لينا زغيب:السير عكس التيار في مجال قيادة الشاحنات

موضوع يوم المرأة العالميّ لهذه السنة هو "التعهّد بالمساواة"، وهو موضوع يقدّره الكثير من النساء حول العالم. نذكر جميعنا أغنية جايمس براون الشهيرة، "هذا عالم الرجال، لكنه لا يساوي شيئاً بدون امرأة أو فتاة." ربما بات من الممكن أن نقول اليوم وقد مضى خمسون عاماً على تلك الأغنية، أنّه من الممكن مشاركة العالم بمساواةفعلية.

يبدأ عادة السير عكس التيار بخطوات صغيرة. وهذا لا يُعدّ استخفافاً بقامة لينا زغيب الصغيرة، حيث أنّ شخصيتها القوية تتخطى قوة فورد F-150. لكن تسلّطت كافة الأضواء على زغيب بسبب شيء غير جدير بالذكر، لدرجة أنه لو قام أيّ رجل بذلك لما لفت الأنظار على الإطلاق. وبالرغم من ذلك حين قامت زغيب، مديرة لدى شركة "جي سي ديكو"، باستبدال سيارة بي أم دبليو من الفئة 1 الصغيرة بشاحنة فورد رنجر، بدأت تلفت أنظار الناس.

في الأيام العادية تواجه السيدة اللبنانية عالم التسويق والإعلانات بالقوة اللازمة لتحقيق النجاح في مجال الأعمال. وحين تأتي عطلة الأسبوع، تتخلّى زغيب عن قيود الثياب الرسمية لكي تُظهر جوهر المدينة التي غالباً ما تُعتبر أنها تجمع بين البريق والسطحيّة.

أمّا من أبرز هوايات زغيب فهي تعليم اليوغا وممارستها، وبالرغم من أنه يصعب إيجاد الصلة بين اليوغا وعالم البيك-أب، بالأخص أنّ فكرة مركز اليوغا المتنقّل بدأت بخطة لاستخدام شاحنة فان، إلاّ أنّ السيدة المقيمة في دبي منذ 9 سنوات جمعت بين الإثنين حين أطلقت شاحنة تدريب اليوغا Yogi Truck .

وفي هذا الصدد، قالت زغيب: "حين خطرت لي الفكرة المتعلّقة باليوغا، لم أرغب في العمل ضمن مركز تدريب معروف. أردت القيام بشيء خاص بي، فأنا أحبّذ الإبداع والابتكار. وخلال إحدى جلسات التأمّل، خطرت لي فكرة المركز المتنقّل، وبالتالي اخترت بيك أب فورد رنجر. بالطبع فكرتي أكبر من ذلك بكثير، لكن إن استطعت على الأقلّ أن أُلهم النساء الأخريات بالقول: "لا، هذه السيارة ليست حكراً على الرجال"، فسأكون قد حقّقت بداية جيّدة."

وقد تمّ تحويل صندوق البيك أب التابع للسيدة زغيب ليعكس حبّها للحياة، وسرعان ما أصبح مكاناً ممتازاً لتعليم اليوغا. حيث تخلّصت من المعدن المسنّن الذي يجسّد صلابة البيك أب، واستخدمت مكانه بساطاً أخضر ناعماً من العشب الاصطناعيّ، وطاسات غنائيّة من التيبت، وأقوال مأثورة ملهمة على غرار "عيشوا، أحبّوا واضحكوا". وقد أصبح هذا المركز المتنقّل المؤثّر والأصيل بمثابة ملاذ آمن. 

والعكس صحيح بالنسبة إلى زغيب أيضاً. حيث أنّ الأعمال الخيرية التي تقوم بها في أحد المياتم في كينيا وطبعها المتواضع يوحيان بأنّها تحب الطبيعة والحياة الهادئة، إلاّ أنّ حبّ المغامرة لديها، على غرار عبور المياه في الوادي، وتسلّق الجبال سيراً على الأقدام، والتجذيف على الألواح وركوب الأمواج الشراعيّ، يجسّد القوّة والصلابة وعشق الحياة التي تُظهر سبب الحاجة إلى شاحنة كبيرة لتتلاءم مع شخصية بهذه القوّة. 

وبالرغم من أنّ عطل أسبوعها مزدحمة بالفعاليات والنشاطات، سواء كان عبر مرافقة فريق "أدفنتشوراتي أوتدور" Adventurati Outdoor في قيادة الزوارق والتخييم في الصحراء، أو تعليم اليوغا في الموسم الأول من مهرجان إكس يوغا دبي الذي امتدّ ليومين، تنسى زغيب كلّ ما يتعلّق بعملها التسويقيّ والإعلانيّ عند انتهاء الدوام، وتركّز على شخصيتها الثانية، لينا صاحبة شاحنة تدريب اليوغا.