أريد مولوداً ذكراً... أمنية أم تحدي؟

إن الإنجاب رزق معلوم يقدره الله تعالى لمن يشاء من عباده، وهو هبة الرحمن يمنحها من يشاء ويمنعها عن من يشاء، ويهب الذكور لمن يشاء والإناث لمن يشاء، وكل ذلك لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالى.
 
إنجاب الذكور
على مر الأجيال والزمان، يفضل الرجال إنجاب الذكور على الإناث، بل أن من النساء أيضا من تفضل إنجاب الذكور خصوصا بعد أن رزقت بالأنثى، فتجد الزوجة تلح في الإنجاب وتخطط للحمل مرات كثيرة أملا في إنجاب الذكر الذي سيرفع من قدرها أمام زوجها وعائلته كما يظن البعض، وهو تصرف خاطئ ستندم عليه كل من تفعل ذلك بعد أن تهلك صحتها بتكرار الحمل وبعد أن لا تستطيع تحمل مسؤولية أطفالها، وبعد أن لا تجد وقتا لنفسها ولزوجها كونها مجهدة ومتعبة دوماً. 
 
التحدي
ويلعب الرجل دورا كبيرا في هذا الأمر، والدليل واضح وصريح من واقعنا اليوم وحتى في الماضي، فما إن تأخر إنجاب الذكور يبدأ الرجل في البحث عن زوجة تنجب له الذكر تاركا وراءه زوجة وبنات يحتجن إلى رعاية ومراقبة وتربية... كل هذا من أجل إنجاب الذكور.
 
والمدهش أن مثل هذا النوع من الرجال لن يرضى أبدا إن لم تنجب له الزوجة الثانية المولود الذكر الحلم الأوحد له، بل سيبحث عن زوجة ثالثة ويتركها وراءه هي وبناتها أيضا ليستأنف رحلته لإنجاب مولودا ذكرا.. 
 
ومن هنا يصبح الأمر تحديا كبيرا ولكن من يتحدى من المخلوق يتحدى الخالق بجهله وعد رضاه بقضاء الله وقدره وبما إختاره الله سبحانه وتعالى له، وشتان عزيزي الرجل بين التحدي والأمنية فالأمنية هي أن تسعى وتتمنى ولكن مع حمدك لما يقدره الله لك وهذا هو الإيمان بالنصيب وبالنعم فكن شاكرا دوما لعطاء الله تنهمر عليك النعم تباعا.
 
سلبية المحيطين 
الغريب أننا نجد المقربين والمحيطين بالزوجين يقولون أشياء غير منطقية بالمرة عندما يذهبون لتهنئة  زوجين قد إنجبا مولودا أنثى فتسمعهم يقولون "الله يعوض عليك".. وكأنهم يواسونهما على إنجاب الأنثى.
 
الأنثى أفضل   
عزيزي الرجل المصرّ على إنجاب الذكور متجاهلا زوجات وبنات لا ذنب لهن أبدا، عندما يختار لك الله سبحانه وتعالى أمرا لك، فعليك أن تقبل به أيا كان متيقنا بحكمته سبحانه، ولعلمه بالغيب، وهو الأمر الذي يخفى عليك، فاقبل بإختيارات الله عند ما تسعى لأمر وتجد أمرا آخر.