف قلب المريض.. فتم استدعاء استشاري مختص لوضع الأنبوب بطريقة صحيحة، وفي هذه الأثناء حاول الأطباء إنعاش القلب، بعد توقفه لعشر دقائق، ونجحوا في ذلك في حين دخل الثبيتي في غيبوبة نتيجة تأخر وصول الدم إلى الدماغ.. للأسف!
 
وقررت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، إحالة قضية الخطأ الطبي الذي تعرض له الإعلامي محمد الثبيتي، إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وقامت بحظر سفر الطبيب الذي أجرى الجراحة.
 
أشعل خبر وفاة الإعلامي الثبيتي مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة موقع "تويتر"، وما زاد من اشتعال هذا الخبر، تغريدات الإعلامي -رحمه الله ، والتي كان ينتقد فيها الأخطاء الطبية التي ترتكبها المستشفيات، حيث تناقلها عدد كبير من المغردين، مشيدين بمواقفه الإنسانية، وتسخير قلمه في انتقاد الأخطاء الطبية، قبل أن ينضم هو الآخر إلى مسلسل الأخطاء الطبية، ويكون أحد ضحاياها! 
 
وتداول المغردون بأسًى بالغ إحدى التغريدات التي نشرها الإعلامي محمد الثبيتي قبل 3 سنوات، متحدثاً فيها عن الأخطاء الطبية ومطالباً الجهات المسؤولة بالتدخل لحماية الأرواح، حيث كتب على صفحته الشخصية:
 
"مسلسل الأخطاء الطبية مستمر "أبطاله" أطباء بدرجة سباكين.. ووزارة الصحة غائبة عن المشهد"
 
"خطأ طبي يحرم أسرة توأمها بوفاة طفلة وإعاقة "أمل".
 
وخيم على تويتر حزن كبير ظهر جلياً بتلك التغريدات المعبرة التي أطلقها المغردون، من خلال هاشتاق #وفاة_الإعلامي_محمد_الثبيتي، وهاشتاق #محمد_الثبيتي، كما عبّر الكثير من الإعلاميين عن بالغ حزنهم لرحيل زميلهم "الثبيتي"، مشيدين بعطاءاته وإسهاماته من أعمال تطوعية وإنسانية، كانت محل تقدير الجميع.
 
ومن هذه التغريدات:
-لم يدر بخلد الثبيتي أن الموت سيأخذه من جانب قضيته التي كرّس جهده في العمل من أجل تلافيها، ربما كان الشعور الداخلي يقوده لنشر معاناة المتألمين من الأخطاء الطبية، وكأنه شعور مسبق بالألم لما سيحدث له.
 
-مات الثبيتي بعد أن سخر قلمه للكتابة عن الحالات الإنسانية والأعمال التطوعية.. أعطى من وقته ووقت أسرته الكثير لإنجاح كثير من الفعاليات التطوعية، وكتب الكثير عن الأخطاء الطبية، ونقل للمسؤولين والقراء معاناة من تعرضوا لها من خلال قسم الحياة بصحيفة اليوم. 
 
-لا ننسى مواقفه الإنسانية من خلال إدارته لحساب إعلام الشرقية التطوعي، ولم يتردد -رحمه الله- في دعم كل القضايا الإنسانية في المنطقة من بحثٍ عن مفقودين وتبرعٍ بالدم ودعم الفرق التطوعية، وغيرها من الحالات الإنسانية، فعندما نتحدث عن محمد الثبيتي فنحن نتحدث عن تسخير الصحافة للعمل الخيري بأجمل وأرقى صوره، رحم الله أبا يزن، وغفر له، وأسكنه فسيح جنانه.