محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور رئيس المجلس التنفيذي لدار Swarovski

إنسبروك - النمسا: عدنان الكاتب Adnan Alkateb

لم يسبق لي أن شاهدت أجمل من ذلك الطريق الممتد بين الجبال الذي يربط بين "إنسبروك" Innsbruck النمساوية إحدى أجمل مدن أوروبا، وبين منطقة "وتنيس" Wattens التي تحوي عالم “سواروفسكي”، وعلى ما يبدو أن هذه المنطقة أخذت سحرها من القطع الفنية النادرة، وأحجار الكريستال والمجوهرات الجميلة التي يحويها متحف ومركز دار "سواروفسكي" العريقة التي قارب عمرها على 125 عاما.. فمن يتجول بين جدارنها وأقبيتها ستدهشه محتوياتها، كما ستدهشه المعلومات الغنية بالأسرار التي يرويها له المسؤولون عنها، وفي مقدمتهم Robert Buchbauer رئيس المجلس التنفيذي، الذي خصنا بهذا الحوار، و Nathalie Colin المديرة الإبداعية التي رافقتنا في معظم مراحل الزيارة للدار، والتي تربطها علاقة مميزة مع مجلتنا، حيث حاورناها مرات عدة خلال فترة عملها في الدار منذ عام 2006.

 

علاقة المبدع Robert Buchbauer مع دار "سواروفسكي" Swarovski مميزة وخاصة جدا، ولعل كلماته التي قالها في بداية حواري معه تلخص تلك العلاقة المستمرة على مدى سنوات طويلة: "غمرتني أحجار الكريستال الرائعة من كل صوب طوال أيام حياتي التي أمضيتها في الدار، وكان من المدهش أن أختبر تطور الدار على مدى هذه السنوات، ولا سيما في عالم البيع بالتجزئة السريع، وكان هناك عدد من النقاط البارزة ولحظات الفخر طوال رحلتي، من تعييني رئيسا تنفيذيا لقطاع السلع الاستهلاكية CGB ، إلى دوري بصفتي عضوا في
المجلس التنفيذي في عام 2002 ومن ثم تعييني في منصب رئيس المجلس التنفيذي وعضو في المجلس الاستشاري في عام 2012 ".
ما نقطة التحول في علاقتك مع الدار؟
نقاط التحول بالنسبة لي بدأت مع تعييني رئيسا تنفيذيا، ومن ثم رئيسا للمجلس التنفيذي، فقد كانت اللحظات المفصلية في حياتي المهنية، وأنا فخور جدا بها حتى اليوم. ومنحني المنصب الأخير فرصة رائعة لتحقيق حلمي وشغفي بالعمل مع فريقي المذهل لدفع الدار وتهيئتها للمستقبل. وأنا أتطلع إلى ما يخبئه المستقبل لسواروفسكي من تعاون جديد ونمو منتجاتها وتوسعات أعمالها التجارية عبر الإنترنت، فالمستقبل يبدو مشرقا للغاية بالنسبة لكل أفراد فريق العمل في سواروفسكي. وشرف لي أن أكون جزءا من إرث سواروفسكي، وجزءا من شركة لها تاريخ يعود إلى أكثر من مئة عام.
كيف تكفلون نمو الدار، وتحافظون على روابطها مع إرثها التاريخي؟
نركز على تراثنا الغني، الذي يتجسد في قلب أعمالنا. ونسعى جاهدين كل عام لإحياء تراثنا، مع التصرف به بطرق حديثة. نريد أن نضمن أن تظل فلسفة "دانييل سواروفسكي" من حيث التركيز على الحرفية وإتقانها في صلب عملنا، وسنفعل ذلك من خلال الاستفادة من تصاميمنا الشهيرة في جميع المجموعات الجديدة. وفي ما يتعلق بالنمو، فإن مستهلكينا هم محور التركيز، ونريد أن نضمن منتجات أكثر تخصيصا لهم، وتحسين مستوى التواصل معهم، وتوفير تجربة ممتازة للمستهلك بشكل عام.
وسوف ينعكس هذا في وعد أقوى للعلامة التجارية، والذي سيكون على قدم المساواة مع توقعات المستهلكين لدينا وسيؤدي إلى استمرار تعزيز استراتيجية التوزيع والتسعير لدينا. كما سنسرّع من نمونا في المجوهرات من خلال مجموعات أقوى، وسنرتقي بالساعات و"كريستال ليفينج" إلى المستوى التالي.

إن الشركة تتطور حقا والمستقبل واعد أمامها، ونعتزم الاحتفال بـ 125 عاما من العلامة التجارية العام المقبل.. إنه إنجاز رائع ونحن نتشوق لمعرفة ما تخبئه لنا سنوات الابتكار ال 125 المقبلة.
ما الذي دفعكم إلى أخذ القرار بتوسيع حجم مجموعات المجوهرات لديكم وتحويل سواروفسكي من متخصصة في أحجار الكريستال إلى محترفة في مجال المجوهرات العصرية؟
لطالما كان مهما جدا بالنسبة إلينا أن نواصل الابتكار في سواروفسكي. فمنذ أن قرر مهندس في الدار أن يذيب حجري كريستال معا، ويحولهما إلى ما يشبه الفأر باعثا الحيوية في قسم الـ CGB لدينا عام 1976 ، ونحن في بحث مستمر عن الاتجاهات الناشئة والتكنولوجيات الجديدة حتى نتمكن من الاستمرار في تقديم التألق لحياة المستهلكين بطرق جديدة وفريدة من نوعها.
واصلنا تطوير مجوهراتنا ومشاهدة أعمالنا من خلال التفكير في الكيفية التي يمكن بها نقل تصميمنا إلى المستوى التالي، واحتضان التكنولوجيا الجديدة ومواكبة احتياجات المستهلك. مستهلكونا في جوهر ما نقدمه، وإذا لم نكن على استعداد للتغيير بالطريقة التي يحتاجون إليها، فسنواجه المشكلات والعقبات. اليوم، لا يتعلق الأمر فقط بالابتكارات، بل يتعلق بالوظائف والمتجر وتجربة البيع بالتجزئة بأكملها.
كيف تقيمون حضور سواروفسكي في العالم العربي؟
حضورنا في المنطقة العربية منذ ما يقارب 30 عاما، ونأمل أن نستمر ونتوسع، فمنطقة الشرق الأوسط مميزة ومتنوعة، وتوفر العديد من الفرص العظيمة لنا.. بالنسبة لي، من المهم أن أكون أكثر قربا من مستهلكينا، ونفذنا بعض الحملات الرائعة، بما في ذلك حملتنا الرمضانية، والتي تضم سفيرة الموضة المحلية، نهى نبيل، أول سفيرة للعلامة التجارية في سواروفسكي في الشرق الأوسط.. ونحن فخورون بنجاحنا في المنطقة حتى الآن، وأتطلع إلى استمرار هذا النمو.
ماذا تمثل ابتكارات سواروفسكي بالنسبة إليكم؟
تسهم ابتكاراتنا في تحقيق عالم أكثر تألقا، وهو ما يبعث الفرح والاحتمالات اللامحدودة للناس في جميع أنحاء العالم. إن تراثنا وإرث دانييل سواروفسكي، هما العمود الفقري لما نفعله.. ونبدع تصاميم استثنائية لكل يوم، وميزتنا أن منتجاتنا فريدة من نوعها، واستطعنا إحياءها من خلال التكنولوجيا المبتكرة، وقدراتنا الهندسية، والتكنولوجيا المتطورة وتقنية تصنيع الكريستال، والتي أتقنّاها على مر السنين.
هل لديك خطط مستقبلية لمزيد من التوسع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي؟
حاليا، لدينا حضور قوي عبر مراكز التسوق البارزة في المدن الرئيسية في الشرق الأوسط، وكذلك على قنواتنا الخاصة بالتجارة الإلكترونية. نرى المزيد من فرص التوسع عبر ما نطلق عليه "البقع البيضاء".. إنها مدن من الدرجة الثانية يمكننا الوصول إليها للتواصل مع المزيد من المستهلكين، حيث تتوسع تنمية التجزئة، ويبحث المستهلكون عن علامتنا التجارية.