فن التنازل.. متى وكيف؟

كلمة التنازل كلمة ثقيلة في لفظها ومعناها، مجرد أن تخطر في البال يشعر الشخص بالضيق الشديد والعصبية المطلقة أحيانا، ورغم هذا يبقى للتنازل جانب مضيء إذ أنه بحق فن لا يعرفه ولا يتقنه كثيرون. في العلاقات الزوجية، يعتبر التنازل سمة ورقي وليس ضعفا أو خنوعا، متى ما أدرك كل طرف أن التنازل بين الزوجين، هو الطريق الأكيد لكسب عقل الزوجين قبل قلبهما، وهو أداة لكسب الحب والمودة والرحمة والاستمرار بهما. وفن التنازل يعني أن تتعامل مع الطرف الآخر بأسلوب بين المد والجزر، أي وضع خطوط فاصلة لحياة الزوجين، منذ بدايتها، ولا بد أن يخبر كل طرف بخصوصياته وبسلبياته التي يكرهها، وفي وقت الضيق والشجار لا بد من التنازل بين الطرفين حتى يسير المركب. على كل طرف أن يعي تماما أن عدم تقديم التنازلات، سيؤدي إلى طريق مسدودة في إكمال العلاقة الزوجية، وبنفس الوقت أيضا على الطرف الآخر أن يدرك تماما أن عدم تقدير تنازلات الطرف الثاني سيقود لطريق مسدودة أيضا. أحدث الدراسة الطبية أشارت إلى أن الاستمرار في علاقة زوجية مليئة بالمشاحنات، يؤثر سلبا على هرمونات الزوجين، الأمر الذي ينعكس مباشرة على صحة وسلامة الطرفين‏، والأكثر حساسية في العلاقات الزوجية تكون تجاه الألفاظ والأحداث السلبية، ما يؤثر على قدرة الزوجين على الاحتمال والاستمرار في محاولة نجاح وإنقاذ العلاقة بينهما.‏ بالمحصلة الحياة الزوجية ما هي إلا تمازج بين الحب والمودة والرحمة من جهة، وبين تضارب الأفكار والرغبات من جهة أخرى، فيكون التنازل بين الزوجين، خطوة للوصول إلى الحياة الزوجية المتكاملة نوعا ما، فبعد الحوار والمناقشة بين الزوجين، لا بد من الوصول إلى حل وسطي بينهما والتقارب بين الأفكار، وفي حال وجود اختلاف كلي فإن عليهما الجلوس والنقاش والمحاورة. أخيرا نجمل الأمر ببساطة، ونقول إن التنازل بين الزوجين فن يجب اتقانه، وأن نجاببه بالمثل فلا تنازل من قبل طرف دون الآخر، في ذات الوقت على الطرف الأخر أن يعي ويدرك تماما ويقدر حجم التنازل الذي قام به شريكه، ومن هنا تلتئم الجروح وتنفرد الأشرعة وتسير المراكب قدما.