برنامج أخوات الكارداشيان العرب The Sisters: للسخافة حدود!

عندما شاهدت الإعلانات التروجية لبرنامج The Sisters، وهو عبارة عن برنامج حياة الواقع للأخوات عبد العزيز، الفاشينيستاز اللبنانيات اللاتي اشتهرن على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما على موقع إنستغرام من خلال صفحة Style In Beirut، توقّعت ألاّ يكون البرنامج على قدر التوقّعات، وأن يكون بمستوى برنامج الواقع Keeping Up the Kardashians الذي أطلق كيم وأخواتها في عالم الشهرة، وحوّلهنّ إلى ظاهرة لا نزال لا نفهم حتى اليوم ما هو سببها.  لكننّي لم أتوقّع أن يكون البرنامج مخيّباً للآمال إلى هذه الدرجة، سواء من حيث المضمون أو الإخراج. 
 
يبدو بشكل واضح مدى التمثيل "الركيك" والتصنّع لنجمات هذا البرنامج الذي يمتد على مدى 50 دقيقة، والسيناريو المركّب الخالي من أي منفعة أو مضمون يُذكر. انتظرت وانتظرت لاكتشاف أي منفعة من مشاهدته من دون أي نتيجة. كوني محرّرة موضة وجمال، أملت ألاّ يتمحور البرنامج فقط على الحياة الشخصية للأخوات عبد العزيز، وأن يتمّ من خلاله تسليط الضوء على المواهب المحلية اللبنانية والعربية في مجال الموضة، كون الأخوات عبد العزيز يدّعين دعم هذه المواهب. ولكن، وبما أنّ المكتوب يُقرأ من عنوانه، يبدو أنّ هذا البرنامج لن يكون سوى نسخة مقلّدة وأكثر سخافة من برنامج  الأخوات الكارداشين، لا يُظهر الصورة الأجمل للمرأة اللبنانية والعربية، ويُكرّس الفكرة الخاطئة المعمّمة في المجتمع، أنّ المرأة التي تعتبر الموضة من أولوياتها، هي امرأة سطحية وغير مثقّفة. 
 
كم أتمنّى لو يتمّ بث برنامج على الشاشات العربية يسلّط الضوء على المرأة العربية المثقفة التي تعشق الموضة بأبعادها التاريخية والثقافية، والتي تستغلّ مكانتها الرفيعة في المجتمع لنشر الثقافة والخير، شأن العارضة المصرية العالمية  إليزا صدناوي، صاحبة مؤسسة خيرية تدعم الطلاّب المصريين لتحقيق أحلامهم من خلال مشاريع فنية مختلفة، أو إنجي شلهوب، صاحبة  دار Ingie Paris، والتي لعبت دوراً جوهرياً منذ نهاية الثمانيات على تعريف دور الأزياء العالمية على السوق العربية من خلال افتتاح أول متجر لدار شانيل في العالم العربي في الكويت في العام 1987، وغيرهنّ من النساء الناجحات في حقل الموضة.