Jean-Marc Mansvelt الرئيس التنفيذي لدار Chaumet.. نكتشف قصة حب استثنائية ألهمت إرثا عريقا من المجوهرات

حوار: مي بدر Mai Badr

بمناسبة مرور مئتي عام على وفاة الإمبراطور الفرنسي "نابليون بونابرت"، تنظّم "شوميه" Chaumet هذا الربيع معرضا مكرسا للحبيبين "جوزيفين" و"نابليون" في عنوان الدار التاريخي في ساحة فاندوم الباريسية. وتجدّد دار المجوهرات الفرنسية العريقة أيضا مجموعة مجوهراتها الأيقونية التي تحمل اسم "جوزيفين"، مع ابتكارات حديثة تتأرجح ماساتها البراقة بين الخفة الأثيرية والفخامة الملكية، لتعكس جوانب مختلفة من شخصية إمبراطورة الأناقة والقوة والأنوثة. وتتوج التصاميم الجديدة ساعة نفيسة هي أشبه بقطعة مجوهرات تدل على الوقت، بفضل جماليتها المستوحاة من الماس الإجاصي الشكل والجامعة بين رصانة الذهب ووميض الألماس في سيمفونية من النعومة والحداثة. في هذا اللقاء الحصري مع "جان-مارك مانسفيلت" رئيس "شوميه" التنفيذي، نتعرف أكثر إلى قصة "نابليون"و"جوزيفين"، والدور الذي لعبته "شوميه" في هذه القصة، وتأثير الإمبراطورة الراحلة في ابتكارات "شوميه" حتى اليوم.

Joséphine Duo Éternel هي التحية الكبرى والأبرز إلى قصة الحب التي جمعت بين Joséphine و Napoléon

يصادف هذا العام الذكرى المئوية الثانية لوفاة "نابليون". هلا أخبرتنا أكثر عن المعرض الخاص الذي نظمتموه للاحتفاء بعلاقته مع "جوزيفين"؟

سيحتفل المعرض الذي سنفتتحه في أوائل مايو، بحكاية سلطة وحب بين شخصيتين قويتين جدا. أردنا من خلاله سرد قصّتهما. ونطلق في هذه المناسبة أيضا قطعا وتشكيلات جديدة تأتي بوجه مختلف إلى مجموعة مجوهرات "جوزيفين"، لكن تكملها بانسجام ليستطيع زبائننا المزج والتنسيق بين قطع المجموعات السابقة والابتكارات الجديدة.

هل سيسافر هذا المعرض إلى متاجر الدار في الشرق الأوسط؟

للأسف لن نتمكن من نقل المعرض نفسه، لأن عددا كبيرا من القطع المعروضة ينتمي إلى مجموعات متاحف مثل اللوفر وقصر "مالميزون" وقصر "فونتينبلو". نحن ممتنون جدا لهذه المتاحف التي قبلت أن تعيرنا هذه القطع، لكن ذلك طبعا لفترة محدودة. ولذا، سنعمل على تكييف هذا المعرض وتحويله إلى فعالية نستطيع السفر بها، لكنها لن تكون طبعا كالمعرض نفسه بالضبط.

إمبراطورة الأناقة

قد ألهمت "جوزيفين" ابتكارات "شوميه" منذ سنين عدّة. متى ولدت مجموعة "جوزيفين"؟ وكيف تطورت عبر الزمن؟

أطلقت مجموعة "جوزيفين" للمرة الأولى في عام 2010 ، وارتكزت على جمالية أساسية واحدة اخترنا لها اسم "أوب برنتانيير" أي "فجر ربيعي". منذ ذلك الحين، طورنا المجموعة، وأطلقنا تحت جناحيها تشكيلات مختلفة الجماليات، على الرغم من أن القصة الإجاصية بقيت قصة الماس الرمزية لمجموعة "جوزيفين". عززنا المجموعة بقصات وأشكال أخرى مثل قطع "بريان" الدائري المتألق، وقدّمنا أيضا مقاربات جمالية متنوعة، مثل تشكيلة "جوزيفين إيغريت" الخفيفة نسبيا، و"سبلاندور إمبيريال" و"إيغريت إمبيريال" الأكثر فخامة. وبذلك تطورت المجموعة عبر تقديم خيارات إضافية وأساليب جديدة تتلاعب بها امرأة "شوميه" بمجوهرات مجموعة "جوزيفين".

ما جوانب شخصية الإمبراطورة "جوزيفين" التي ألهمت دار "شوميه" بشكل أساسي؟

أولا، تميزت أناقتها بالأنوثة القصوى، وكانت تتلاعب بأزيائها وتبتكر صيحات مؤثرة في عالم الموضة، وتجيد تنسيق إطلالاتها بشكل رائع. وكانت ثانيا امرأة تمتلك علاقات قوية بالناس، وهو أمر أعتقد أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بعالم المجوهرات وعالم "شوميه" لأن المجوهرات هي قبل كل شيء صلة حب بين شخصين. كما أن الإمبراطورة كانت مولعة بعالم النبات، واهتمت جدا بالطبيعة والحدائق، فكانت حديقة قصر "مالميزون" حيث عاشت إحدى أروع الحدائق الفرنسية في بداية القرن التاسع عشر. تأُثرت "شوميه" بكل هذه الجوانب المختلفة من شخصية "جوزيفين"؛ والفكرة خلف عبارة Grace and Character التي أطلقناها عام 2016 نبعت فعليا من تأثرنا بشخصية "جوزيفين".

أردنا أن يكون التصميم الجديد لساعة Joséphine Aigrette سهل الارتداء وعمليا جدا

ما توقيع مجموعة "جوزيفين" أو الرمز المشترك الذي يربط تصميم كل ابتكاراتها؟

أعتقد أن القصة الإجاصية رمزية جدا، وقد ابتكرتها الدار قبل انضمامي إليها، وتحديدا لدى إطلاق مجموعة "جوزيفين" سنة 2010 . لم تكن وقتها هذه القصة موجودة بكثافة في السوق، لكنها أثبتت مرة جديدة تميز "شوميه". وشكل التاج أيضا رمزي جدا في مجموعة "جوزيفين"، خصوصا في الخواتم التي أعتبرها الجوهر الفني للمجموعة، فأعادت الدار ابتكار التيجان عبر نقلها من الرأس إلى الإصبع في خواتم "جوزيفين".

ساعة "جوزيفين إيغريت": جمالية رمزية ووظيفة عملية 

مع ساعة "جوزيفين إيغريت" Joséphine Aigrette الجديدة، تقترح "شوميه" طريقة عصرية جديدة لارتداء الساعات. كيف تحديتم بها قواعد صناعة الساعات التقليدية؟

لن أقول إننا تحدينا بها قواعد صناعة الساعات، لأن ذلك سيكون جريئا أكثر من اللازم، وفي النهاية إن "شوميه” شركة واحدة في عالم صناعة الساعات الضخم. لكنني أرى أن خيار شكل الساعة مثير للاهتمام. فقد يتوقع الناس من "شوميه” هيكلا كلاسيكيا طويلا، إلا أننا اخترنا فعل شيء مميز ومختلف ومرتبط في الوقت نفسه بعالم مجوهرات "جوزيفين”، مع شكل القصّة الإجاصية الذي استلهمنا منه إطار الساعة وهيكلها. وفي الوقت نفسه ننظر إلى الساعة، ونرى فيها تلميحا إلى شكل التاج الملوكي. وإضافة إلى هذه الجوانب الجمالية، أردنا أن يكون التصميم الجديد سهل الارتداء وعمليا جدا.

لا نرى تاجا أو زرا واضحا. كيف نستطيع ضبط الوقت؟

يمكن التحكم بمؤشر الساعات والدقائق عبر زر موجود على ظهر الهيكل.

كيف تجلى فن "الخداع البصري" الذي تتقنه الدار في ميناء ساعة "جوزيفين إيغريت" الجديدة؟

على هوية الساعة أن تشير إلى أنها من ابتكار دار مجوهرات. والشكل الإجاصي الأيقوني على ميناء الساعة مرصع بماسة دائرية متألقة، فيمنحها تأثيرا خادعا للبصر وانطباعا عميقا ساحرا وزخرفة غرافيكية قوية.

نحمل اليوم لمسة مختلفة ومفاجئة تجدد مجموعة Joséphine وتتكامل في الوقت نفسه مع القطع والأطقم الموجودة

مجوهرات "جوزيفين": بين الخفة والفخامة خيوط ماسية

اللون الأزرق من خلال الصفير والأكوامارين هو لون الأحجار الكريمة الوحيد في الابتكارات الجديدة ضمن مجموعة "جوزيفين". هل تخططون لتعزيز المجموعة مع قطع مرصعة بأحجار كريمة ذات ألوان أخرى في المستقبل؟

اخترنا التلاعب بالماس وأحجار الأكوامارين، لأن اللون الشفاف واللون الأزرق موجودان في مجموعة "جوزيفين إيغريت"، ومزيجهما من الخلطات اللونية الأكثر نجاحا في المجموعة. لذلك منحنا الأزرق وشفافية الألماس أولوية من حيث الألوان. لكننا في الأشهر الآتية سنضيف ألوانا أخرى، وربما نقدّم شيئا يميل إلى الوردي والأحمر للمسة مفعمة بالأنوثة ونابضة بالطاقة.

رأينا تقنية "فيل كوتو" في مجموعة "بيرسبيكتيف دو شوميه"، والآن في تاج "جوزيفين فالس إمبيريال" Joséphine Valse Impériale . هلا أخبرتنا أكثر عن هذه التقنية وأهميتها؟

إنها على الأرجح من أكثر التقنيات الرمزية والأيقونية والعزيزة على دار "شوميه" التي تستعملها منذ عقود عدّة. تقنية "فيل كوتو" تسمح بإخفاء المعادن قدر الإمكان من أجل الحصول على خفّة الشكل، وعلى تأثير يجعل الماسات تبدو كأنها معلقة وعائمة في الهواء. فهذه التقنية الصعبة والدقيقة تحجب المعدن، وخصوصا في تاج "جوزيفين فالس إمبيريال"، حيث نكاد لا نرى هيكل التصميم.

اسم "فالس إمبيريال" يوحي بالموسيقى والخفة، وبفخامة حفلة راقية ضخمة. ما الفكرة التي أردتم أن تعبّر عنها قطع هذه التشكيلة؟

أردنا إظهار جانب آخر من عالم "جوزيفين"، فما قدمناه حتى اليوم مع المجموعة زخرفي جدا، وأحيانا يقول لنا البعض إنها تذكّر قليلا بالأسلوب الباروكي. لذلك رغبنا في استكشاف نهج أكثر خفة، ينعكس على التاج بشكل خاص وأيضا على العقد مثلا، حيث تبدو الماسات متدلية في الهواء. والمفهوم الأساسي خلف ابتكاراتنا الجديدة يتمحور حول رسم أشكال تتكامل مع التصاميم الأساسية السابقة وتتناغم معها. فيهمني جدا أن يتمكن زبون قد استثمر في تصميم سابق من مجموعة "جوزيفين"، من أن يجمعه ويمزجه مع هذه الابتكارات الجديدة.

منحنا الأزرق وشفافية الألماس أولوية من حيث الألوان

تقدّم قطع "جوزيفين دويو إترنيل" Joséphine Duo Éternel طريقة جديدة لارتداء مجوهرات كلاسيكية تعبر حدود الزمن. ما القصة خلفها؟

"دويو" تعني الثنائي، وهدف هذه القطع أن تعكس حقا العلاقة بين شخصين وتحديدا بين "جوزيفين” و"نابليون”، والطريقة التي يتبادلان فيها نظرات الهيام. بين كل الابتكارات التي قدّمناها، لعل هذه القطع هي التحية الكبرى والأبرز إلى قصة الحب التي جمعت بين "جوزيفين" و"نابليون". من الناحية الجمالية، هي أنيقة وسلسة ومصقولة جدا، لأننا شعرنا لدى العمل على هذه المجموعة أننا في فترة يريد فيها بعض الزبائن خطوطا أكثر انسيابا وسلاسة وتصاميم أقل زخرفة. لذلك نلاحظ أن هذه المجوهرات أكثر بساطة.

في "جوزيفين دويو إترنيل" قدّمتم للمرة الأولى بروشا يمكن أن يرتديه الرجال والنساء. هل من الممكن أن تصمموا المزيد من المجوهرات الملائمة للجنسين؟

نعم، فمن الجميل أحيانا أن يستطيع الرجل استعارة قطعة جميلة من خزانة زوجته الحبيبة.

كيف تصف مجوهرات مجموعة "جوزيفين روند ديغريت" Joséphine Ronde d’Aigrettes؟

إنها أيضا تتمة لمجموعة "جوزيفين إيغريت". كل ما قدّمناه قبل الآن في مجموعة "جوزيفين إيغريت" كان تقليديا جدا، وعكس هيبة ونفوذا ومكانة مرموقة. واليوم نحمل لمسة مختلفة ومفاجئة تجدد مجموعة "جوزيفين"، وتتكامل في الوقت نفسه مع القطع والأطقم الموجودة. هذا التغيير المنعش والمنسجم قد يظهر على قرط أذن أو قلادة، لينحرف قليلا عن المسار الأساسي وهو يسير دوما في الاتجاه نفسه.

المجوهرات هي قبل كل شيء صلة حب بين شخصين

مع رئيسة التحرير مي بدر

ما القطعة المفضلة لديك حتى اليوم من مجموعة "جوزيفين"؟ ولماذا؟

أحبها كلها كأولادي. لكن حديثي الولادة طبعا هم دائما الأقرب إلى قلوبنا.

كتب "نابليون" لحبيبته "جوزيفين" رسالة قال فيها: "سعادتي هي أن تكوني سعيدة.. لم تُحب امرأة يوما بمثل هذا الإخلاص، والشغف، والحنان". ما الدور الذي لعبته "شوميه" في قصة حبهما؟

كانت "شوميه" في ذلك الوقت رمزا من رموز قصتهما، وارتبطت بكل جوانب هذه الحكاية الأيقونية. فكانت مجوهراتها دلالة على السلطة والنفوذ والمكانة أمام الناس، كما كانت جزءا من الحياة الحميمة الخاصة التي عاشها الحبيبان. وربما كنا أحيانا سبب شجار بينهما، فمعروف عن "جوزيفين" أنها كانت تنفق الكثير من المال، وكانت تطلب مجوهرات كثيرة من دار "شوميه” التي كانت مولعة بابتكاراتها.