مرضى السكري في الإمارات معرض ونلبتر الأطراف

أشارت دراسة أجريت حديثاًأن أكثر من 168 ألف مصاببمرض السكري في الإمارات مهددين بإمكانية بتر أطرافهم في حال عانوا من جروح فيها، الأمر الذي يستدعي الحاجة الماسة لإطلاق برنامج "أنقذوا القدمين" في الدولة. كما أظهرت الدراسة التي أجريت على مدى عامين في مدينة العين، وشملت مرضى اختيروا بشكل عشوائي، انتشار مرض الأوعية الدموية المحيطية بنسبة 12%.

وبحسب تعريف الدكتور أميت كومار، استشاري قسم الجراحة في "مستشفى برجيل" وبروفيسور مساعد في الطب السريري في قسم الجراحة بجامعة كولومبيا، بنيويورك – الولايات المتّحدة،يعتبر هذا المرض حالة مماثلة لما يحدث للأوعية الدموية في القلب، مسببةً تضيّق هذه الأوعية. ويشير هذا المرض إلى تضيّق مجمل الأوعية الدموية ما عدا أوعية القلب. ونتيجة لهذا التضيّق، تَضعف مقاومة أجسام المرضى للجروح غير المندملة، والغرغرينا، والالتهابات، ما ينجم عنه بتر الأطراف في نهاية المطاف.

ويساهم ضعف الدورة الدموية في حدوث مشاكل للقدمين لدى الشخص المصاب بالسكري، حيث تقلّ كمية الأكسجين والمواد الغذائية التي تصل إلى أنسجة الجسم، مما يُضعف من القدرة على اندمال الجراح وشفائها. وما يزيد من خطورة هذه المشاكل هو أن الإجراءات العلاجية لمرضى السكري غالباً ما تغفل المشاكل الخاصة بالقلب والأوعية الدموية.

وبعد اطلاعه على هذه الحالة المرضية المأساوية والخطيرة، دعا الدكتور كومار لاتخاذ الجهود اللازمة لزيادة التوعية حولها وتشجيع اعتماد الإجراءات الطبية الاحترازية عبر برنامج "أنقذوا القدمين"، عبر كلمة ألقاها في الجلسة النقاشية حول نظام التعليم الطبي المتواصل CMEوالتي استضافها "مستشفى برجيل" مؤخراً في أبوظبي.

وعلاوة على ذلك، تستخدم وسائل وأساليب العلاج الحديثة طرقاً تمتاز بالحد الأدنى من التدخّل وتُمكّن الأطباء الممارسين من التعامل مع مشكلة ضعف الدورة الدموية دون عمل جراحي أو حتى القيام بالتخدير العام للمريض. وأضاف الدكتور كومار في هذا السياق: "تساعد المعالجة ذات الحد الأدنى من التدخّل الجراحي في فتح انسدادات الأوعية الطويلة بإخضاع المريض للتخدير الموضعي، وفي معظم الأحيان، يكون بمقدور المريض العودة إلى منزله في اليوم ذاته من العملية. وتعتبر هذه الطرق العلاجية الأسلوب القياسي المعتمد في الرعاية الطبية في الولايات المتّحدة الأمريكية."

وبحسب الاتحاد العالمي لمرض السكري، تحوي الإمارات العربية المتّحدة ثاني أعلى نسبة لانتشار مرض السكري في العالم بنسبة 19.5%، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة إلى 21% بحلول العام 2025.

ووفقاً تقديرات الاتحاد العالمي لمرض السكري فإن شخصاً من بين كل 5 أشخاص في منطقة الشرق الأوسط يُعاني من مرض السكري، وهو معدل من المتوقّع ازدياده ليصبح شخصاً من بين كل 3 أشخاص بحلول العام 2030. وتشير الدراسات التي أجراها الاتحاد إلى أن السكري مسؤول عما نسبته 10.3% من إجمالي عدد الوفيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام 2011.

وفضلاً عن ذلك، فإن زيادة انتشار السكري في الدولة تعني تصاعد الإنفاق على خدمات الرعاية الصحية، مع ارتفاع معدل الأمراض المرتبطة بالسكري بشكل حاد. هذا وتنفق المنطقة بشكل عام 5.5 مليار دولار سنوياً على علاجات مرض السكري، ما يشكل 14% من إجمالي الإنفاق في مجال الرعاية الصحية، وهي نسبة قابلة للزيادة بحسب التوقعات. وذكر الاتحاد أيضاً أن الأسر التي يعاني أحد أفرادها من السكري تنفق ما يتراوح بين 15 إلى 25% من دخلها على علاج المرض.